لا أحد ينكر أن أهم أسباب اندلاع الثورات في الوطن العربي, غياب العدالة الاجتماعية بين الناس وتفشي مظاهر سلبية كالمحاباة, الواسطة, الرشوة, المحسوبية. وفي هذا المقام نذكر بالشعار الذي رفعته الثورة عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية, لتهز عروش الظلم وتحطم أنظمة الظلم والطغيان التي أسهمت بشكل كبير في اعاقة تطور المجتمعات وشلت قدرتها علي العمل وخلفت أجواء من عدم الثقة لدي المواطن العربي الذي انتفض أخيرا لتحرير نفسه من ويلات الطغاة والمفسدين وأشعل ثورات أذهلت العالم, ليمحو عن نفسه عار الصمت المخجل الذي استمر لعقود وأزمان طويلة, ويؤكد أن الظلم مهما طال طغيانه مصيره الي زوال. فالناس لم تعد تحتمل القمع والاستمرار في حرمانها من العمل والمشاركة في بناء أوطانهم, ولن تقبل المساس بحقوقها الأساسية وتريد أن تحيا حياة كريمة, وترفض الاستعباد والتسلط وتنبذ كل أشكال التمييز والاضطهاد والحرمان التي تضر بشدة بالمصلحة الوطنية وتتنافي مع الأعراف والقوانين الدولية وتزيد من حدة الاحتقان والغضب وتمرد الجماهير علي السلطات الحاكمة والرغبة في خلعها والتخلص منه, لتؤكد حقها الطبيعي في العيش بحرية وكرامة في وطن ديمقراطي حر ينعم بالمساواة في ظل عدالة اجتماعية تحافظ علي الوطن وتضمن توزيعا عادلا لثرواته. لقد تشبع المجتمع بالوعود الكاذبة, والشعارات الزائفة, وبفقدان الثقة في وطن تهيمن عليه الواسطة والمحسوبية وحكومات عاجزة عن تلبية حاجات المجتمع بمتطلباته الأساسية, وغير قادرة علي إعطاء المواطن فرصته ليشارك في بناء وطنه, فهذه دعوة مفتوحة للسلطات القائمة علي الوضع كي تبذل جهدها في تقديم كل ما هو مفيد ونافع لتحسين الظروف المعيشية للمواطن, وتوفير فرص عمل متكافئة لجميع أفراد المجتمع علي أساس العدل والمساواة, دون تفضيل أحد علي آخر للاستفادة من جهود المخلصين في بناء وطن متماسك ينعم بالأمن والاستقرار وتسوده روح الألفة والأخوة بين الناس. [email protected]