في الوقت الذي يخرج فيه أبناء هذا الوطن للمشاركة في الواقعة الأولي لانتخاب رئيس جمهورية بعد الثورة يناير, يخرج أخرون للبحث عن لقمة العيش غير مشاركين رغم وعي بعضهم بأهمية الحدث, لكن الظروف والضغوط تفرض نفسها فهم لا يمتلكون من ترف الذهاب إلي الانتخابات, هذا هو ما ينطبق علي منطقة مساكن صلاح سالم بحلوان التي يعيش قاطنوها في منازل غير ادمته لاتتعدي حجرة وصالة واحيانا اقل من هذا, عاشوا يومهما بطريقة عادية ككل يوم, لكن البعض فضل عدم الذهاب حتي إلي عمله خوفا من أن تحدث أعمال شغب في اليوم الأول للانتخابات, فأصبحت المنطقة بلا طوابير للمرة الأولي فلجان الإنتخابات وأكشاك العيش ومستودع اسطوانات الغاز خالية للمرة الأولي. أمام منزله وقف الكهربائي ياسر رضا28 سنة يتأكد من أن طلبات المنزل التي ذهب لشرائها لاتنقص شيئا, كما أنه في عجلة من أمره ليذهب لعمله, مؤكدا أنه لن ينتخب لأنه لا يعرف المرشحين أنا مشغول ومش فاضي أتفرج علي تليفزيون وأنا بعيد عن اي حاجة وماليش في السياسة, والكلام علي لسان ياسر مفيش حد منهم جه يعرفنا بنفسه هما اللي مفروض يدوروا علينا, أنا موافق علي أي حد بيجي المهم ما يجيش من الإخوان. بالمناسبة ياسر يفكر أن ينتخب لكي ينصلح حال البلد بعد أن يقوم أصحابه بالانتخاب ويقولوا له عن مرشحهم لينتخبه. أما أم محمد وهي ربة منزل في العقد الخامس من عمرها فلها رأي لايختلف كثيرا عن ياسر أنا اللي هينتخبه جوزي هنتخبه, مش عارفه هروح امتي بس هروح لما هو يروح, بس احنا مش فاضيين للكلام ده أنا جوزي تعبان وعيالي كمان ساكنين في شقه حجرة وصالة ب300 جنيه مبنعرفش نجيبهم منين وأنا عندي خمسة أبناء الكبير سايبنا واتجوز والباقي طلعوا من المدارس وفي النهاية تعطينا الشئون الاجتماعية200 جنيه, والولد الصغير لسه مخرجينه من المدرسة وهيشتغل عشان الحالة صعبة, احنا عايزين اللي يمسك البلد يحللنا كل ده. وأمام محل صغير جلس الحاج محمد قطب(66 سنة) ينتظر أن يأتيه أي زبون يشتري منه منه خضار أو فراخ وفي جلسته تلك يعلن بكل ثقة دعمه لمرشح بعينه لديه خبرة سياسية محنكة, لكنه لم ينتخب لعدم وجود أحد يعمل معه, والكلام علي لسان محمد لو وجدت أحد يقف في المحل مكاني لأنه أكل عيشنا هروح أنتخب بكره, اما عن أسبابه في دعم مرشحه قال: يجب أن يكون الرئيس قويا عشان يعرف يمسك البلد لأنها شغلانه كبيرة عشان كده أنا محدد من البداية الرئيس بتاعي, لكن باقي المرشحين لانعرف عنهم شيئا غير لما الثورة قامت, أنا أخشي من التيار الديني بعد النتيجة إن لم تفوز بالانتخابات هيبقه في ضرب نار, أنا لاأعرف القراءة والكتابة لكن كل حاجة.