أثناء التغطية المتواصلة طوال أمس لتفاصيل العملية الانتخابية الرئاسية من داخل مراكز الاقتراع, تباينت الاتجاهات من بعض الفضائيات بشكل يثير الدهشة حقا. ففي حين تكتفي الفضائيات المعروفة بالمهنية العالية بتسجيل الجديد سواء في المعلومات أو المواقف المختلفة من الأطراف المحلية والخارجية إزاء هذا الحدث التاريخي المهم فإن هناك من أباح لنفسه مهمة اخري تعتمد علي أحلام خبيثة وتمنيات غير طيبة للشعب المصري. رأينا بعضا من المعلقين الذين يتحدثون عن نتائج متوقعة في حالة انتخاب مرشح معين, وأن الثورة المصرية تفقد تدريجيا سلميتها لتفسح المجال أمام العنف المسلح في قادم الأيام, والغريب أن تفسيرهم يشير إلي حالة الارتباك في المشهد السياسي خاصة بعد أحكام المحكمة الدستورية الأخيرة. ولسنا في حاجة للتذكير بأن هذه الأمنيات المشئومة ليست جديدة علي الإطلاق وإنما تحدث بها من قبل تلك القوي المتربصة بمصر وثورتها, ولكننا نقول لمن يجدون هذه الأيام فرصة للعودة إلي لغة التخويف والتشكيك والترويع إن مصر لم ولن تكون أبدا مثل غيرها من التجارب التي يتحدثون عنها, مصر المحروسة بعناية الله وشعبها وقواتها المسلحة الباسلة قادرة علي أن تتصدي لكل من يحاول العبث بأمنها واستقرارها, وإذا كانت الثورة المصرية قد قامت في الأساس لإعادة بناء الدولة علي أسس جديدة تقوم علي الممارسة الديمقراطية, والتداول السلمي للسلطة, ومحاربة الفساد فإن ذلك كله لن تكون له جدوي بدون الحفاظ أصلا علي مصر الوطن الأرض والمواطن. نقول لكل من يردد تلك الأكاذيب عن ثورة مسلحة قادمة إن ذلك لن يحدث لأن الريادة في الثورة المصرية وما حققته من تميز عالمي يحسب لها حتي الآن أنها قد اعتمدت علي سلمية تحركها دون التخلي عن تحقيق كامل أهدافها. [email protected]