يقولون إن الحرب خدعة والأدق أنها فكرة فإذا كانت حرب طروادة في التاريخ القديم قامت علي خدعة الحصان الخشبي المجوف المملوء بالجنود فإنها أيضا فكرة قبل ان تكون خدعة.. والذكاء في حد ذاته قوة عظمي لعلها هي التي مكنت الإنسان في الأرض وأعطته السيادة والسيطرة علي باقي الكائنات. كانت حرب1967 أو حرب الساعات الست فكرة. ولو أنها لم تكن حربا بالمعني المعروف( حيث لم يتلاحم الجيشان) لكنها اعتمدت علي فكرة عزل الطيران كغطاء جوي عن الجيش المنتشر في سيناء وذلك بضرب ممرات الطائرات لمنع الطائرات من الإقلاع أصلا وهكذا كسبت اسرائيل الحرب.. صحيح أنها فكرة ولكنها فكرة انتهازية ولذلك حين أطلق عليها نكسة كانت الكلمة مناسبة إذ لم تكن هناك حرب أصلا. أما في حرب..73 التي كانت حربا بالفعل.. فقد قامت علي فكرة ايضا.. فكرة بسيطة جدا ولكنها براقة وفعالة ولم تخطر علي بال العدو.. ولا علي بال أحد سوي صاحبها ذلك الضابط المهندس العبقري الذي لا نعرف اسمه وهي هدم خط بارليف عن طريق الماء.. ذلك الخط المستحكم الجبلي الذي أجمع الخبراء علي أن لاشيء يخترقه أو ينسفه سوي قنبلة ذرية.. ولأن الساتر كان في معظمه ترابيا.. لذلك كان الماء هو القادر علي اختراقه.. وهكذا نبتت الفكرة ونوقشت وتولي القائد الراحل انور السادات.. تكملة الفكرة التكتيكية وذلك باستيراد خراطيم ضخمة من الخارج تصنع خصيصا علي أنهاخراطيم حريق وتتحمل قوة دفع للماء عالية جدا.. وهكذا تم عبور خط بارليف بالماء مدعما بالأسلحة الاخري والجنود البواسل. * عبر المصريون الي الضفة الاخري المحتلة مدعمين بقوة العقل الذي فكر وقوة القلب الذي آمن بقضيتهم في استرداد جزء مقتطع من وطنهم. عبروا بالعقل وبالقلب معا فانتصروا.. بينما كان العدو يؤمن بالقوة الغاشمة فقط. * علينا ان نحيي في ذكري6 أكتوبر العظيم هذا المهندس العبقري الذي دل علي فكرة الماء وهذا القائد العظيم.. أنور السادات الذي عمل سنين في صمت منذ النكسة وحتي العبور متحملا النقد والانتقاد من شعبه الي ان فاجأهم بالعبور وبالنصر.. كما نحيي أرواح هؤلاء الشهداء الابرار الذي ماتوا في نكسة67 ونصر73 وثورة يناير2011 كما نحيي الجيش المصري ورجاله الذين هم دائما علي أهبة الاستعداد لحماية مصر وأبناء مصر. [email protected]