يوميات‏..‏ ممثل

أسرار النجومية

صاح المخرج‏'‏ إستوب‏'‏ وتوقفت الكاميرا عن الدوران‏..‏ وأخذ المخرج يعطي تعليماته للممثل والممثلة في المشهد الذي يتم تصويره‏..‏ قال للممثلة‏..‏ أنت تدخلين صالة معرض الرسم‏..‏ يجب أن تخطفي كل الأنظار‏..‏
يجب أن تسرقي النظر من اللوجات لتتجه إليك‏..‏ ثم ينظر إليك البطل وتجذبينه إليك بنظراتك وطريقة سيرك‏..‏ ثم يبدأ الحوار‏..‏
كله‏..‏ جاهز‏..‏ سكوت‏..‏ هانصور‏..‏ كلاكيت‏..‏ مشهد‏33‏ ثاني مرة‏..‏ حركة‏..‏ ودارت الكاميرا‏..‏ وصور المشهد‏..‏ وأخذ المخرج يتمتم بجمل لم أتبينها‏..‏ ونظر إلي وقال‏..‏ مفيش فايدة‏..‏ لن تصبح هذه الممثلة نجمة علي شاشة السينما‏..‏ قلت له‏..‏ لماذا‏..‏ لقد أدت دورها جيدا‏..‏
وكنت أجلس أشاهد التصوير في أحد بلاتوهات الاستوديوهات ولم أكد إستعد لتصوير مشاهدي في الفيلم‏..‏ ولكن كنت في زيارة للاستوديو‏..‏ ولصديقي المخرج الذي يحرص دائما علي وجودي أثناء تصوير مشاهد الفيلم للأبطال المشاركين‏!!‏
قال لي المخرج‏..‏ ردا علي جملتي أن الممثلة أدت دورها جيدا‏..‏ يا صديقي‏..‏ ليس الأداء كل شيء في نجومية الممثل أو الممثلة‏..‏ علي شاشات السينما‏..‏ هناك شيء يسبق الجودة‏..‏ شيء آخر يعطيه الله للممثل أو الممثلة‏..‏ إشعاع يملأ المكان عند ظهور الممثل أو الممثلة‏..‏ ذلك‏'‏ اللمعان‏'‏ شيء اسمه‏'‏ الحضور‏'‏ الوجود‏..‏ هذا الشيء لا يتعلمه الانسان ولكنه يخلق معه‏..‏ وهو ضروري جدا بالنسبة للممثل أو الممثلة ذلك‏'‏ اللمعان‏'‏ المبهر الذي يصاحب الشخص عند ظهوره في أي مكان حتي لو لم يكن ممثلا‏..‏ فهو مجرد دخوله علي مكان‏..‏ ويشعر الجميع بوجوده دون أن يعرفوه‏..‏ أو يتحدثوا إليه‏..‏ ويتهامس الحضور بسؤال‏..‏ من هذا الشخص ؟‏!‏ ويجيب‏..‏ حضوره المبهر عن السؤال‏!!‏ بدون كلام أو معرفة‏.‏
إذا فقد الممثل أو الممثلة هذه الخاصية‏..‏ يظل‏..‏ ويبقي في دائرة محددة مهما حاول الخروج منها‏..‏ ورد المخرج علي السؤال الثاني الذي يعرفه‏..‏ دون أن أسأله‏..‏ ثم قال‏..‏ قد تكون الموهبة موجودة‏...‏ والدراسة موجودة والابداع موجود‏.‏ وكل عناصر التمثيل موجودة في الممثل أو الممثلة ولكن حرم كل منهما من ميزة‏..'‏ الحضور‏'..‏ أو‏'‏ اللمعان‏'‏ أو سرقة النظر‏..‏ فهو إذا فقد هذه الميزة‏..‏ يفقد الكثير‏..!!‏ وإستمر المخرج في حديثه‏..‏ وأنا لست وحدي الذي يقرر ذلك‏..‏ الكاميرا أيضا تقرر هذا‏..‏ وتؤكده‏..‏ فالكاميرا تحب‏..‏ وتكره‏..‏ وتكشف الممثل‏..‏ وتحتصنه أو تلفظه‏..‏ أيضا كل من في البلاتوه تري علي وجوههم شهادة ميلاد أي ممثل أو ممثلة وهم يشاهدونهم يمثلون أمام الكاميرا‏..‏ إن عمال السينما الفنيين لهم حكمهم علي الممثل إذا كان سيصبح نجما أو مجرد ممثل محدود الدائرة‏..!‏
ودخل مساعد المخرج علينا أثناء الحديث ليخبر المحرج بأن المشهد التالي قد أعد للتصوير‏..‏ وأعيدت الكلمات‏..‏ سكوت‏..‏ هانصور‏..‏ كلاكيت‏.,‏ مشهد‏..34‏ حركة‏.‏
ودخلت نجمة الفيلم‏..‏ لتكمل المشهد بدخولها في نفس المعرض‏..‏ لتشاهد اللوحات الفنية المرسومة‏..‏ ودارت الكاميرا‏..‏ دخلت النجمة الشهيرة من نفس الباب‏..‏ علي نفس زوار المعرض‏..‏ وفي نفس الديكور‏..‏ ونفس الاضاءة‏..‏ مجرد دخولها لفتت إليها الأنظار‏..‏ وإحتضنتها الكاميرا‏..‏ كان هناك شيء مختلف تماما‏!!‏ وانتهي المشهد‏..‏ وقامت النجمة بتحية الموجودين‏..‏
ونظر إلي المخرج‏..‏ وابتسم‏..‏ وفهمت ما يريد قوله‏..'‏ هناك فرق‏'..‏ ونظرت إلي الممثلة السابقة الجالسة لتشاهد المشهد‏..‏ إنها لم تلحظ شيئا‏!/!‏ وتذكرت نجوم ونجمات السينما المصرية‏..‏ أصحاب الحضور المبهر‏..‏ واللمعان الجميل‏..‏ منهم رشدي أباظة‏..‏ هند رستم‏..‏ شادية‏..‏ وطابور طويل‏..‏ يستطيع القارئ أن يكمل بأسمائهم‏..‏ وحضورهم هذه الصفحة ومئات الصفحات‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*