وصف المؤلف عبد الرحيم كمال مسلسله الخواجة عبد القادر انه عمل يخلد القمم وقال كمال في حواره مع الأهرام المسائي إن هذا الخواجة الذي دخل الإسلام بقلبه قبل عقله كان مادة خصبة له يمكنه من خلالها توصيل معان جميلة وأصيلة عن الحب والصفاء والسمو بالقلب قبل العقل وتقبل الآخر بكل مكوناته ليقول بشكل صوفي فلسفي إن الحب هو طريقنا الي السعادة التي ننشدها في حياتنا وسط هذا الكم الكبير من الصراعات التي تلاحقنا كل يوم * في البداية نريد أن نعرف..هل الخواجة عبد القادر موجود أم انه من وحي خيالك..؟ الخواجة عبد القادر حلم ظل قائما بداخلي حقيقة فهو مهندس ألماني جاء الي الصعيد في الخمسينيات وخلق بحبه للناس ومساعدتهم علاقة طيبة بينه وبينهم, وعندما حكي لي أبي قصته ظلت بداخلي تراود تفكيري من آن لأخر تريد الخروج حتي قررت كتابتها في عمل درامي للتليفزيون وهو يحمل قيما أصيلة للدين والحب. * وهل كل أحداث العمل حقيقية أيضا..؟ **( حكاية) الخواجة فقط هي الجزء الحقيقي في العمل بينما باقي الأحداث من وحي خيالي لخدمة السياق الدرامي للعمل ككل. * تحمل قصتك بعدا صوفيا تداركه المشاهد بعد عدد من الحلقات وكان مدخله لمتابعة العمل,هل قصدت ذلك وأنت تكتب..؟ ** البعد الصوفي للعمل فرض نفسه عند الكتابة لأنني أردت توصيل رسالة هدفها صرورة نشر الحب بين الناس, لقد كان التعامل مع الآخر بحب بغض النظر عن جنسه ودينه هو همي الأساسي عند كتابة العمل خاصة بعد الأزمات المتتالية التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة, أيضا كتبت العمل لأظهر من خلاله سماحة الإسلام, وليعرف الآخر أن الإسلام دين تسامح يدخل القلب قبل العقل. * ناقش العمل قضية جديدة ومختلفة عما تناولته الأعمال الدرامية الأخري والتي اعتاد المشاهد عليها علي أي شيء راهن عبد الرحيم كمال وهل يتطرق للفكر الفلسفي الصوفي..؟ **راهنت علي المشاهد الذي يبحث عن الجديد وراهنت أيضا علي القيم الإنسانية التي يحملها العمل وقد كان هذا العمل من أكثر الأعمال التي شعرت بسعادة وأنا أكتبها لأنه يدعو الي التصالح مع النفس ومع الآخر وقصدت هذا لأن العمل سيعرض في شهر رمضان ولأنني مؤمن بأن الكاتب يسخره الله لتوصيل رسالة بعينها الي الجمهور حين يكون الجمهور في احتياج اليها فعلا. * كيف تري يحيي الفخراني في دور الخواجة عبد القادر بعين الكاتب؟ ** لم أر فرقا بين الخواجة عبد القادر ويحيي الفخراني, أشعر وكأنه ارتبط بالشخصية حتي ذاب فيها ويحسب له هذه الجرأة التي جعلته يخوض رمضان بموضوع جديد حتي ليصل للمشاهد معاني شديدة الرقي وأفكار روحانية وتصوف بهذا الاقتدار, وهكذا دائما الفخراني كل اختياراته بها رقي, يعمل مايحب بغض النظر عن أي محاذير أو مخاوف. * هل كان الفخراني أمام عينيك وأنت تكتب الخواجة عبد القادر وما رأيك في الكتابة لنجم ليفصل العمل علي مقاسه..؟ ** لم أكتب أبدا لنجم بعينه وطالما أعطاني الله القدرة علي كتابة أعمال يقدم عليها نجوم كبار ليقدموها لن أفصل لنجم موضوع علي مقاسه, قلمي هو الذي يحرك النجم ناحية الموضوع ولايحركني نجم لأكتب, كما أن النجوم الكبار لايسمحون بالكتابة لهم خصيصا, الكتابة الحرة الحقيقية لاتعرف التفصيل أو القيود أو الكتابة بطلب. * وهل استطاع شادي الفخراني الوصول بالخواجة عبد القادر كما تخيلته أنت ككاتب..؟ ** المسلسل يجمع فترتين زمنيتين مختلفتين هما الأربعينيات والتسعينيات والالتزام بفترة تاريخية معينة من حيث التصوير والملابس والأماكن صعب علي أي مخرج ويحتاج لمجهود كبير حتي يصل بهما الي الكمال ولكن شادي استطاع تجسيد الفترتين ببراعة تحسب له فقدم للمشاهد بحب وسلاسة ما أردت قوله. * تاريخك الدرامي الذي شكله أربعة أعمال درامية يخلو من التطرق للبطولات الجماعية فأين هي مما تكتب.. ؟ **أنا كاتب يحركني الموضوع, لو حضر بفكري عمل يحمل موضوعه البطولة الجماعية لن أتردد في كتابته خاصة وأنا معجب جدا بما قدمه الشباب من بطولات جماعية مشرفة. * كيف تري عملك وسط هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية..؟ ** الخواجة عبد القادر أخذ مكانة تليق به خاصة وهو يعرض في شهر رمضان بمايحمله من روحانيات جعلت المشاهد يتوجه اليه بشكل تلقائي. * الخواجة عبد القادر وشيخ العرب همام تعني أنك كاتب تحب الخوض في التاريخ, ماذا تعني لك الأعمال التاريخية..ولماذا برأيك الإنتاج لايلجأ إليها بجرأة..؟ ** الأعمال التاريخية الكبيرة تحتاج إنتاجا ضخما ولن يكون لدينا أعمال تاريخية كبيرة إلا إذا تدخلت الدولة وعرفت مسئوليتها ناحية إنتاج مثل هذه الأعمال الكبيرة فأين الدولة من الأعمال الدينية والتاريخية الضخمة