جلس عم محمد في منزله أمام التليفزيون يغالبه النعاس عندما سمع طرقا شديدا علي الباب, لم ينتبه في البداية ولكن مع استمرار الطرق الشديد علي الباب أفاق وهرع إلي الباب فتح الباب. ليجد امامه من يخبره أن ابنته منال سقطت من بلكونة شقة زوجها من الدور الرابع, للوهلة الأولي لم يستوعب عم محمد الخبر حتي كرره الطارق علي مسامعه, وما أن استوعبه الرجل حتي صرخ مرددا قتلوها الكفرة, واستدار بوجهه مسرعا إلي غرفة نومه ليرتدي ملابسه علي عجل وهرول إلي الشارع صوب منزل ابنته ليجد تجمعا من الناس حول جثة مغطاة بالجرائد أسفل المنزل, وبعضهم يرفع يده مشيرا إلي إحدي البلكونات في العمارة قائلا إنها سقطت من هنا ودي شقة منالبنت عم محمد, ومع تعدد الصرخات يتقدم عم محمد ويرفع الجرائد عن وجه الجثة ويصرخ, بنتي.. بنتي, الكفرة قتلوكي يا بنتي, وانتابته موجة بكاء هستيرية, لم يقطعها إلا صوت سارينتي سيارتي الإسعاف والشرطة اللتين وصلتا لمكان الحادث, وباشرت الأجهزة المعنية أعمال الفحص والتحقيق والمعاينة وبناء علي قرار النيابة تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي دمنهور, وأمر اللواء ممدوح حسن مدير أمن البحيرة بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد الخليصي مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الحادث وضبط الجناة, وتم استدعاء أبومنال لأخذ أقواله, والذي اتهم زوج ابنته بقتلها هو ووالده ووالدته, وبناء عليه, انتشر في محيط موقع الحادث فريق البحث لعمل التحريات, وسؤال جيران منالللوصول للحقيقة, تم تكثيف التحريات والتي أفادت بوجود خلافات عميقة بين الزوجة القتيلة من جانب و زوجها ووالديه من جانب آخر, وذلك بسبب عدم قدرة الزوجة علي الإنجاب و رغبة حماتها في تزويج ابنها من أخري لتنجب له أولادا, مما تسبب في كثرة الشجار والخلافات بين الأم وزوجة أبنها, وقد شهد الجيران بأن والدة الزوج كانت تهدد زوجة ابنها دائما بالقتل أن لم تقبل وتوافق علي زواج زوجها من أخري الأمر الذي كانت ترفضه الزوجة القتيلة رفضا باتا, حيث أنهما لم يمض علي زواجهما سوي عامين فقط وأن الطبيب المعالج لها كان يطمئنها بأنها سوف تنجب, وازدادت الشبهات حول الزوج ووالديه خاصة بعد اختفائهم من منزل الزوجية, رغم وجود دلائل مادية بالشقة تدل علي وجودهم لحظة سقوط منال من البلكونة, ومع تكثيف جهود فريق البحث تم القبض علي اصر زوج القتيلة وبمواجهته بالوقائع انهار واعترف بوجود خلافات أسرية دائمة بينه وبين زوجته بسبب عدم الإنجاب وانه اتفق مع والديه علي التخلص منها, علي أن يبدو الأمر علي أنه انتحار, وبعد التفكير في أسلوب تنفيذ الجريمة هداهم تفكيرهم الشيطاني إلي استدراج الزوجة إلي بلكونة الشقة ثم يقوم الثلاثة برفعها لتسقط ارضا, ومغادرة المنزل ليبدو الأمر وكأنه انتحار, وعند تنفيذ الجريمة وجدوا من القتيلة مقاومة شديدة, فما كان منهم إلا أن حملوها وألقوا بها من فوق سور البلكونة لتسقط من الدور الرابع, جثة هامدة, وعلي عجل غادر القتلة الثلاثة الشقة, وهربوا عند بعض أقاربهم حتي تم القبض علي الزوج واعترف, وأرشد عن مكان والده ووالدته اللذين تم القبض عليهما ووجهت لهما النيابة تهمة القتل العمد, وهكذا قتلت زوجة بريئة لا ذنب لها, وتمت محاكمة زوجها ووالدته ووالده بسبب خلافات بينهما تدخل فيها الشيطان ليوسوس لهم بقتل زوجة لا ذنب لها سوي انها أحبت زوجها.