نعم قد نختلف في درجة التفاؤل ولكن لا مكان للتشاؤم, وما يتحدث عنه البعض من سيناريوهات مظلمة وصدامات محتملة وغيرها من مخاوف قد تبدو منطقية في بلدان أخري الا أنها ستظل بعيدة عن مصر التي استطاع شعبها البقاء علي مدي آلاف السنين وأقام أول دولة عرفها التاريخ وعرفت أرضها الطيبة أولي الحضارات الانسانية, وقبل هذا وبعده تبقي العناية الإلهية الحافظة لمصر في أوقات الشدة وما أكثرها وكان آخرها عندما حدث الانفلات الأمني وعاش أكثر من ثمانين مليون مصري بدون شرطي واحد ولكن توحد الشعب مع أبطال الجيش المصري صنع السياج الحامي والصلب الذي لم تستطع القوي المتربصة اختراقه. واليوم تتجه الأنظار والقلوب الي ميدان التحرير لتري الملايين المشاركين في مليونية وحدة الصف والارادة الشعبية ولتعيد الثورة الي أبهي صورها التي أبهرت العالم بشعاراتها وسلوكياتها السلمية والواعية. اليوم لن يجد أعداء مصر والمتربصون بها وبثورتها منفذا لبث السموم والشائعات والفتن بين الجماهير لأن هذه الملايين قد استوعبت دروس الفترة الماضية وأدركت أن القوة في التوحد والقدرة علي تجاوز الاختلافات والارتفاع فوق حالات الشطط والانفعال أيا كان مصدرها ولأن الأهداف المنشودة ليست أبدا محل خلاف بين أبناء الشعب جميعا, كما أن الخطوات السريعة والحاسمة التي جري الاعلان عنها أخيرا من شأنها التأكيد علي تنفيذ المجلس الأعلي للقوات المسلحة لتعهداته بحماية الثورة والانحياز للارادة الشعبية لحين انتهاء المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لمن يختاره الشعب في انتخابات حرة وديمقراطية سيشهد لها العالم أجمع. لقد بدأ السباق مع الزمن للانتهاء من مخلفات الماضي بالقصاص العادل من قتلة الثوار ومن المتربحين والمفسدين الذين أهدروا أموال الشعب لتحقيق مصالحهم الشخصية, وهاهي الترتيبات تعلن تباعا حول المحاكمات العلنية القادمة, كما بدأت الخطوات الفعلية لتنفيذ بقية مطالب الثوار في التحرير وبقية الميادين حتي يمكن البدء في تعلية البناء الجديد الذي تستحقه مصر بكل ما تمثله من قيم وحضارة ورسالة ودور اقليميا وعالميا. اليوم سنعلن للدنيا الصورة الحقيقية للثورة المصرية التي حماها الجيش البطل لتكون علامة فارقة في تاريخ الانسانية كلها وليس المنطقة وحدها. اليوم سيرفع كل مصري رأسه فخرا واعتزازا بالشعب الذي ينتمي إليه وبالثورة البيضاء السلمية التي أذهلت العالم.. ولا تزال.