من المعروف رياضيا وواقعيا أنه في حالة المبارزة بين اثنين مؤهلين ومتقاربين في القوة أن يفوز في النهاية واحد فقط ويهزم الآخر.. وواضح أن المبارزة الانتخابية قد دخلت التصفية النهائية. وأن الاحتمالات للفوز متقاربة بين الطرفين.. وأن الرأي الأخير لصناديق الانتخاب, ولكن هناك من من يضع العربة أمام الحصان قبل المسيرة.. ففي خطابه الأخير صرح المرشح الإخواني د.مرسي بأنه في حالة تزوير الانتخابات ستكون هناك ثورة عارمة.. هكذا قالها بصراحة.. وتزوير الانتخابات هنا تعني خسارته وفوز الطرف الآخير الفريق أحمد شفيق. كانت نبرة خطابه عالية وتهديدية.. ولا أعرف ماذا يعني المرشح بالتزوير؟.. ولماذا يتوقع التزوير قبل الحدث.. ولماذا هذه النبرة العالية؟. لقد تحدث الكثيرون في وسائل الإعلام ما عدا قناة الجزيرة داعين إلي تقبل النتيجة بروح رياضية.. وأن ينسي كل من المرشحين تحفزه للآخر أثناء التنافس.. واضعين في حسبانهم ذلك الضلع الثالث والأهم وهو الشعب نفسه.. الشعب الذي عملت الانتخابات من أجله.. ومن أجل استقراره لا قسمته إلي فريقين متصارعين. إنها معركة بالفعل.. ومن أجل السلطة, ولكن يجب أن يوضع الناس وخدمة الناس قبل الكرسي.. فالكرسي قد صنع من أجلهم ومن أجل حكمهم بالعدل وبالمساواة وبالحب لا الكراهية. ** * نحن لم يسبق لنا أن اختبرنا حكم الإخوان.. لا هنا.. ولا في أي مكان في العالم, لكننا سمعنا عنهم وقرأنا تاريخهم منذ حوالي قرن وصداماتهم وكفاحهم من أجل الدعوة والآن من أجل السلطة.. وحجتهم أن السلطة هي أيضا من أجل نشر الدعوة وإعادة الخلافة الإسلامية كما يقولون! والناس.. ماذا عن الناس.. هناك نسبة كبيرة من الناس تتعاطف معهم بصفتهم أصحاب دعوة إسلامية أولا ثم بصفتهم كانوا مضطهدين في سنوات سابقة.. وكانوا في السجن وجماعتهم محظورة, لكنهم حين اقتربوا من السلطة في مجلس الشعب لم يكن أداؤهم ايجابيا ولا مرضيا.. بل حاولوا الاستحواذ علي كل مفاصل البلد رغم اعلانهم السابق غير ذلك. ** * مصر تريد الاستقرار.. وتريد الأمن.. وتريد التعافي الاقتصادي سريعا.. وتريد العودة لمكانتها اقليميا وعالميا.. وتريد السير في طابور الدول التي نهضت وأصبحت تسابق في مضمار التقدم مثل البرازيل والمكسيك.. وأي رئيس قادم يجب أن يضع في اعتباره هذه الأولويات. مصر تريد الحياة أولا.. تريد أن تفرح.. أن تجرب الفرح الحقيقي بعد أن جربت الحزن.. والحزن العميق. و يا خضرة خبريني.. موالك ليه حزين.. امتي هاتفرح عيالك.. وتزهر البساتين! [email protected]