أكد الرئيس محمد مرسي والرئيس التونسي المنصف المرزوقيرئيس تونس أهمية أن يكون هناك تعاون حقيقي بين الشعوب العربية يعكس رغبتها في تحقيق التكامل العربي والاسلامي, و أن يتم توسيع التعاون بين مصر وتونس في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية منها وإزالة الحواجز والعقبات الي كانت تقف حجر عثرة أمام تطلعات الشعبين مشددين علي ضرورة وقف حمامات الدماء في سوريا ورافضين لأي تدخل عسكري اجنبي..وضرورة إجراء مصالحة فلسطينية تضمن تحقيق تطلعات الفلسطينيين. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيسان عقب القمة التي اقيمت بقصر الرئاسة بمصر الجديدة حيث رحب الرئيس محمد مرسي بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي أول رئيس عربي يزور مصر عقب الانتخابات المصرية الأخيرةمعبرا عن سعادته البالغة لهذه المبادرة السريعة من الرئيس التونسي قبل المؤتمر الخاص بدول أفريقيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال الرئيس مرسي أنه يعتبر هذه الزيارة بداية طيبة لعلاقات متميزة بين الشعبين الشقيقين في المستقبل القريب واصفا تونس بزهرة الدول العربية التي تمكنت من إشعال فتيل الثورة قبل أن تتلقفها مصر بثورتها الكبري التي مهدت الطريق أمام المد الثوري في جميع الدول العربية من غرب العالم الي شرقه. وأضاف أن المصلحة العليا للشعبين هي الهدف الرئيسي خاصة وأن مصالح كلتا الدولتين متشابكة ومتشابهة وتتركز في محورها علي الاستقرار وتحقيق التنمية والحرية والديمقراطيةالتي تقتضي تداولا للسلطة بشكل حضاري..مشيرا الي أنه هناك خطوات جادة في تونس ومصر قد بدأت تؤتي ثمارها بعد الربيع العربي وأكد الرئيس أن المباحثات مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي جاءت في إطار مجموعة من السبل بما يحقق مصالح الشعوب مثل تسهيل السفر بين مصر وتونس وتحقيق نهضة اقتصاديةتعتمد علي التجارة بين الجانبين وربط شبكات الكهرباء وتوثيق اتفاقات للتبادل السياحي وتسهيل الحصول علي تأشيرات السفر..مؤكدا رغبته في أن تكون زيارته الي تونس الشقيقة في أقرب وقت ممكن. وعن الأزمة السورية قال الرئيس مرسي أن هناك اتفاقا كاملا في الرؤي حول حقوق الشعب السوري في تقرير مصيره وحريته مشددا علي ضرورة وقف نزيف الدم ورافضا لأي تدخل أجنبي علي الصعيد العسكري. وأوضح أن تونس ومصر اتفقتا علي دعم القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة وأن تعود القدس إلي أحضان الأمة العربية ونشر السلام في المنطقة بما يعود بالخير علي الشرق الأوسط بأسره مؤكدا أن موقفه من حركة حماس ثابت والمتمثل في أنه يقف علي مسافة واحدة من كل القوي والفصائل الفلسطينية. وردا عليسؤال عما إذا كان تأكيده بأن مصر والسعودية هما حاميتا الإسلام السني الوسطي مؤشر لاستبعاد عودة العلاقات مع إيران قريبا; قال الرئيس إن تصريحاته خلال زيارته للسعودية لم يقصد بها أي فعل سلبي نحو أحد وإنما ما صرح به ليس إلا تأكيد علي ما هو معروف من قبل..وان مصر تتعامل علي أساس التعاون المشترك وتحقيق السلام الحقيقي مع جميع الدول مشددا علي قدرة مصر علي حماية أمنها الوطني. وأكد الرئيس أن توثيق العلاقات بين مصر وتونس لابد أن يمر عبر ليبيا التي كانت المحطة الثالثة في الربيع العربي مشيرا الي أن لقاءه بالوفد الليبي الذي زار مصر مؤخرا دار حول نفس النقاط وأكد أن التعاون واستثمار الإرادة هو الطريق الوحيد لنهضة الشعوب العربية. من جانبه قال الرئيس التونسيأنه يوجد الآن طريق واسع للتواصل المستقبلي بين مصر وتونس في جميع المجالات والتي نسعي من خلاله لتحقيق التكامل بين جميع الدول العربية. أضاف أنه اتفق مع الرئيس علي العديد من الرؤي وفي مقدمتها الأزمة السورية ودعم المصالحةالفلسطينية والتعاون العربي المشترك معربا عن أمانيه أن تفتح مصر قلبها وحدودها أمام الشعب الفلسطيني لكسر الحصار وأن يكون هناك توجه حقيقي وصادق نحو أفريقيا علي الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقال المرزوقي: وجدنا طريقنا إليكم وننتظر أن تجدوا طريقكم إلينا.. ولدينا الآن تاريخ هائل لإعادة الأمل لشعوبنا وأن هذه العهودالتي فرقتنا ستسقط قريبا فنحن قادرون علي إسقاط كل هذه الحواجز وواثقون بنجاح مصرفي ثورتها العظيمة. وفيما يخص الافاق السياسية بين البلدين أكد أن التواصل سيكون يوميا للتشاور في القضايا الأساسية التي تهم الأمة العربية وفتح مجالات جديدة للتعاون والانطلاق نحو مستقبل أفضل تكون فيه العلاقات مفعمة بالحرارة وليست جامدة كما كان في السابق. وكانتأعمال أول قمة مصرية تونسية بعد الثورة في البلدين بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قد بدأت أمسبجلسة مباحثات ثنائية بين الرئيسين الدكتور محمد مرسي والمنصف المرزوقي الذي كان قد وصل أمس إلي مطار القاهرة حيث كان في استقباله الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة.وتناولت المباحثات بين الرئيسين عددا من القضايا الدولية والإقليميةذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات علي الساحة العربية, كما تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وتونس في جميع المجالات وتوسيع التبادل التجاري والاستثماري والتعاون في مجالات السياحة والتصنيع المشترك ودعم مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات الإنمائية.وفي الجلسة الموسعة التي حضرها الرئيسان ووفدا البلدين تم بحث انعقاد الدورة الجديدة للجنة العليا المصرية التونسية المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء بالبلدين قريبا لتفعيل برامج واتفاقيات التعاون بينهما خاصة في المجالات الاقتصادية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتبادل الخبرات الخاصة بتحديث الصناعات المحلية وزيادة قدرتها علي المنافسة أمام المنتجات الأجنبية, إلي جانب التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة خاصة الشمسية وتحلية مياه البحر وترشيد استهلاك الطاقة وفي مجال النفط والغاز والتعليم والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا والتعاون في تسويق منتجات البلدين في الأسواق الدولية, وسرعة إنهاء الخلافات التي قد تنشأ في المعاملات التجارية مثل التقديرات الجمركية والمواصفات القياسية المقبولة.