أكد الرئيس محمد مرسي أمس أن كل ألوان الطيف السياسي المصري ستشارك في إدارة شئون البلاد, وشدد علي أن مصر قادرة علي حماية أمنها القومي, وقال إن مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة. وأن ثورة يناير المصرية توجت ربيع الديمقراطية في الوطن العربي الذي بدأ في تونس, ودعا إلي تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين مصر وتونس, بما يعكس عمق العلاقات بين الدولتين ومتانتها, كما طالب بإحياء برامج التعاون العربي, وبخاصة في المجال الاقتصادي, تحقيقا لتطلعات جميع الشعوب العربية. جاء ذلك في تصريحات الرئيس خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباحثاته مع نظيره التونسي المنصف المرزوقي بقصر الرئاسة في مصر الجديدة, ووجه مرسي التحية للمرزوقي لحرصه علي التبكير بزيارة مصر ليكون أول رئيس يهنئه بالرئاسة. ومن جانبه, قال الرئيس التونسي: إن عصر الجمود في علاقات الدولتين قد انتهي, وسقطت الحواجز بين قلوب أبناء الشعبين, وتوقع المرزوقي بدء مرحلة جديدة من التعاون الشامل, وأشار إلي وجود العديد من الاتفاقات والمواثيق الموقعة فعليا بين الدولتين, ويتعين إدخالها حيز التنفيذ, وأكد المرزوقي اتفاق البلدين علي وجوب إنهاء المأساة الدموية التي يتعرض لها الشعب السوري دون السماح بالتدخل العسكري الأجنبي في سوريا. وقال الرئيس التونسي, إنه وجه الدعوة إلي الرئيس مرسي لزيارة تونس, ومن المتوقع أن تتم الزيارة في أقرب وقت ممكن, ويزور المرزوقي ميدان التحرير اليوم بوصفه مهد الثورة المصرية. المؤتمر الصحفي للرئيسين
أشاد الرئيس محمد مرسي عقب مباحثاته بعد ظهر أمس مع الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي بالمد الثوري العربي الذي بدأ من تونس وتوج بالثورة الكبري في مصر.. مؤكدا عمق العلاقات بين الشعبين المصري والتونسي. وأكد مرسي أن كل ألوان الطيف السياسي ستشارك في ادارة شئون مصر, وأن مصر قادرة علي حماية أمنها الوطني. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين مرسي والمروزقي عقب أول قمة مصرية تونسية بعد الثورة في البلدين والتي عقدت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدةبالقاهرة. وكان الرئيس التونسي والوفد المرافق له قد وصل إلي مطار القاهرة الدولي بعد ظهر امس في زيارة لمصر تستمر يومين وتنتهي اليوم. وفي مستهل المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الدكتور محمد مرسي والرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي, أكد الرئيس محمد مرسي أن تونس هي الزهرة الاولي التي تفتحت في ربيع الثورات العربية ثم جاءت بعدها الثورة الكبري في مصر وأن المد الثوري مستمر ونتمني له النجاح. وقدم الرئيس مرسي التحية للرئيس التونسي, مشيدا بالبادرة التونسية الطيبة للرئيس التونسي بحضوره إلي مصر لتقديم التهنئة له بمناسبة توليه منصب رئيس الجمهورية. وأكد أن هذه الزيارة والتي تأتي قبل إنعقاد المؤتمر الخاص بإفريقيا بأديس أبابا ستكون بداية علاقات طيبة وجيدة بين البلدين في المستقبل القريب. وحول أهم مجالات التعاون التي أثمرت عنها المباحثات التي جرت بين الرئيسين مرسي والمرزوقي, أكد الرئيس محمد مرسي أنه والرئيس المرزوقي متفقان ومتوافقان علي المصلحة العليا للشعبين وهي مصالح متشابهة, وأهدافهما المشتركة كل منهما علي حدة, هي الاستقرار والتنمية والحرية والديمقراطية وتداول السلطة والمشاركة في إدارة شئون البلاد, هناك خطوات جادة حدثت في تونس, وهنا في مصر بعد الانتخابات الرئاسية نسعي بكل قوة لكي يكون هناك مشاركة حقيقية بين كل ألوان الطيف المصري السياسي في إدارة شئون مصر. وأضاف لقد تحدثنا عن علاقات متميزة وليست مشتركة فقط في إطار تسهيل السفر, والاستفادة من التجارب المشتركة, والتجارة البينية, وربط شبكات الكهرباء, والعلاقات الثقافية المتميزة, والسياحة والبرامح المشتركة. وحول إمكانية التعاون بين الدول العربية كافة ولاسيما في المجال الاقتصادي مثل الإعفاء الجمركي, أكد الرئيس محمد مرسي أنه لا يري أي ممانعة من الدول العربية في هذا التعاون والتكامل, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن الشعوب العربية ترغب في تحقيق ذلك مع استمرار استقلالية كل دولة. وقال مرسي إن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة.. واتمني أن يحدث التعاون بشكل جدي في جميع المجالات بين مختلف الدول العربية. وردا علي سؤال علي حول تصريحاته في جدة مؤخرا بأن مصر والسعودية حاميتا الإسلام السني الوسطي, قال مرسي: عندما قلت إن المملكة العربية السعودية راعية لمشروع أهل السنة والجماعة وأن مصر حامية له, لم أقصد علي الإطلاق أن أذهب بأي فعل أو قول سلبي ضد أي أحد.. مشددا في الوقت نفسه علي أن مصر ليس لديها أي عداوة أو ضغينة مع أي دولة. وتابع قائلا: نحن نتحدث عن رسالة سلام واضحة وعلاقات متميزة علي أساس المصالح المشتركة للشعوب بواسطة الدول ومسئوليها.. اتحدث عن السلام الحقيقي.. ومصر قادرة علي حماية أمنها القومي. من جانبه.. أكد الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الدكتور محمد مرسي عمق العلاقات المصرية التونسية.. وقال اننا ذاهبون لتحقيق المزيد من التكامل. واضاف انه مهما تكن الصعاب فإننا سنسعي لتحقيق ما حققه الاوروبيون في هذا الصدد. واوضح الرئيس محمد مرسي في هذا الصدد أن مصر وتونس تجمعهما اهداف مشتركة في الحرية والتنمية. وقال الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي إنه جاء إلي مصر نيابة عن الشعب التونسي ليقدم التحية والتهنئة لهذا الشعب المصري العظيم. وأكد أن العصر الذي كانت تدير فيه تونس ظهرها لمصر والعكس قد انتهي, مشيرا إلي أن عصرا جديدا من العلاقات سيبدأ بين البلدين. وأضاف أن تونس وجدت طريقها مع مصر وستبدأ في هذا الطريق ونتمني أن تسير مصر مع تونس في هذا الطريق, مؤكدا ان الحواجز التي وضعها الاحتلال والعالم الغربي قد زالت بعد أن زالت حواجز القلوب بين أبناء الشعب التونسي والمصري. ووجه الرئيس التونسي دعوة للرئيس محمد مرسي لزيارة تونس في اقرب وقت ممكن, مقدما الشكر مرة أخري للرئيس مرسي علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأوضح الرئيس مرسي أنه والرئيس المرزوقي متفقان في وجهات النظر بشأن الهم العربي العام, لافتا إلي أنهما متفقان في وجهة النظر نحو سوريا, ودعم الشعب السوري في كفاحه حتي يمتلك السوريون حريتهم وإرادتهم بثورتهم التي تمضي, ونرفض سفك الدماء, وضد التدخل العسكري الإجنبي في شئون سوريا, ولكن هناك آليات كثيرة دون ذلك يجب أن تتخذ وأفعال يجب أن نتحرك بها لكي نحقن دماء الشعب السوري بأسرع ما يمكن. وفيما يخص القضية الفلسطينية, أشار إلي أن مصر وتونس متفقتان أيضا علي دعم القضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية, وأيضا حقوق الفلسطينيين الكاملة, حقهم الطبيعي في الحرية وفي قيام دولتهم المستقلة. وشدد مرسي علي انه والرئيس المرزوقي متفقان علي أن دور البلدين في إفريقيا متميز, لافتا إلي أهمية الاتصال والتوحد من أجل مصالح شعوب هذه القارة. وحول العلاقات التقنية بين تونس ومصر, قال الرئيس التونسي إن هناك العشرات من المواثيق والاتفاقيات لم تنفذ حتي تراكم عليها الغبار, لافتا إلي أن الرئيس مرسي قد قال إنه سيترك الغبار لأهله وسيفتح صفحات جديدة في العلاقات الثنائية بين مصر وتونس. وأكد المرزوقي أنه من الضروري أن تتواصل المجتمعات المدنية في مصر وتونس في جميع المجالات المختلفة. وحول الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس مرسي إلي تونس, قال المرزوقي إن موعد الزيارة لم يتحدد بعد, إلا أنه أكد أن تلك الزيارة سوف تتم في أقرب وقت ممكن.