المجد للشيطان معبود الرياح من قال لا في وجه من قالوا نعم من علم الانسان تمزيق العدم من قال لا فلم يمت وظل روح أبدية الأمد يا إخوتي الذي يعبرون في الميدان مطرقين منحدرين من نهاية السماء بشارع الاسكندر الاكبر لا تخجلوا..! ولترفعوا عيونكم الي لأنكم معلقون جانبي علي مشانق القيصر فلترفعوا عيونكم الي.. لربما اذا التقت عيونكم بالموت في عيني يبتسم الفناء داخلي.. لأنكم.. رفعتم رأسكم مرة لا أجد أصدق من تلك الابيات التي سطرها الشاعر الراحل أمل دنقل لأبدأ بها سطورا من قلب الميدان.. ولا أعرف لماذا دخلت صدري رائحة كثير من المثقفين والشعراء المصريين الذين رحلوا عن وطنهم مكلومين منكسرين مهزومين قبل أن يجنوا ثمارا زرعوها وسهروا الليالي عليها ولم تمهلهم نكساتنا من حصادها. لا أعرف لماذا أحسست بأن أرواحهم تسير جنبا الي جنب الثوار بل لا ابالغ عندما اقول انني سمعت اصواتهم وضحكاتهم وهزلهم, بل ورأيت دموعهم وهي تجوب شوارع الميدان. صلاح جاهين وأمل دنقل ونجيب سرور وصلاح عبد الصبور ويحيي الطاهر عبد الله واسامة أنور عكاشة وغيرهم كثيرون. الميدان مازالت لافتاته ساخنة بل تزداد اشتعالا يوما بعد يوم ورغم بحة الحناجر إلا أنها لا زالت تملك قوة الكلمة وجرأتها وإرادتها التي تقولها صراحة دون أي خوف. آه يابلدنا يا تكية.. سرقوكي شوية حرامية لا منصات لا ميكروفونات ولا مكان لأي لافتة تحمل امضاء كتلة سياسية بعينها أو تيارا بعينه فقد أجمع الميدان منذ اللحظة الأولي لقيام الثورة الثانية بأن هذه الثورة شعبية خالصة ولن يسمح أصحابها بركوب أحد من المستفيدين موجتها أو اعتلاء منصاتها حتي لو كانوا من ذوي ائتلافات صورة25 يناير, وهذا يدل علي أن الميدان قد فقد ثقته في كل القوي السياسية التي اتهمها بالتخاذل والضعف بل وطرد قياداتها الذين حاولوا الدخول الي ارض ميدانها. لا اخوان ولا دبان.. الثورة لسه في الميدان, شعار جديد وهام استوقفني أمامه كثيرا, وربما جاء ردا علي شعار الاخوان والسلفيين الشعب يريد حقن الدماء: فكان الرد بهذا الهتاف الشديد ليثبت تراجع القوي الاسلامية وفقدان ثقة ثوار التحرير فيهم. لن ننسي للمجلس العسكري عنوان لافتة توسطت الميدان اليوم والتف حولها الاف مؤلفة من البشر ما يقرب من20 موقفا أقوم بتلخصيها بشكل سريع.. لا ننسي للعسكر أنهم حموا النظام الفاسد أعواما عديدة وفرضوا علينا وزراء ومسئولين موالين لهم ويحاكمون مبارك وأعوانه أمام محاكم مدنية وحولوا الجيش لمؤسسات تجارية وفرطوا في جنودنا الذين قتلتهم اسرائيل علي الحدود ولازالوا يصدرون الغاز لعدونا اللدود ويراوغون في فتح معبر رفح لاخواننا الفلسطينيين ويستوردون من امريكا واسرائيل أدوات القمع لقمعنا وقتلنا. ثورتنا مستمرة سلمية شعبية وطنية. اخترقت طبلة أذني موسيقي صاخبة, وكما يقولون بالبلدي هبد وزمر, أخذتني قدماي الي حيث صدر الصوت ولم تدم دهشتي و تساؤلاتي كثيرا عما إذا كان هذا هو صوت شعبان عبد الرحيم او غيره من المطربين الشعبيين وهل هذا ما كان من الصحيح في مناخ ميدان التحرير الدامي الذي لا يزلا يعيش حالة حداد علي شهدائه الذين لازالوا يتساقطون بين لحظة وأخري, وكانت المفاجأة عندما عرفت أنه أوكا, هكذا ليه رامي رأفت مهنيالشاب الذي يقف علي الفسبة ويعمل مندوب ديليفري لأحد المحلات طلبت منه أن يخفض صوت الكاسيت حتي استطيع أن اسمع معه كلمات الأغنية فلتسمعوا معي جزءا منها احنا شباب25 هانحمي مصر من الخاينين, ثورة وقامت علي الحكومة اللي كانوا بيشتغلونا.. هات بطاقتك قانون طواريء علي أي جنب يقلبونا. أنا جيت الميدان النهارده بس علشان اقف مع الجدعان ولاد الجدعان_ والكلام علي لسان رامي_ الشباب اللي زي الورد اللي بيطالب بحقنا وحق الشهداء اللي راحوا, قررت أنزل الميدان بعد المؤتمر الصحفي اللي ذاعه التلفزيون للمجلس العسكري واللي قالوا فيه مافيش رصاص ولا مطاطي ولا قنابل مسيلة انضربت, اندهشت وقلت امال الشهداء اللي راحوا دول انتحروا مثلا طيب والمصابين اللي شفناهم في التلفزيونات ابليس هو اللي عورهم, ثم ايه حكاية الانتخابات اللي هاتتعمل في ميعادها دي طب ازاي وبأي عقل ممكن تعمل في الظروف دي, بصي انا معرفش كتير في السياسة بس كل اللي اعرفوا إن إحنا مكناش متوقعين من المجلس العسكري ان ايديه يبقي فيها دم المصريين وإحنا مش هانمشي إلا لما يمشوا وده ابسط حق للشهداء اللي قلوب امهاتهم وقلوبنا كلنا انفطرت عليهم. ليس رامي فقط هو من يتساءل بل ثوار الميدان الذي اصبحوا اصحابا بالفعل. الجميع يرفض الانتخابات ويمقت تنصل العسكر من القنابل والمطاطي وسفك دماء المصريين ويطالبونهم بالرحيل موحدين الشعار القائل.. مش هانمشي.. هو يمشي..!