استغل بعض المواطنين بالفيوم حالة الانفلات الأمني لاختراق القانون والتعدي علي عدد من مرافق الدولة حيث قاموا ببناء غرزة أو مقهي صغير علي أسوار مستشفي الفيوم العام, وأسفل غرف العناية المركزة, بالإضافة إلي عشرات الأكشاك التي تحاصر بوابات وأسوار المستشفي, وذلك في اختراق فج وواضح للقانون, والاستهانة بحياة المرضي وراحتهم داخل المستشفي العام الوحيد بمدينة الفيوم, وسط صمت تام من المسئولين أمام تلك التجاوزات. و أقيمت بجوار البوابة الرئيسية للمستشفي وعلي أسوارها غرز أو مقهي صغير تقدم الشيشة, ويشرب زبائنها السجائر, وذلك كله أسفل غرف العناية المركزة, الأمر الذي يهدد حياة المرضي من وصول تلك الأدخنة إليهم, بالإضافة إلي ما تسببه هذه الغرزة, من إزعاج للمرضي وإهدار لراحتهم, وخاصة أنها تقع أسفل غرف العناية المركزة, وهو الأمر الذي يحتاج فيه المرضي رعاية طبية فائقة, وسط جو من الهدوء والتعقيم حفاظا علي حياة المرضي, كما أن الأكشاك المقامة علي سور المستشفي تسبب الإزعاج المستمر للمرضي, وفي كثير من الأحيان يرتادها عدد من المسجلين خطرا والبلطجية. يذكر أن مستشفي الفيوم العام, قد تعرض للعديد من محاولات الاقتحام والتعدي علي الأطباء داخل المستشفي منذ يناير الماضي, من قبل بلطجية, وأرباب السوابق, وذوي المرضي وذلك بسبب عدم توافر القوات الأمنية أمام المستشفي. و لم يكتف أصحاب الأكشاك العشوائية والمقهي بإقامتها بدون تراخيص علي أسوار المستشفي, بل قاموا بسرقة التيار الكهربائي من داخل المستشفي, وكسر ماسورة, للمياه من داخل المستشفي, الأمر الذي قد ينذر بكارثة سرقة التيار الكهربائي ما يتسبب معه اختلاف أو تغيرات في ترددات الكهرباء مما قد يؤدي إلي توقف عدد من الأجهزة الطبية وخاصة غرف العناية المركزة التي تقع أعلي تلك الأكشاك والمقهي. ويقول أحمد محمود السيد والد أحد المرضي, أن هذا المنظر مقزز للغاية, متسائلا هل وصل بالمواطن الاستهتار بالقانون بأن يقيم غرزة, يشرب فيه المواطنين الشيشة وتتصاعد الادخنة, والأصوات المرتفعة والإزعاج علي بوابة مستشفي, مشيرا انه في ذلك الوقت فهناك تقاعس من المسئولين بالمحافظة علي تلك الجريمة التي تهدد صحة المرضي. ويضيف سعد عثمان أحد سكان المنطقة, أن الغرزة أو المقهي تكون مزدحمة ومليئة بالزبائن ليلا وتتعالي الضحكات وأصوات الطاولة, والدومينو, بالإضافة إلي أدخنة الشيشة, وفي بعض الأحيان يقوم عدد من الشباب بتدخين المخدرات علي تلك المقهي المقامة بالكامل علي سور المستشفي وأسفل العناية المركزة. ويؤكد مصطفي عبد الرزاق موظف, أن تكرار إنشاء الأكشاك علي أسوار المستشفي يعد اختراقا سافر للقانون, أمام صمت المسئولين علي جريمة تهدد صحة المرضي وراحتهم. ويقول صبحي عزيز موظف, أنه في كل مرة يمر بجوار المستشفي العام يجد زحاما شديد بجوار بوابة المستشفي, بسبب تواجد أصحاب التاكسي علي المقهي يدخنون الشيشة, مشيرا إلي انه أحيانا كثيرة بسبب هذا الزحام تتوقف علمية السير تماما أمام بوابة المستشفي حتي أن أحدي سيارات الإسعاف قد توقفت لمدة تزيد علي10 دقائق لهذا السبب, وكانت تحمل أحد المرضي. ويشير أحد العاملين بالمستشفي العام, إلي أن أصحاب هذه الأكشاك والمقهي علي أسوار المستشفي, يقومون بسرقة التيار الكهربائي من داخل المستشفي عدة مرات, كما أنهم قاموا من قبل بكسر ماسورة للمياه داخل المستشفي حتي يحصلوا علي المياه اللازمة لعمل القهوة والشاي أسفل غرف العناية المركزة. ويؤكد الدكتور رمضان صادق مدير العناية المركزة بمستشفي الفيوم العام, أن ما يحدث علي أسوار مستشفي الفيوم العام هو مثال صارخ للتعدي علي القانون والاستهتار بصحة وراحة المرضي, فكيف يتم إنشاء تلك الأكشاك, وغرزة, أسفل غرف العناية المركزة, الأمر الذي يعرض المرضي للخطر بسبب تصاعد الأدخنة من تلك المقهي الصغير, بالإضافة إلي ارتفاع الأصوات والإزعاج الذي يؤثر علي راحة المرضي ويفقد الطبيب تركيزه للأداء عمله علي النحو المطلوب. من جانبه أكد الدكتور صابر المصري, مدير مستشفي الفيوم العام, أن ما يحدث علي أسوار المستشفي من إقامة مقهي وأكشاك عشوائية وبصورة غير قانونية, هو نتيجة الفوضي التي أعقبت ثورة يناير بسبب أحداث الانفلات الأمني, ولكن الغريب استمرار ذلك الوضع حتي الآن, مشيرا إلي أن هذا الوضع المزري يؤثر بالسلب علي مظهر مستشفي كبير ومهم في المحافظة, بالإضافة إلي التأثير الأكبر علي صحة المرضي وراحتهم وتركيز الأطباء في عملهم. وأشار المصري إلي أنه تقدم بشكاوي عديدة من محافظ الفيوم والسكرتير العام للمحافظة, للازالة تلك الأكشاك والمقهي, وتم إبلاغنا بأن المحافظ وافق علي الإزالة, ويتبقي التنفيذ من قبل مجلس مدينة الفيوم, ولكن لم تتم عمليات إزالة حتي الان ولم يتحرك أحد والوضع كما هو عليه.