هذا .. هو وقت العمل. صفحة جديدة ينبغي أن تبدأ بعد انتصار الشباب. الطريق إلي النجاة.. وعودة الحياة الطبيعية.. لن يتحققا إلا بترجمة كلمة الانتماء إلي أسلوب عمل ايجابي يشارك فيه الجميع. التحول الكبير في المجتمع يدعو إلي ترجمة الاحلام إلي واقع. وبطبيعة الحال لايمكن ان تتحقق هذه الاحلام بين يوم وليلة، وانما تحتاج إلي وقت.. وإلي صبر وعدم استعجال. مستقبل البلاد يشارك فيه كل المواطنين، وليس المجلس الأعلي العسكري، ولا الحكومة التي تسير الاعمال حتي اعلان اسماء الحكومة الجديدة.
أشياء كثيرة في المجتمع ينبغي لها أن تتغير أولها تطبيق كلمة الشفافية بمعناها الحقيقي، وليس مجرد ترديدها.. لإخفاء سلبيات أو تجاوزات.. وثانيها الاحتفاظ بالنتائج الايجابية التي أفرزتها ثورة الشباب والتي تتمثل في تغيير الفكر العام.. أو شبه العام، إلي أفضل ما يكون الحرص علي تغليب المصلحة العامة للبلاد.. وليس المصلحة الفردية فقط.. وثالثها.. وأهمها علي الاطلاق استمرار التلاحم مع القوات المسلحة التي تتولي المسئولية في مرحلة صعبة وعصيبة. أن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة وصعبة، وتجاوزها يحتاج إلي »صحصحة«، من كل فرد علي أرض الكنانة حتي تتحقق الأهداف المطلوبة.
ولايخفي علي أحد.. أن الوضع الحالي لايكفي لتحقيق ما يطمح إليه جموع الشعب.. ومن ثم يحتاج الأمر إلي جهود جبارة يمكن من خلالها توفير ما يضمن الحياة الكريمة والآمنة للمواطن الذي طالما كان يعاني من متاعب حياتية لاحصر لها. اذن ثورة الشباب لابد أن يتبعها ثورة أخري في تنفيذ سياسات عادلة داخل الوزارة والهيئات والمؤسسات، حتي تتحقق العدالة المطلوبة.. وهي قضية لها من الأولوية ما يدعو أصحاب القرار علي وضعها في الاعتبار، لأنها كانت إحدي بوايات الفساد.
لقد أصبح يتعيين علي الجميع ان ينظروا إلي المستقبل بعيون عقلانية.. منطقية تجعل مسيرة العمل المنشود تمضي بصورة هادئة ومستقرة دون مطبات أو عراقيل.. ومن ثم الوصول إلي مصلحة المواطن بشكل يضمن له استمرار العيش في حياة كريمة. والواقع.. أن المحاذير التي تمثل خطرا في المرحلة القادمة تتمثل في العودة لأي شكل من أشكال الفوضي، وفي عدم التزام البعض بأجندة الوطن لتنفيذ المهام التي تضمن سلامة المسيرة.
هذه واحدة من أصعب اللحظات التاريخية التي ينبغي أن يتعامل معها الجميع من منطلق واحد وهو الاحترام.. احترام الواجب الوطني الذي يدعو إلي استدعاء الكبرياء المصري لتنصهر كل الجهود في بوتقة العطاء الذي سيعود علي المجتمع بأفضل ما يكون. تلك فترة عصيبة، ينبغي المرور منها بأسرع وقت لكن حتي لاتكون فرصة لكل من يحاول التلاعب بمقدرات البلد التي تمثل قيمة كبري بدليل اهتمامات العالم كله بما كان يجري علي أرضها في الأيام الماضية. ليس بالضرورة الآن أن تقف نظرة البعض عند آفاق ضيقة لاتصب في مصلحة الكيان الاكبر أو أن يصطاد أحدهم في الماء العكر استغلالا للظروف.. أو أن يلجأ أخرون لبلبلة من شأنها أن تثير جدلا لامبرر له.. وانما لابد أن يكون التحرك نحو هدف واحد الآن وهو الخروج من الأزمة.. وبعد ذلك تتحسن الظروف التي يتبعها تلبية كل المتطلبات.
استثمار طاقات الشباب القاعدة التي ينطلق منها العمل في المرحلة القادمة.. وقد أثبت شباب مصر فعلا أنه علي درجة عظيمة من الوعي.. وباحتفاظه بهذا الوعي سيكون أداؤه اكثر فاعلية.. وايجابية. ولعل مسألة انشاء وزارة الشباب في الحكومة القادمة هو أحد المطالب المنطقية التي ستساهم بشكل كبير في دفع هذا القطاع واستثمار طاقاته وامكانياته، باستخدام أساليب عصرية بحوار مقنع، ومناقشات موضوعية. خريطة الطريق تقوم علي اكتاف الجميع.. وبافكار جديدة تتناسب مع المرحلة التي تحتاج إلي استثمار كل الطاقات.. وإلي دفع كل ما يزيد الامكانيات، والادوات التي تضمن اي تسهيلات للمواطن.