نعم تغيرت مصر الي الدرجة التي يصعب علي البعض تصديقها, ليس بالضرورة عن سوء قصد ولكن لأن ما حدث ويحدث يفوق الحلم والخيال. والتغيير الأهم هو ذلك التفاعل الايجابي داخل كل واحد منا دون التقليل من شأن الخطوات والقرارات المصاحبة لعملية التحول والانتقال السلمي للسلطة. يحكي صديق عن اتصال هاتفي أجراه مع شقيقته عقب فترة طالت قليلا فاذا بها تبادره بسؤال مباشر وبصورة جدية: هل أنت مع التعديلات الدستورية أم ستقول لا ؟ فقال لها منذ متي وهذا الاهتمام بالسياسة وهل ستذهبين للادلاء برأيك ؟ أجابته بنفس الجدية: أبنائي هنا ونحن نتناقش حول هذه التعديلات ونستمع لكل الآراء خاصة في الفضائيات, والمشكلة أن للمؤيدين وجهة نظر مقنعة بضرورة الاستجابة للبرنامج الزمني الذي وضعه المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحتي ننتقل لمراحل أخري تفسح المجال أمام وضع الدستور الجديد الذي ينادي به الأخرون ولا خلاف عليه وإنما لا نطالب بكل شئ مرة واحدة, وأيضا الفريق المعارض للتعديلات لديه مبررات كافية فهو يري ومعه كل الحق أننا نتحدث عن ثورة وبالتالي يجب البناء من جديد ولا نعتمد علي الاسلوب المرحلي خوفا من الثورة المضادة التي يتحدثون عنها ولا يمكن أن نظل في حالة ثورات طوال الوقت. وقال الصديق: لقد فوجئت فعلا بهذا التحليل خاصة وهي البعيدة عن السياسة والمتفرغة لبيتها ورعاية أبنائها وأحفادها, ولم أملك ألا رد السؤال بمثله: وماذا قررت, فقالت علي الفور سأقول نعم, المشكلة في ابنتي الرافضة وقد تناقشنا طويلا بلا: فائدة ويمكنك اقناعها. ومع ابتسامة عريضة ينهي الصديق حكايته بأن الابنة جادلته طويلا في المحادثة التليفونية ولم يجد مفرا من القبول بحقيقة اختلاف الرؤي بين الأجيال, وأن الاحتكام لصناديق الاقتراع علي الاستفتاء يوم السبت سيكون الحكم العادل الذي يحدد ملامح الطريق الذي تقبله الغالبية. إنها محادثة عائلية تحولت الي ندوة تستحق الانتباه والرصد لأنها تؤكد أن مصر فعلا قد تغيرت. muradezzelarab@hotmailcom