هناك قاعدة في الفقه الأمني تقول: إن الراصد أقوي من المرصود بمعني ان الشخص الذي يتربص بخصم له يكون هو القادر علي اقتناصه والنيل منه بل الفتك به لأنه هو الراصد له أما المرصود فلايكون مستعدا لمفاجأة الراصد المتربص. هذه مقدمه ضرورية لتفسير حادث الاعتداء الغادر علي فلذات اكبادنا من أبناء جيشنا الباسل في شمال سيناء. وعندما أقول: إن الراصد أقوي من المرصود فإن هذا ليس معناه ضعف ابنائنا اثناء وجودهم في الكمين الحدودي ولكن هو ضعف في الامكانات اللوجستيه التي يجب أن نوفر لهم فقد كشف الحادث أنه لاتوجد لديهم أجهزة اتصالات بالكمين للتواصل مع القيادات الأعلي لإبلاغهم بأي تطورات علي الارض وتمكن هذه القيادات من التواصل مع أفراد الكمين لتبلغهم بمعلومات أو تحذرهم من هجمات متوقعة. كشفت ملابسات الحادث تقصيرا شديدا لقيادات حرس الحدود مع انهم رجال تخصصوا في حماية الحدود ولن نستطيع أن نسوق حجج البعض بان الانشغال بتأمين الداخل أثر بالسلب علي تأمين الحدود. ولقد ذكرتني تصريحات اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات السابق عن الحادث بانه حذر من وقوع هجمات علي كمائن في سيناء بما كان يكتبه حبيب العادلي وقت ان كان رئيسا لجهاز أمن الدولة, فقد كان يكتب تقارير دورية يحذر فيها من وقوع هجمات ارهابية علي منشآت استراتيجية كلمات مطاطة لاتعرف أبسط معاني الدقة وعندما وقع حادث مقتل26 سائحا في معبد حتشبسوت في الاقصر أخرج من درج مكتبه صورة من هذه التقارير الدورية المبهمة المطاطة وقدمها للرئيس السابق علي انه كان يعلم وحذر من الحادث قبل وقوعه. المفروض أن أي جهاز أمني لجمع المعلومات تكون متوفرة لديه علي أقل تقدير60% من تفاصيل المعلومة يقول لنا في تقريره أين ستقع العملية ومن سينفذها وعددهم والتوقيت, هكذا يجب أن تكون كفانا استهانة بالعقول.. من يعتقد أنه أذكي من الأخرين فانه أغبي الناس.