أقباط: "الأخت تريز" يشوه صورة المسيحيين.. وكاتبه يجهل قواعد الكنيسة

متدين، معتدل، ومتاجر بالدين.. شخصيات مسيحية ظهرت على الشاشة من خلال المسلسل المثير للجدل، "الأخت تريز".
المسلسل أثار انتقادات غاضبة من كثير من مشاهدين أقباط، فاتهمو صناعه بالجهل بقواعد الكنيسة، وتشويه صورة المسيحيين.
يرى المخرج رمسيس نجيب أن تناول الشخصية القبطية في الأخت تريز "سطحي"، وأكد أن سيناريست المسلسل، بلال فضل، لم يركز على الشخصية المسيحية من الداخل، وكذلك وقع في عدة أخطاء منها أن الأخت تريز والكاهن في المسلسل كانا يحلفان وهذا لا يجوز وفقًا لقانون الكنيسة، فرمسيس يوضح أن "أي مسيحي عادي يحق له الحلفان ولكن هذا ممنوع تمامًا للكهنة".
قال رمسيس إن المسلسل فيه تجريح للأقباط وخاصة للمكرسات، أي المسيحيات المتطوعات للعمل في الكنيسة ويزيد عمرهن عن 25 عاما، وهذا التجريح تمثل بشكل واضح في انفعالات الأخت تريز في المسلسل، على حد قوله، ولا ينكر رمسيس وجود هذا النموذج في المسيحيين لكنه يؤكد أنه أقلية لا تذكر، في حين تعمد الكاتب تعميمه.
واتفق معه نجيب جبرائيل، الناشط القبطي ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، فقال "رغم أن المسلسل يحمل اسما قبطيا، إلا أنه انحرف عن مساره في تجسيد جوهر حياة الأخت تريز التي تدعو للسلام والمحبة، وأكد أن المسلسل خرج عن تقاليد الديانة المسيحية ومعتقداتها، فصور الأقباط على أنهم سبب الاحتقان الطائفي في مصر عن طريق بنائهم للكنائس أمام المساجد، وهو ما رفضه جبرائيل، مؤكدا "أن هذا لا يحدث، وأن العكس صحيح فقد يسمح ببناء مسجد أمام كنيسة ولكن لا يسمح ببناء كنيسة أمام مسجد".
وانتقد نصيحة الأخت تريز للفتيات المسيحيات بالتحشم والتشبه بالفتيات المسلمات؛ حيث رأى في ذلك اتهاما للمسيحيات "بالتبرج وأنهم غير محتشمات"، وأكمل منتقدا تصوير المسلسل للمنظمات القبطية أنها تدعو إلى الاحتقان الطائفي، موضحا أن هذه المنظمات دورها خدمة المجتمع، أما عن أبرز الأخطاء في العمل الدرامي من وجهة نظره فهي قسم الكاهن بالله وهو ما لا يجوز وفقاً لقانون الكنيسة.
ومن جانب آخر، جاءت بعض الآراء من بعض المفكرين والقساوسة المسيحيين مؤيدة للمسلسل، وترى أنه من أبرز الأعمال التي نجحت في تمثيل الشخصية القبطية دون مبالغات، ويؤكدوا أن طرح المسلسل لمشكلة الفتنة الطائفية سيساعد على حلها.
فأشاد المفكر القبطي جمال أسعد بمسلسل الأخت تريز، مؤكدًا أنه من أكثر الأعمال الدرامية محاكاة للواقع المسيحي، وركز جمال على ضرورة طرح قضايا التطرف للتناول في الدراما لأن ذلك يساعد على حلها، وأكد أن جميع الشخصيات القبطية الموجودة في المسلسل هي أقرب ما يكون إلى الشخصيات الحقيقية على أرض الواقع.
ولم ير جمال أسعد حرجًا من تمثيل شخصيات مسيحية متطرفة لأنه يرى أن مثل هذه الشخصيات ليست من وحي الخيال، وأنها بالفعل متواجدة بيننا وكذلك يقابلها شخصيات مسلمة متطرفة، لهذا يرى أن الكاتب نجح في تصوير الواقع كما هو دون المبالغة فيه.
وأيده القسيس فارس ميخائيل، سكرتير مجمع كنائس النعمة الانجيلية، مؤكدا أنه لا يعد تعديا على الأقباط، بل نجح، حتى الآن، في تقديم ما يحدث بالفعل على أرض الواقع، وأن يلفت الانتباه إلى المشاكل التي تقع بين المسلمين والمسيحيين والتي تتسبب في حدوث الفتن الطائفية.
أما عن الأخطاء التي وقع بها الكاتب يقول القسيس إن الكاهن في المسلسل كان يحلف بالله وهذا يخالف قواعد الكنيسة، ولكنه رفض باقي الاعتراضات التي انتشرت على المسلسل مثل قيام الأخت تريز بنصح بعض الفتيات المسيحيات أن يحتشمن ويقتدن بملابس المسلمات، "الاحتشام مش عيب بالعكس دا مش غلط المسلسل كده بيحاول يعدل من سلوك المجتمع".
وأعرب هاني عزت، نائب رئيس رابطة الحق في الحياة، عن رضاه عن تناول المسلسل لشخصيات مسيحية رغم بعض الأخطاء، لأن هذا يجعل المجتمع المصري المسلم أكثر تعرفًا على المجتمع المسيحي، وأوضح أن المسلسل يشتمل على بعض الأخطاء التي تتمثل في ظهور الأخت تريز في شخصية عاطفية، وهو ما يتنافى مع الواقع.
وأضاف أنه لن يحكم على المسلسل إلا بعد نهايته التي ستحدد إذا كان المخرج يحاول إرسال رسالة للمشاهد عن المجتمع المسيحى، أم أنها مجرد تجربة يخوضها "من باب التغيير".