الجديد الآن علي الساحة السياسية لجوء بعض القوي والتيارات إلي الخداع والتضليل العلني وبصورة مؤسفة لا تتفق أبدا مع روح ومفاهيم الثورة, بل لعلنا نقول: إن تلك الممارسات الفجة تتجاوز ما كان يحدث في الماضي. والأمثلة باتت واضحة وجلية في أحداث الجمعة أمام مقر وزارة الدفاع, حينما ظلت بعض هذه القوي تنفي مشاركتها في محاولات الاقتحام حتي ظهر جليا استحالة تحقيق مخططاتهم, فإذا بهم يصدرون البيانات والتعليمات لأنصارهم بالانسحاب والتراجع إلي ميدان التحرير مرة أخري. لقد استنكرت كل الأحزاب والتيارات السياسية رسميا تلك المحاولات التي تستهدف رمز العسكرية المصرية, ولكن الواقع بكل أسف يشير إلي ما نتحدث عنه من سلوك جديد, حيث يكون الموقف المعلن مغايرا تماما لما يحدث علي أرض الواقع, وبهدف خداع الرأي العام وإظهار الالتزام بالمنهج السلمي المتفق عليه أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تابعت الأحداث بمساحات واسعة من البث المباشر والتعليقات المنادية بضرورة إفساح المجال لحق التظاهر السلمي, وكلنا كنا نتابع المواجهات وشهادات الكثيرين بوجود أسلحة مع بعض المتظاهرين وصدور تصريحات ينبغي التوقف عندها والتعامل معها بكل الجدية واليقظة, حينما يقول أحدهم: إن العباسية هي الطريق لفتح مصر, والمعني معروف ومحاولة لإدخال البلاد إلي حالة شبيهة بأفغانستان أو الصومال وغيرهما من بلدان تسيطر عليها القاعدة والتنظيمات المتحالفة معها, والسؤال الكبير الذي يجب أن يطاردنا جميعا: هل من أجل ذلك قامت الثورة؟..وهل يمكن لجماعة معينة أن تجر الوطن إلي النفق المظلم تحت دعاوي مزيفة تتحدث عن تزوير محتمل وتأجيل جري نفيه مرات ومرات؟...ومع ذلك يبدو الإصرار واضحا علي التصعيد لأن الهدف ليس الانتخابات الرئاسية وضمان تسليم السلطة, الهدف الذي يعرفه الجميع الآن هو إحداث الفوضي تمهيدا لإعادة فتح مصر من وجهة نظرهم طبعا!. لقد سقطت الأقنعة عن المخططين والمتحالفين معهم, فماذا عن الأحزاب والقوي السياسية الصامتة برغم الأخطار المحدقة, والخطيئة الكبري أن يعتقد البعض أنه في مأمن من الخطر, لأن الجميع في سفينة واحدة, أليس كذلك؟ [email protected]