علي الرغم من شدة حرارة الجو والتكدس والزحام المروري في الشوارع أمام لجان الانتخابات, عادت مشاهد الطوابير أمام اللجان مرة أخري وسط تأمين كامل من القوات المسلحة والشرطة أمام اللجان. والبداية كانت أمام مدرسة الوفاء الإعدادية بمنطقة ميت عقبة, استوقفنا نور عبدالحميد, مدير علاقات عامة, سألناه عن سبب المشاركة في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية, وما الدافع وراء نزوله؟.. فقال: نزلت علشان الفوضي تنتهي ونشوف الاستقرار بقي, وتابع: مش هنتخب مرشح الإخوان لعدم قدرته علي إدارة البلاد في هذه الفترة, قائلا: معندوش حنكة سياسية من الآخر, مش عايز مرشد الإخوان يحكمنا, مؤكدا أنه قرر الإدلاء بصوته للفريق أحمد شفيق, رغم الاختلاف الكبير معه, لكنه هو المرشح الأنسب لإدارة البلاد في هذه المرحلة, لخبرته السياسية, وأنه إذا لم يستطع تحقيق آمال وطموحات الشعب سنطالبه بالرحيل. وقال عبدالحميد: احنا عايزين حد ينمي ويطور ويبني مش عايزين ندخل في صراعات خارجية, وبعيدن أي رئيس هييجي مش هيقدر يطغوا زي زمان, قائلا: المصريون خلاص عرفوا طريق الشارع, وبقوا يقدروا يعبروا عن أنفسهم. بينما شهدت لجان مدرسة سيد الشهداء بمنطقة ميت عقبة تجمع لعشرات الشباب في شكل دروع بشرية تطالب الناخبين بمقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة لعدم ضياع حقوق الشهداء أو ظهور فرعون جديد يحكم مصر, الأمر الذي لم يتلق زي استجابة من الناخبين أمام تلك اللجان, بينما اشتكي بعض الناخبين من الأقلام الفسفورية التي انتشرت أمام المدارس, ولم تشهد تلك اللجان أي تجاوزات أو أي اشتباكات أو أي عمليات تسويد من أنصار المرشحين, حيث صارت جولة الإعادة من الانتخابات في هدوء وترقب حذر. وقال خالد عبدالسلام, طالب, قررت المقاطعة عشان حاجات كثيرة أهمها عدم الثقة في إجراء الانتخابات تحت حكم العسكر ولا في إدارتهم للعملية الانتخابية, ولعدم إهدار دماء وحقوق الشهداء ولتأكيد أن صوت المصريين ليس مجرد ورقة في صندوق, وأن أسماء المتوفين لاتزال مسجلة في قاعدة بيانات الرقم القومي ولهم حق التصويت, بالإضافة إلي وجود6 آلاف موظف بالجهاز الإداري بالدولة تحت سيطرة السلطة التنفيذية والمجلس العسكري, وهذا ما يشير إلي عدم نزاهة العملية الانتخابية بشكل كامل, علي حد قوله. ورأي محمد كمال, موظف, أن المشاركة في الانتخابات تعني ضياع حقوق شهداء الثورة, قائلا: هنضمن إزاي نزاهة الانتخابات ورئيس المحكمة الدستورية العليا الذي عينه مبارك تمهيدا للتوريث هو رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي تم تحصينها بالمادة28 من الإعلان الدستوري الحالي, إلي جانب السماح لأفراد القوات المسلحة والمجندين بالتصويت بالمخالفة لقانون مباشرة الحقوق السياسية. وأضاف: سأقاطع, لاحتفاظ المجلس العسكري بكل المؤسسات والآليات التي كانت في عهد مبارك والتي جاء في مقدمتها التحكم في المناخ السياسي والإعلامي لفوز مرشحه الذي سيضمن ل العسكري البقاء الآمن وعدم مساءلته خلال الفترة الانتقالية والحفاظ علي النفوذ السياسي والاقتصادي, حسب قوله. بينما أكد أحمد مصطفي, تاجر, أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني لكل من يريد الخير والاستقرار والأمان لبلده, وقال: قررت المشاركة لاستكمال أهداف ومطالب الثورة, وعدم السماح لعودة النظام السابق مرة أخري.