معلق أنا علي مشانق الصباح, و جبهتي بالموت محنية لأنني لم أحنها.. حيا. يا إخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين, منحدرين في نهاية المساء لا تخجلوا.. و لترفعوا عيونكم إلي, لأنكم معلقون جانبي.. علي مشانق القيصر فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق فسوف تنتهون مثله.. غدا و قبلوا زوجاتكم.. هنا.. علي قارعة الطريق فسوف تنتهون ها هنا.. غدا إني تركت زوجتي بلا وداع و إن رأيتم طفلي الذي تركته علي ذراعها بلا ذراع فعلموه الانحناء! لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت: قيصر جديد! وخلف كل ثائر يموت: أحزان بلا جدوي.. و دمعة سدي! آه وألف آه.. صرخة موجوعة وحزن دفين وشجن ومرارة لا تنتهي, تحملها كلمات العبقري الراحل أمل دنقل الذي كتب كلمات سبارتاكوس الأخيرة منذ سنوات عدة. تراه.. لو كان حيا بين الخيارين, أيهما كان يختار؟ أم كان سيموت كمدا علي قيد الحياة, وجبهته بالموت محنية ؟!!! وحده نبدأ به سطورنا التي تحمل نبض مليونية التحرير التي رفعت شعار عزل الفلول.. بلا إخوان, هذه هي حقيقة الأمر في الميدان. مليونية لم تحمل سوي بعض الآلاف التي ربما انتصرت علي حالة الاكتئاب وحملت حزنها علي لافتاتها لتشهرها بقول لا في وجه من قالوا نعم. وفي عيون الجميع من قلب الميدان تقرأ سطور دنقل.. لا تصالح علي الدم حتي بدم, لا تصالح ولو توجوك بتاج الإمارة.. أتري حين أفقأ عينيك ثم اثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري؟.. هي اشياء لا تشتري!! هذا هو قلب الميدان الذي ننقل لكم منه عبر السطور التالية شهادات وآهات وصرخات واعتراضات ثورة علي حافة النسيان ودم وأحزان قد تذهب سدي..