إذا كنت قد أتممت عامك السادس عشر ومطلوب منك الآن حمل بطاقة شخصية أو أردت استخراج القيد العائلي أو شهادة ميلاد طفلك الجديد أو شهادة وفاة أحد أقاربك أو ثيقة زواج إذن عليك التوجه إلي مصلحة الأحوال المدنية التي تقع في منطقة العباسية فهذا المبني الضخم منوط به إنهاء معظم مصالح المواطنين. شيء من النظام مصحوب ببعض المحسوبية وأحيانا مبلغ بسيط لزوم الشاي وتخليص المصلحة.... هذا هو المشهد الذي اعتدناه داخل مصلحة الأحوال المدنية أحد أكثر المباني الحكومية ازدحاما. في البداية يقول نور سعد( طالب) أنه رغم الاختلاف الذي حدث بسقوط النظام السابق ونجاح الثورة المصرية من خلال وجود رئيس جديد للبلاد فان الاجراءات التي تحدث أثناء إصدار البطاقات أو أي مصلحة أخري قد تستغرق وقتا طويلا تؤدي بدورها الي إحداث نوع من الملل عند الجمهور وبذلك سيكون هذا النظام أشبه بسابقه. واستكمل نور كلامه قائلا أنه أمام المصلحة من الساعة ال9 صباحا وأنه جاء لعمل بطاقة له ولكن لم تنته إجراءاتها حتي الآن وذلك لعدة أسباب أهمها سوء التنظيم من عند الناس مفيش حاجة اسمها دور في الطابور كما أن حجة الصيام عند بعض العاملين وعدم قدرتهم علي العمل يؤدي إلي تعطيل العمل بعض الشيء, إلي جانب الرشوة التي لاتزال موجودة في عدد كبير من المصالح الحكومية. فيما يقول محمد عبدالخالق عامل أنه لايوجد جديد عن النظام القديم في كل أوجه العمل حتي في مصلحة الاحوال المدنية نتيجة للفوضي التي تشهدها البلاد وعدم استقرار أوضاعها إضافة الي عدم وجود تغيير جذري في الادارات كل ذلك جعل هناك نوعا من البطء والتخاذل في العمل. ويضيف عبدالخالق أنه قد جاء الي مصلحة الاحوال المدنية أكثر من مرة لاتمام بعض المصالح الشخصية وكان مصيره في بعض الأحيان أن يظل كعب داير حيث يتنقل وفقا لرغبة وقرار الموظف مشيرا إلي أنه ظل ينتقل من مكان لآخر ومن مصلحة لأخري طوال13 يوما فكان الملل والعذاب نهايته علي يد موظفي المصلحة. ويقول كنت أتمني أن أشعر بجديد بعد الثورة ولكن لم يتغير شيء فلا زال الزحام سيد الموقف داخل الهيئات والمصالح الحكومية والجدع اللي يعرف يخلص مصلحته في مشوار واحد....! أما أحمد حسين فكان له رأي آخر ويقول أن الأمور هنا علي عكس المتوقع من سهولة في الادارة والتعامل مع الناس باحترام كبير وهو ما كنا نحتاجه بعد ثورة25 يناير فأنا هنا من أجل استخراج بطاقة شخصية وتم عملها بسرعة دون أي عوائق أو أزمات مؤكدا أن تخفيف الحمل علي الموظفين والوقوف في طابور يحترمه الجميع يسهل من إتمام الاجراءات في أسرع وقت. واستكمل حسين حديثه عن أداء وزارة الداخلية في الوقت الحالي حيث لايمكن تقييم أدائها الآن حيث بدأ الوزير الجديد مهامه من أيام معدودة, وقال أننا لا نستطيع أن نحكم علي أداء أي وزارة موجودة الان وليست وزارة الداخلية فقط لأننا بذلك سنظلمهم لأنهم لم يبدأوا بعد في تنفيذ برنامج ال100 يوم ولم يتعرفوا بعد علي ملفات ومشاكل كل وزارة ووافقه الرأي محسن مهدي تاجر مؤكدا أنه سعيد جدا بما يشاهده في مصر من تحول الي الديمقراطية التي تحلم كل دولة أن تعيشها كما يري اختلافا كبيرا بين أداء موظفي الحكومة قبل وبعد الثورة مشيرا إلي أن مصلحة الأحوال المدنية علي وجه الخصوص تبدلت إلي حد كبير وأصبح النظام سيد الموقف خاصة أنها أحد أهم المناطق الحيوية لوزارة الداخلية, ويؤكد ان عصر الرشوة انتهي بانتهاء النظام السابق فالمصالح الشخصية الآن تنتهي حسب مواعيد انتهائها وليس بقدر المبلغ المدفوع! شويه نظام أما هلال عبدالحليم تاجر ملابس يقول أنه حان الوقت الآن لنحكم علي أداء وزارة الداخلية تحديدا لأنها أكثر الوزارات التي لاقت اتهامات كثيرة منذ اندلاع الثورة لذا كان عليها إثبات العكس لكل المواطنين خاصة في قطاع الأحوال المدنية لأنه يتعامل مع المواطنين بشكل مباشر. ويقول هلال أن التغيير لم يصل بعد لوزارة الداخلية حيث نري تقصيرا واضحا في الملف الأمني بالاضافة إلي تعطيل الجانب الخدمي في مصلحة الأحوال المدنية مثلما يحدث أثناءالحصول علي توكيل معين من داخل مصلحة الاحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية والذي يحتاج الي وقت كبير وسلسلة طويلة من الاجراءات المملة. ويري عبدالغفار مجدي طالب أن تغيير أداء الوزارات يرتبط بأداء الداخليةالتي اختفي دورها بعد ثورة يناير بسبب حالة الاحتقان التي كانت بين مسئوليها والمواطنين لذا يطالب بضروة العمل علي الملف الأمني من أجل حياة آمنه مستقرة لأنها المهمة الأهم لوزارة الداخلية. واستكمل عبدالغفار حديثه عما يحدث داخل مصلحة الأحوال المدنية مشيرا إلي النظام المفقود داخل جميع مؤسساتنا الحكومية سواء من الموظفين الذين لايسهلون من الاجراءات ويحددون الأوراق والمستندات المطلوبة بشكل يسهل علي المواطن تجهيزها كما تحدث عن الرشاوي التي كانت سمة أساسية طوال العهد البائد داخل معظم المصالح الحكومية للحصول علي ماتريده, ويتساءل هل اعتدنا الفوضي وأصبح النظام أمرا مستحيل التنفيذ؟!