لعبت القنوات الفضائية دورا مهما في الانتخابات الرئاسية من حيث دعم أحد المرشحين بطريق غير مباشر علي حساب مرشح آخر ولم يتوقف دورها عند هذا الحد بل شاركت في الدعاية المباشرة احيانا. وبعد الإعادة بدأت تلعب دورا أصعب وأخطر في زيادة الحيرة عند الناخبين خاصة رافضي مرشحي الاعادة وأصبح الناخب حائرا بين الاثنين لتركيز الفضائيات علي السلبيات دون توضيح أية إيجابيات وكأن الاثنين خلقا للمساوئ وليس لديهم أية ايجابيات. وتفرض الموضوعية والحيدة تقديم الايجابيات والسلبيات وعلي الناخب ان يختار بناء علي اقتناعه الشخصي لأحد المرشحين وأن هذا الأسلوب في تناول المرشحين سيؤدي إلي احجام الناخبين عن الذهاب إلي صناديق الانتخابات وكان يجب علي الاعلام في تلك الفترة الحرجة أن يلعب دورا مهما في لم الشمل المصري لخروج مصر من عثرتها والتي لعب الاعلام دورا في حدوثها وأطالب الاعلام خلال الفترة القليلة القادمة بحث المواطنين للاقبال علي الصناديق لاختيار من يقود مصر في تلك المرحلة وان الاحجام سيوقعنا في مشكلة أكبر وهي أن الصناديق قد تأتي بمن لايرضي عنه الشعب المصري وسنقع في المشاكل مرة أخري ونعود إلي المربع صفر ويبدأ الجدل من جديد هل الشرعية للثورة أم الشرعية في الصندوق الذي كانت الثورة هي السبب في وجوده. وهذا يتطلب من القوي الثورية ومرشحي الرئاسة الذين لم يوفقوا أن يغلبوا مصلحة مصر علي مصلحتهم الشخصية خاصة الذين حصلوا علي أعلي الأصوات التالية لمرشحي الاعادة وان يكون هناك كيان سياسي جديد يتم تشكيله من القوي الثورية لدعم الثورة علي الاستمرار بدلا من التراجع والانزواء الذي يفكر فيه بعض المرشحين والذي يلعب الإعلام دورا مهما في دعمه وإعطاء احساس للناس ان الثورة قد ماتت وتخلي عنها رجالها واكدنا مقولة انها مظاهرة وليست ثورة ويعود الفلول الذين يعملون حاليا من خلف الستار وينفقون ببذخ للحفاظ علي مصالحهم التي حققوها خلال النظام السابق والعمل علي أن تعيش مصر في قلاقل دائما ومشاكل لاتنتهي ووضحت بشكل كبير قوتهم وتنظيماتهم خلال الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية. يجب ان يفيق المصريون من أجل مصر الأم التي احتضنتنا وترعرعنا علي أرضها التي مات الآلاف دفاعا عنها سواء في الحروب أو الثورات ويجب أن نواجه الأجندات الأجنبية التي تنفذ للأسف بأيد مصرية وبدعم من اعلام مشارك في هذه الاجندة أو اعلام باحث عن الاثارة دون أن يعي خطورة ما يقدمه علي الأمن القومي المصري واستقرار البلاد. ولنتذكر قول الشاعر إبراهيم اليازجي في قصيدته أستفيقوا أيها العرب فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا من دهركم فرصة ضنت بها الحقب لاتبتغوا بالمني فوزا لأنفسكم لايصدق الفوز مالم يصدق الطلب خلوا التعصب عنكم واستووا عصبا علي الوئام ودفع الظلم تعتصب لأنتم الفئة الكثري وكم من فئة قليلة تم إذ ضمت لها الغلب وبهذه الابيات أكون قد خرجت من حيرتي. [email protected]