لا تكفي بيانات الشجب التي يطلقها العديد من المنظمات الحقوقية, لحل قضية المصرية نجلاء وفا, التي توشك علي الموت في أحد سجون المملكة العربية السعودية إثر إدانتها في قضية, كل ما نعرفه عنها حتي اليوم, أنها بسبب خلافات اقتصادية بينها واحدي أميرات الأسرة الحاكمة, فما تتعرض له نجلاء في محبسها لا يعد فحسب انتهاكا لكل حقوقها في محاكمة عادلة ومنصفة, وإنما مع كل المواثيق والأعراف الانسانية بل والشرعية أيضا, لأنه يرقي إلي حد التعذيب الممنهج. سافرت نجلاء وهي ابنة أستاذ جراحة شهير في جامعة طنطا, قبل نحو سبع سنوات إلي المملكة العربية السعودية للعمل, فنجحت في غضون سنوات قليلة, في تأسيس شركة متخصصة في تنظيم الحفلات, لاقت إعجاب كثيرين, من بينهم الأميرة صاحبة الأزمة, التي ربطت بينهما في وقت سابق علاقة صداقة قوية, سرعان ما تحولت الي شراكة في البيزنس, قبل أن ينفجر الموقف علي نحو مفاجئ ويصل الي حد الأزمة التي دفعت نجلاء ثمنها ولا تزال من عمرها وكرامتها. في30 سبتمبر من عام2009 أوقفت السلطات السعودية نجلاء وفا باتهامات لا يعرفها أحد حتي اليوم, وإن كانت الشواهد تتجه نحو خلافات في البيزنس, تدخل فيها نفوذ الشريكة, لينتهي الأمر بقرار إحالتها إلي المحكمة الجزائية بالرياض, التي انتهت في يونيو من العام الماضي, الي حكم قاس بحقها, يقضي بالسجن لمدة خمس سنوات والجلد خمسمائة جلدة.! ظلت نجلاء حسبما تقول العديد من التقارير الحقوقية التي تتابع حالتها منذ شهور, رهن الاحتجاز لمدة تزيد علي عام ونصف العام, دون أن توجه إليها جهات التحقيق تهمة, ومن دون أن تسمح لها أيضا بتوكيل محام, أو التواصل مع السفارة المصرية في الرياض, قبل ان تنتهي جلسات المحاكمة إلي هذا الحكم الصادم. لا أحد يعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت أسرة نجلاء الي الصمت, كل هذه الفترة علي ما يجري بحق ابنتهم في المملكة العربية السعودية, لكن والدها أستاذ الجراحة المعروف يقول إن جهودا للمصالحة كانت قد بدأت قبل فترة, اشترطت فيها الأميرة عبر محام لها, عدم وصول أي تفاصيل حول هذه القصة إلي وسائل الإعلام المصرية, وإلا فإن نجلاء لن تخرج من محبسها مدي الحياة. ابتداء من مايو الماضي بدأت نجلا وفا رحلة جديدة من المهانة, عندما بدأت سلطات سجن الملز في تنفيذ الجزء الثاني من الحكم القضائي, وهو الجلد الذي يتم تنفيذه علي مراحل بواقع50 جلدة أسبوعيا, وتقول أسرتها بعدما اعيتها كل الحيل في حل سياسي, للأزمة التي تعقدت أكثر بعد تسرب قصة ابنتهم إلي العديد من المنظمات الحقوقية, إنها نفذت علي مدار الشهور الماضية300 جلدة, تسببت في إصابتها بإعوجاج في العمود الفقري, في حين تتبقي عليها200 جلدة, ربما ينتهي تنفيذها, إلي عودتها في صندوق خشبي, ما لم تتدخل وزارة الخارجية, بل ومؤسسة الرئاسة ايضا بالفعالية اللازمة, لوقف ذلك التعذيب الممنهج. أقول إنه تعذيب ممنهج, لأن أقصي عقوبة جلد حددتها الشريعة الاسلامية, لا تزيد علي مائة جلدة للزاني غير المحصن, فأي جرم ارتكبته نجلاء وفا يقضي بإهانتها وإهدار كرامتها الانسانية علي هذا النحو؟ وأي خطيئة أكبر من أن تواصل كل الأجهزة الرسمية, حتي بعد الثورة, السكوتعن هذا الذي يجري لمواطنة مصرية خارج حدود البلاد. [email protected]