يعاني العاملون بالادارة الصحية التابعة لمديرية الصحة ببني سويف من العمل في مكان بعيد كل البعد عن الآدمية, فالثعابين والحشرات تهدد حياة العشرات من العاملين بها ومياه الصرف الصحي تحاصرهم والروائح الكريهة ملأت صدورهم. ولم يجد المسئولون مكانا لتسكين الموظفين سوي وضعهم في الحمام والمطبخ بعد أن اكتظت الغرف بهم, وهبطت بهم الأرض واحترقت أسلاك الكهرباء وهدمت عليهم أسقف المكان ولم يعر أحد اهتمامه حياتهم. وقالت تهاني زين عبد الله مراجعة شئون عاملين بالادارة الصحية ببني سويف إن الادارة عبارة عن شقتين بالدور الأرضي لاتتعدي مساحة الشقة40 م ويعمل بها65 موظفا ولا يصلح المكان للعيش ولا للعمل به فالرطوبة والزواحف والثعابين تحيط بنا من كل جانب وبسبب قدم المكان هبطت الارض وهو ما أدي إلي عدم استقامة المكاتب والكراسي وأصيب الجميع بألم الظهر ومشكلات صحية أخري بالقدم. أضافت أن عدد الموظفين في الحجرة الواحدة يصل إلي20 موظفا ولاتوجد حمامات بالمكان بعد أن حولوا الحمام الأول لمطبخ لعمل المشروبات وحولوا مطبخ وحمام الشقة الأخري لحجرة يعمل بها إثنان من الموظفين ولم تجر الإدارة أي تجديدات منذ السبعينيات لذا نعاني حرائق متتالية في أسلاك الكهرباء الداخلية التي لم تتغير وكذلك عدم قدرتنا علي تركيب المراوح في الأسقف بعد سقوط إحداها علي رأس زميلتنا بطة فتحي عبد الله التي نقلت علي إثرها منذ ما يقرب من عام إلي المستشفي في حالة خطرة وقام وقتها صاحب المنزل بتجديد السقف الساقط بعد رفض مديرية الصحة الترميم والتجديد كما لا يوجد بالمكان ارشيف للدفاتر الخاصة بجميع قطاعات ووحدات ومستشفيات المحافظة ونضطر لو ضعها علي الأرض أو في البلكونات واننا جميعا سنخرج من هذا المكان علي المدافن بعد العمل في مكان غير ادمي كل يوم مدة تزيد علي8 ساعات وأوضحت ليزا إبراهيم فلمون, مسئولة الميزانية بالإدارة الصحية أننا أرسلنا من قبل خطابا لوكيل الصحة السابق الدكتور محمد صلاح لتوضيح خطورة ما نعاني منه في هذا المكان القبيح ولم يعر لنا أي اهتمام ولم يحرك لأي مسئول بالصحة ساكن فبالرغم من كوننا الجندي المجهول بمديرية الصحة ونقوم بخدمة قطاع عريض من الأطباء الا أننا نضطر في ظل الاهمال وإصابة العديد منا بالسكر والضغط في الذهاب للكنائس والمساجد المجاورة لقضاء حوائجنا ونعاني أشد المعاناة من طفح مياه الصرف الصحي الخاص بالبناية التي نقطنها فيخرج علينا الماء الآثن والروائح الكريهه والصراصير حيث أننا نعمل بالدور الأول ومناور النيابة تحيط بنا من كل جانب. واستطرد كل من حمزة حماد وفاتن سيد محمد قائلين خرج علينا عدة ثعابين أثناء قيامنا بالعمل داخل الوحدة الصحية ولولا العناية الالهية وتحذير الزملاء لكنا في عداد الموتي. وتؤكد مني متولي موظفة بالإدارة الصحية أنها تنطق الشهادتين قبل دخول العمل كل يوم من شدة الاخطار التي نواجهها وتساءلت هل يعقل أن تقوم مديرية الصحة بتخصيص مكتبين لي ولزميلتي داخل المطبخ لنؤدي اعمالنا ويرغبون في التقدم وهل يستطيع أحد أن يعمل في مطبخ بدون تهوية كافية وفي حال فتح شباك المنور المطل علي المطبخ يدخل علينا كل أنواع الحشرات والزواحف ونخشي من تركيب المراوح في الأسقف بسبب تهالكها وسقوطها علينا فضلا علي تهالك الاسلاك الكهربائية واحتراقها بشكل دائم وأكملت قائلة نحن نعيش في مقابر بدون أموات في ظل هذا الاهمال الجسيم الذي يتركنا مسئولو الصحة نعيش فيه. من جانبه أكد الدكتور حسن الجبالي مسئول التخطيط بمديرية الصحة بأنه قام بمخاطبة مديرية الإسكان ومجلس المدينة بالمحافظة لعمل المقايسات الخاصة بتطوير تلك الشقق منذ ما يقرب من عام ولم يتحرك أحد حتي الآن كما قامت المديرية بتوفير مكان بديل بموقع متميز بوسط مدينة بني سويف للإدارة الصحية مكان إدارة الصيدلة القديمة ولكن لم يقم موظفو الإدارة الصحية بالتنفيذ حتي الآن بالرغم من المكاتبات الرسمية التي قمت بتوجيهها إليهم لتنفيذ النقل.