ان مصر في مفترق طرق صعب وفي مأزق عالمي غير مسبوق, ولئن كانت كبري اقتصاديات العالم تترنح وتدور في حلقة مفرغة ويحفها مستقبل لايبشر بكثير من الخير كما نري في حال المجموعة الأوروبية, وتأبي مصر الا أن تكون محور حديث الدنيا دوما وأبدا, في قوتها وخلال ضعفها, في تسارع وتيرة الأحداث فيها وفي خفوت تلك الجذوة أحيانا, فهي الرقم الصعب وحجر الزاوية في هذه المنطقة, لاتمر مبادرة الا بمباركتها ولايتخذ قرار واسع الأثر الا ب( بصمها) عليه, وعندما تكون أرض الكنانة في أبهي حللها ينعكس ذلك الأمر علي بقية دول المنطقة العربية, وعندما يكتنفها شيء من التراجع يكون وقع ذلك أشد علي أخواتها. علاقتنا بمصر تمتد بعيدا في التاريخ, وصلتنا بها لن تتوقف حتي يرث الله الأرض ومن عليها, فوحدة النسب والماضي وحاضره وحدة المستقبل المشترك تجعلنا نسيجا متكاملا لاغني لأحد عن الآخر, وان أرض الكنانة كانت دوما منارة ليس للعلم فقط بل لفلسفة الحياة, وان المتتبع لحال مصر يري حمي المحاكاة تسري في أوصال من حولها, ولولاها لم نكن لنري تلك الثورات الشعبية المطالبة بحياة أفضل ومستقبل أجمل في نسق مسالم ورفضي شعبي بعيد عن الديماجوجية والدموية التي اكتنفت ثورات البعض الآخر, فمصر كانت ومازالت دولة حضارة وشعب رقي لاينتصل من ثوابته السلوكية المتحضرة, لأنها منظومة أتت من تراكم حضاري يمتد لآلاف السنين وليس ادعاء أو تقليدا لأحد ان مصر في مفترق طرق صعب وفي مأزق عالمي غير مسبوقة, ولئن كانت كبري اقتصاديات العالم تترنح وتدور في حلقة مفرغة ويحفها مستقبل لايبشر بكثير من الخير كما نري في حال المجموعة الأوروبية, والتي بدأت كرة الثلج بالتدحرج فيها بافلاس اليونان وحاليا بسقوط اسبانيا وقبرص وايطاليا في نفس المنزلق, مما ينذر بتفتت مجموعة اليورو رغم استتباب أنظمتها السياسية ومنظوماتها الاقتصادية والاجتماعية, الأمر الذي يجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا ونسأل الله تعالي أن يكون عونا لمصر في هذه الفترة التي كثرت فيها الجبهات المقلقة وعلي مختلف الأصعدة كتحديات كبري لنجاح مصر مابعد الثورة, ان وحدة الصف هي مرتكز كل اصلاح, ومن المهم أن يكون واضحا الهدف المطلوب لمصر بنهاية هذا العام وصولا للسنة الرئاسية الرابعة والأخيرة, وعلي قدر الامكانيات المتاحة وبحسب التحديات الموجودة والظروف التي لايمكن التحكم بها, لابد أن يكون مسار أجهزة الدولة, فلا وعود كبيرة ان كان الفراغ التشريعي مازال كبيرا والصلاحيات مازالت منقوصة أو مشروطة, ومن الضروري أن نري الحراك الايجابي يبدأ من كافة افراد الشعب وليس حصر ذلك علي مؤسسات الحكومة وموظفيها, فمصر أمانة بين أيدي الجميع, والزمن ليس زمن( أرونا ماذا ستفعلون) بل لابد أن يكون( سنري العالم ماذا نستطيع أن نفعل). ان الخطط الاستراتيجية لابد أن يكون فيها من المرونة مايسمح بمساحات كافية للتعديل والمناورة في السعي لتحقيق الأهداف المطلوبة, فمن المتعارف عليه أن الخطط الفعلية تختلف في كثير من الوسائل والممكنات عن الخطط المعتمدة بداية التنفيذ, وذلك وفقا لمقدار وحجم التأثر والتفاعل مع متغيرات البيئة الداخلية والخارجية لأي مجتمع, وعليه فلابد من استحضار هذه الحقيقة مع ضرورة التدرج في تحقيق الأهداف والبعد عن محاولة القفز علي المراحل فمع أهمية تحقيق مكاسب آنية وايجاد حلول للعديد من المشاكل اليومية من ارتفاع اسعار المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع معدلات البطالة وحفظ الأمن وتطوير البنية التحتية واحترام وحفظ الحقوق المدنية الا أنه من المهم بصورة أكبر التوجه لاعادة الاقتصاد الي مساره الصحيح وهو تحد هائل يحتاج لتكامل الجهود المحبة لوطنها بعيدا عن الانزلاق في متاهات الاختلافات الحزبية, فالوطن فسيفساء اجتماعي لايمكن أن يشذ جزء منه, فبدون البعض لايكتمل الكل والوطنية الحقة هي أن تقدم مصلحة الوطن فوق هوي النفس وميولها الضيقة. مصر هي قلب العروبة النابض وفكرها المتأجج, ولو بعدت بيننا وبينها المسافات وحالت دونها تضاريس الجغرافيا, الا أنها تبقي ماثلة في قلوبنا وعيوننا ندعو لها ليل نهار بأن تعود أجمل مما كانت وأن تكون حسب مايتمناه الشعب المصري العظيم في وطنه, فوطن قد أنتج كل ذلك الزخم الحضاري والمعرفي طيلة تاريخ الانسانية الطويل لقادر بأن يكتب في صفحة التاريخ فصلا جديدا عن عظمته وقدرته الاستثنائية علي رفد الحضارة بمخرجات تبز الآخرين, وحيث إن الرهان قد بدأ فكلنا أمل وثقة بأن نري الغد الجميل لأرض الكنانة اقرب من كل توقع, فلك يامصر من قلب كل اماراتي الحب والفخر بكل مايخصك لأننا علي يقين بأنها تحبنا كما نحبها, كاتبة إماراتية