غدا تبدأ أول انتخابات برلمانية بعد ثورة25 يناير وتكتسب هذه الانتخابات اهميتها من كونها أول انتخابات سيقول المواطن رأيه فيها بحرية ودون ضغوط أو تهديدات. كما تعود اهميتها لكون التشكيل المرتقب لمجلسي الشعب والشوري سيقوم باختيار لجنة من100 عضو لكتابة دستور جديد لمصر الثورة. وتواجه هذه الانتخابات تخوفات كثيرة في ظل استمرار الثورة بميدان التحرير والمحافظات وغياب الرؤية الأمنية رغم وعودالمجلس العسكري بمسئوليته عن التأمين وفي ظل عدم وعي الكثير من المصريين بكيفية الاختيار خاصة مع كثرة أعداد المرشحين واتساع الدوائر وظهور وجوه جديدة لم يألفها المواطن من قبل مع غياب البرامج الانتخابية الواضحة للأحزاب والمرشحين علي الفردي ومازالت الدعاية الانتخابية تتبع نفس النظام القديم من استقطاب المشايخ المعروفين بالمناطق الشعبية وزعماء العائلات والقبائل بالمحافظات مما قد يفرز وجوها لاتعبر عن متطلبات المرحلة الحساسة والحاسمة في تاريخ مصر. ولابد من قيام المواطنين بدور شعبي كبير لحماية اول امتحان ديمقراطي حقيقي افتقدته مصر منذ أكثر من50 عاما, وإجراء الانتخابات في موعدها له فوائد عدة منها أنها الخطوة الحقيقية نحو تطبيق الديمقراطية أيا كان الذي سيفوز, لأن الصندوق هو الضمانة الحقيقية وعلي من يخسر أن يقوم شأن كل الدول الكبري بمراجعة اسباب فشله والوقوف علي أخطائه وإعادة ترتيب أوراقه حتي يعود في الانتخابات المقبلة قويا وفاعلا. إن إجراء الانتخابات في موعدها بات هو الضمانة الحقيقية لعودة الاستقرار وانتعاش الاقتصاد وإحياء الاستثمار. كما أن إجراء الانتخابات هو المؤشر الرسمي لقياس مدي تأثير وقوة الاحزاب الناشئة والتكتلات الجديدة علي إنعاش الحياة السياسية والدفع بمصر نحو مستقبل من التعددية لامكان فيه للحزب الواحد والصوت الواحد ولاصوت فيه يعلو علي صوت وإرادة الشعب. المطلوب منا جميعا الآن أن نهدأ ونتكاتف وأن نجتمع علي كلمة سواء من اجل مستقبل مصر, فليس من صالح الوطن او الديمقراطية تعطيل هذا العرس الذي انتظرناه منذ اجيال, فالتأجيل سيؤجل الحلم ويخل بالجدول الزمني لنقل السلطة للشعب وهذا مالايرجوه او يتمناه احد. [email protected]