تعيش مصر مرحلة تاريخية من شأنها أن تعيد ترتيب الأوضاع والملفات ليس في الداخل فحسب ولكن وبلا أدني مبالغة علي الصعيدين الاقليمي والدولي أيضا هذه الأيام تذكرنا بمرحلة ما قبل العبور العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام73. حينما كان يراهن العالم علي نظريات تروج لها اسرائيل بأن الجيش المصري لن تقوم له قائمة إلا بعد سنوات طويلة وأن الحالة المصرية برمتها قد دخلت إلي مرحلة التحلل والضعف والوهن نتيجة الضربة العسكرية الغادرة عام67. لكن الجيش المصري العظيم وبمساندة ودعم من الشعب كله استطاع أن يدمر خط بارليف الذي انهار تحت أقدام جنودنا البواسل علي الرغم مما أشيع بأن القنبلة النووية وحدها هي القادرة علي اختراقه. تماما كما يحدث الآن هناك من يشكك في قدرة مصر علي اجتياز التحديات والعقبات والمخططات الساعية لوقف مسيرتها بعد الثورة خاصة فيما يتعلق بإرساء الدولة المدنية الحديثة التي تقوم علي التداول السلمي للسلطة من خلال ممارسة ديمقراطية تحتكم الي الإرادة الشعبية. هذه الأيام تعيد إلي الأذهان حملات التشكيك والتشويه والخداع والتضليل التي استهدفت مصر شعبا وجيشا حتي تعوض بالحرب النفسية ما عجزت عن تحقيقه عسكريا حينما رفض الشعب الهزيمة وطالب بالبدء الفوري في إعادة بناء القوات المسلحة استعدادا لمعركة الكرامة واسترداد سيناء وهو ما تحقق بالفعل في زمن قياسي لم يصدقه وقتها الأصدقاء قبل الأعداء, وعلي هذا نقول إن الشعب المصري لديه القدرة دائما علي أن يذهل الجميع خاصة أن قواتنا المسلحة الباسلة هي التي تتحمل الأمانة والمسئولية في تأمين الانتخابات الرئاسية التي تتوج بالفعل أيام العبور نحو المستقبل. الثقة كلها في أن كل مصري أيا كانت اتجاهاته وانتماءاته سوف يقف جنبا إلي جنب مع أبطال الجيش والأجهزة الأمنية لحماية الانتخابات من المتربصين بها باعتبارها المعركة الأخيرة الفاصلة بين الماضي والمستقبل. [email protected]