علي كل مصري وهو يستعد للذهاب لانتخاب أول رئيس لمصر بعد الثورة أن يخلو إلي نفسه قليلا في حالة من الهدوء بعيدا عن كافة المؤثرات المحيطة به من وسائل إعلام وحملات انتخابية صاخبة. وأن يجيب علي مجموعة من الأسئلة الإجبارية التي تفرضها لحظة تاريخية سوف تقرر مصير الوطن ومستقبل الأجيال القادمة. أول هذه الاسئلة لماذا قامت الثورة؟!.. ويخطيء من يظن أن ما يحدث في يناير كان انقلابا يستحق من قام به أن يرث الحزب الوطني في قصر الرئاسة والحكومة والبرلمان ولكن الصحيح أن الشعب المصري كله قد قام بثورته الكبري العظيمة النقية والسلمية بعد أن فاض به الكيل من فساد استشري وغياب لعدالة أو أبسط حقوق للانسان وإنما تحولت مصر في عهد النظام السابق إلي عزبة خاصة يديرها أصحاب المصالح والمحظوظون من حولهم. هذه نصف الحقيقة, والنصف الآخر يتمثل في السعي في المطالبة بتطبيق الشعارات التي ارتفعت في سماء التحرير وبقية الميادين المصرية وتنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. السؤال الثاني أن الاختيار بين المرشحين لايتعلق فقط بأسمائهم وأشخاصهم وإنما بما يرمزون إليه من برامج وسياسات من بينها من يعيدنا إلي إنتاج النظام السابق بعد إجراء عمليات تجميل شكلية, في حين تطرح برامج أخري نماذج بعيدة عن الواقع المصري قد تبث الرعب والفزع في قلوب عدد كبير من المصريين, وهنا تكون الإجابة في ورقة التصويت علي أي طريق نختار؟ وليس اسم المرشح الذي نختاره. ويبقي السؤال الثالث الذي لايقل أهمية عما سبقه ويرتبط برصيد لم يعد يسمح لنا بإهدار المزيد من الوقت والجهد لكي نبدأ بناء مصر الدولة الحديثة المدنية التي ننشدها جميعا, واختيار الرمز الأنسب لها, ليقود المسيرة ولتحقيق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة. [email protected]