أكد عمرو مكى عضو الهيئة العليا لحزب النور أن الدعوة السلفية دفعت ثمنا غاليا خلال النظام السابق من سجون وقتل وتعذيب، لافتا إلى عدم خوضهم الانتخابات خلال الفترة الماضية لأنها كانت عبارة عن مسرحيات هزلية، وهو ماوضح عندما قررنا النزول للانتخابات بحصولنا على نسبة كبيرة من الأصوات. وأضاف مكى أن عملية اختيار أبوالفتوح حسمت بناء على رغبة أعضاء الحزب بدون أجراء أى مساومات بيننا وبين الإخوان وبدافع من المصلحة العامة لمصر بأنها اختيارنا الأصلح خلال الفترة الحالية.
وأشار إلى أن المادة 28 كانت سقطة من السقطات التى كان لزاما علينا أن نتوقف عندها ونحاول حاليا فى مجلس الشعب التخلص منها أو تعديلها.
■ فى البداية ما تعليقك على ما قاله نائب «الحرية والعدالة» صبحى صالح بأن السلفيين اكتسبوا شعبيتهم من رصيد الإخوان النضالى وأنهم من زرعوا وأنتم مَنْ حصدتم؟
تاريخنا النضالى كان موجودًا بدليل أن الدعوة السلفية دفعت الثمن غاليًا والدليل من دخلوا السجون وعذبوا وقتل السيد بلال أى التاريخ النضالى موجود ولكن التمثيل السياسى كان غير موجود، ولكن أفسر وأحمل كلام صبحى صالح على المحمل الحسن أننا لم يكن لنا حزب أو دعم ولكن كنا نقاطع الانتخابات والمقاطعة فى حد ذاتها تعتبر نوعًا من المشاركة السياسية الهدف منها رفض المسرحية الهزلية، كما أن النسبة التى حصل عليها حزب النور فى أول انتخابات نزيهة فى تاريخ مصر تعبر عن رصيد 30 عامًا من العمل الدءوب غير الظاهر بالاضافة إلى آرائنا المتزنة خلال هذه الفترة التى تميزت بالحنكة السياسية.
■ وما أراؤكم السياسية التى تقصدها؟
موقعة محمد محمود الشهيرة قبل انتخابات مجلس الشعب وقتل المتظاهرين تبنى بعض الأحزاب عدم النزول والتحضير لانتخابات مجلس الشعب ولكن نحن كحزب النور رأينا أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الشخصية ونزولنا لمحمد محمود سيحقن الدماء ويؤدى بالوطن إلى العبور بالانتخابات إلى الديمقراطية فكل الأحزاب لم تنزل لمحمد محمود ولكن نحن تبنينا الرأى المخالف وأيضا «من المواقف التى أشاد بها الإعلام الخارجى قبل الإعلام الداخلى تأخير إعلان مرشح الرئاسة حيث رأى الإعلام أن تأخرنا حنكة سياسية من ضمن القرارات التى أشاد بها الإعلام.
■ وما تعليقك على ما قاله صبحى صالح أيضا بأن دعمكم لأبوالفتوح سيصب فى مصلحة «الطرف الثالث» وهم المرشحون المستفيدون من تفتيت أصوات الإسلاميين؟
نتذكر جميعا أن ترشيح خيرت الشاطر كان سيفتت الأصوات ونحن كنا أحد الداعمين لخيرت الشاطر ونحن نتوقع أن الحسم غالبا لن يكون من الجولة الأولى وأنه سيكون هناك إعادة وفى كل الأحوال سيكون دعمنا لمرشح إسلامى سواء كان أبوالفتوح أو غيره.
■ ما رأيك فيما يراه البعض من أن التيارات الإسلامية خاصة حزب الحرية والعدالة يتبعون نفس ممارسات الحزب الوطنى من الهيمنة واقصاء القوى السياسية الأخرى؟
كان أحد العوامل أو أحد المساعدات التى رفعت من أسهم أبوالفتوح فى مجلس الشورى والدعوة السلفية والهيئة العليا وكذا الكتلة البرلمانية لاعتقادنا أو لرغبتنا فى عدم وضع مفاصل الحكم فى البلاد فى يد فصيل واحد مما قد ينتج رؤية واحدة من منظور واحد لا يعبر بالأمة من الأزمة الحالية وتحقيق التنوع.
■ ما رأيك فيما يحدث الآن على الساحة السياسية من جمع توقيعات ضد الكتاتنى لسحب الثقة منه؟
الالتفاف حول ارادة الشعب سواء كان رئيس مجلس الشعب المنتخب المعبر عن ارادة الشعب مخطئًا أو مصيباً فهو لا يعنى الالتفاف حول مجلس الشعب بهذه الطريقة الفجة لأنها تعد التفافًا على القانون والطريقة الديمقراطية التى ارتضيناها جميعاً.
■ وما رأيك فى مطلب الكتاتنى بسحب الثقة من الحكومة؟
نحن مختلفون معه منذ أن طرح هذا الأمر منذ شهر ونصف الشهر ونحن لم نغير رأى الحزب الذى أخذ المشورة فى الهيئة العليا عدة مرات ارتأينا فيها أن تعبر البلاد هذه المرحلة الانتقالية بدون تغيير وزارى جذرى وإن كنا نرى أنه لا مانع من بعض التغيير الوزارى المحدود الذى لا يعطل المرحلة الانتقالية ولكن رئيس المجلس الدكتور محمد الكتاتنى له مبرراته القوية من إصرار على سحب الثقة من الحكومة التى يسأل عنها حزب الحرية والعدالة وقياداته.
■ ما رأيك فى الصراع الدائر الآن بين الحكومة والبرلمان وما سببه من وجهة نظرك؟
اتحفظ على الإجابة لأنى ليس لدى معلومات قوية بهذا الشأن ولكن نريد الطرح الجديد أن تكون هناك هيئة تعبر عن مجلس الشعب ينتخبها مجلس الشعب للتفاوض مع المجلس العسكرى لمصلحة الحكومة والوطن وارجاع الهيبة للمجلس والتعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية لأن هذا يضعف العملية السياسية بما يعود على الوطن بالأزمة الحقيقية.
■ ما هى أسباب ترشيح حزب النور لأبو الفتوح؟
العملية تمت بشورى وشفافية على ثلاث مراحل، كان القرار منبعثًا من ميزان ترجيح المصلحة والمفسدة وتوقع الاحتمالات عن طريق دراسة استراتيجية تشمل نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات وتقييم كل منها والتفكير كمواطن مصرى وليس فقط كفصيل ذى مرجعية سلفية بما يضمن استمرار عجلة التقدم فى البلاد وعبور الأزمة الحقيقة وحاولنا بقرارنا توحيد المجتمع حول مرشح يرتضيه الشعب.
■ وما تفسيرك لما قاله نادر بكار حول أننا كحزب ندعم أبو الفتوح ولكن ليس معنى هذا أننا سوف نتخلى عن مبادئنا؟
تفسيرى لحديث نادر بكار أن الحزب لديه ثوابت عامة لن يتنازل عنها يوماً ما وهذا لا يتنافى مع المرونة التى تشمل تفسير بعض الأشياء والتدرج فى تطبيقها بما لا يخالف ثوابت الحزب وهذا يعنى أننا ليس كل ما يقول به المرشح المدعوم من حزبنا نحن موافقون عليه.
■ ولماذا لم يرشح حزب النور دكتور محمد مرسى؟ بالرغم من أن حزب النور أقر بعد قيادته أنهم كانوا سيرشحون مهندس خيرت الشاطر لولا استبعاده من السباق الرئاسى؟
كان الحزب منقسمًا بعضه يدعم الشاطر وبعضه لا ولكن كنت أظن أن الأغلبية ستأتى بالشاطر ولكن نحن نقبل آليات الشورى التى تعبر عن ديمقراطية فى اتخاذ قرار والتى تمت على ثلاث مراحل التصويت التى هى «الكتلة البرلمانية» و«الهيئة العليا لحزب النور» وانتهت بالتصويت فى «مجلس شورى الدعوة السلفية» والتى صبت فى صالح أبو الفتوح وقد كان ذلك بعد الاستماع المباشر للمرشحين الثلاثة وأساس اختيارنا ليس لأحزاب ولكن لشخص ومشروعه.
■ وما تعليقك على قرار اللجنة الانتخابية للرئاسة بالإبقاء على أحمد شفيق فى السباق الرئاسى؟
اللجنة العليا للانتخابات مطلعة على أشياء قد نكون نحن لم نطلع عليها وقرار العزل السياسى الذى طرحه مجلس الشعب لعزل سليمان وشفيق اخذت اللجنة العليا بجزء منه ولم تأخذ بالجزء الآخر ولها مبررات تسأل عنها وفى النهاية نحن نرتضى بالآلية القانونية الديمقراطية وهذا جزء من ارساء دولة القانون وعدم الالتفاف على القانون سواء جاءت نتيجة الانتخابات بمرشحنا أو غيره طالما أنها فى إطار نزيه وقانونى هذا يلزم علينا وعلى غيرنا الرضا بالنتائج وعدم الالتفاف عليها.
■ ومارأيك فى المادة 28 والمطالبة بتعديلها؟
مما لا شك فيه أن المادة 28 كانت سقطة من السقطات التى كان لزامًا علينا أن نتوقف عندها وحاولنا بكل ما نستطيع فى مجلس الشعب تقليص المادة وإلغاءها وكل ما استطعنا إلى الآن هو ضمان نزاهة الانتخابات بالقدر الذى يضمن لمصر وللبلاد عدم الدخول فى سلسلة فوضى أخرى.
■ وما تعليقك على مبادرة المجلس العسكرى فى الاجتماع برؤساء الأحزاب للاتفاق على اللجنة التأسيسية للدستور؟
إن كانت مبادرة ستأتى بالإنصاف وعدم الالتفاف على قرارات الشعب الذى انتخب الأحزاب لأجل الدستور وستكون الهيئة التأسيسية بنفس النسب من الخارج والداخل للأحزاب التى انتخبت فقط فأنا اعتقد أن هذه المبادرة من المجلس العسكرى حل للخروج من الأزمة وإن كان الاعتراض على الممثلين فى مجلس الشعب وكفاءتهم فلا مانع من أن ترشح الأحزاب ذات الأغلبية التى انتخبت من أجل الدستور أن ترشح من تراه ذا كفاءة يرضاه جموع الشعب لوضع دستور مصر القادم ولكن أن يلتف فصيل ليس له تمثيل فى الشارع المصرى على وضع دستور ويفرض رأيه بطريقة تهديدية فجة على الشعب وأحزابه فهذا يعد خيانة لاختيار الشعب وتعطيل لحركة الديمقراطية السياسية.
■ ألا ترى أن المناداة بإسقاط العسكر بدأت بسبب الاستفتاء على مواد الدستور الذى أتاح الفرصة لهيمنة الإسلاميين فكيف تقول إن الشعب انتخب الأحزاب الإسلامية لثقتهم ولرغبتهم فى أن يضعوا الدستور؟
لا أنا مختلف مع هذا السياق تمامًا لأن الانتخابات من البداية كانت واضحة للشعب بأن المجلس القادم هو من سيوكل إليه الهيئة التأسيسية ووضع الدستور وعبرت عن هذا الأمر كل الفصائل والأحزاب السياسية فى دعايتها الانتخابية ومن يقول بغير ذلك فهو يدعى بأن الشعب غير واع سياسيًا نحن لا ننادى بإسقاط العسكر لأنه يعنى إسقاط مؤسسات الدولة، نحن نقول لابد من الالتزام بالإعلانات الدستورية وإرساء دولة القانون والدفع بتسليم السلطة فى موعدها.
■ لو خرج دكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من الانتخابات الرئاسية وظل دكتور محمد مرسى وعمرو موسى ودكتور محمد سليم العوا من سترشحون؟
أظن إما أن ينظر إلى المركز الثانى فى الاستفتاء فى انتخابات الشورى أو الكتلة البرلمانية أو سترد مرة أخرى للانتخابات وسندعم من ستختاره الكتلة البرلمانية.
■ وماذا سيكون شكل التعاون لو جاء رئيس لمصر لا ينتمى لتيار إسلامى؟ وماذا لو حل البرلمان؟
من خلال مؤسسات الدولة الرئيس القادم حتى لو لم يكن إسلاميًا فهذا لا يعنى أنه غير ملتزم بالدستور أو دولة القانون ونحن نعمل من خلال مؤسسات لدينا طرح معين للناس وقضايا مصر نحاول توفيرها للشعب من خلال سلطتنا فى المجلس وليس لنا سلطة خارج المجلس وأى شخص سيأتى سنتعاون معه بالقدر الذى يسمح به الدستور.
■ وماذا لو حل البرلمان؟
لو حل البرلمان جاء بطريقة دستورية وقانونية نحترم إرادة الشعب ولا نلتف حوله فهو من الآليات التى علينا وعلى غيرنا الالتزام بها ولكن إن كانت الطريقة التى تعبر عن ديكتاتورية الأقلية فهذا لا يرضى أى فصيل سياسى يسلك العملية السياسية
■ ما تعليقك على مقاطعة رئيس حزب النور للقاء المجلس العسكرى ونزوله الشارع مع المتظاهرين؟
أرى أن حق التظاهر السلمى مكفول لكل الفصائل حتى لو اختلفنا معها ولكن أن يكون ذلك فى الأماكن المشروعة للتظاهر فقد ثبت بالتجربة أن الأماكن الحساسة للدولة خاصة وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ومديريات الأمن لا يستتبعها إلا الدماء، المكان المشروع والأفضل التحرير.
■ بصفتك عضوًا فى الهيئة العليا لحزب النور كيف ترى دستور مصر القادم؟
دستور مصر القادم لابد له من الحوار بين القوى السياسية لإزالة الخلاف وهو فى حقيقته ليس خلافا ولكن عدم فهم من الفصائل الليبرالية لمقصودنا من الدستور القادم وأننا نريد تكبيل الحريات وهذا شىء مغلوط بل نحن ندعو إلى تحصيل قضية الحريات وحق الإنسان فى أن يأمن على نفسه وأهله وماله وأن يعبر عن رأيه بحرية ما دام فى حدود الإطار العام الذى التزم به المجتمع وهو الذى يعبر عن هويته فى تحقيق معنى السيادة لله وحده وإن كانت الأمة هى التى تحدد السلطات وتنزلها على كل ذلك وهذا فى حدود الشريعة التى تمثل الإطار للقواعد الثابتة فى المجتمع ولهذا نطالب بضبط الحريات بقيد واحد وهو عدم الخروج عن النظام العام للمجتمع الذى يعنى الشريعة الإسلامية ونرى ضرورة أن يتضمن الدستور صلاحيات رئيس الجمهورية وعلاقته بالمؤسسات وعدم وضع السلطة المطلقة فى يد شخص أو مؤسسة أيًا ما كانت؟
■ وكيف ترى المسيرات المطالبة برحيل المجلس العسكرى وتشكيل مجلس وطنى انتقالى؟
نحن مقبلون على انتخابات رئاسة وإرساء دولة القانون وتسليم السلطة الحقيقية لرئيس منتخب من الشعب كأول تجربة ديمقراطية تعيشها البلاد وأن غير هذا فى هذا الوقت سيعبر عن مصالح لفصيل أو آخر وليس فيها تعبير عن الوطن بأجمعه.