يعاني طلاب كلية الطب بجامعة بني سويف من عدم قدرتهم علي ممارسة التطبيقات العملية ويتعامل الطلاب داخل قسم التشريح مع العينات الآدمية العفنة والمتهالكة والتي تفتقد لأهم الأجزاء البشرية والتشريحية التي تعتمد عليها دراستهم وهو ما ينذر بتخرج مجموعة من الأطباء لا يعرفون شيئا سوي الجوانب النظرية في مهنة تعتبر من مهام الأمن القومي وهو أيضا ما يجعلنا نتأخر عدة خطوات للوراء في مجال الطب والتشخيص. تمكن الأهرام المسائي من دخول مشرحة الكلية بعد معاناة شديدة فالعامل المسئول عن المشرحة رفض دخولنا, فيما قالت مديرة المستشفي, ممنوع الا بإذن العميد ولم يبق حل أمامنا سوي التخفي بزي الأطباء للوقوف علي معاناة أطباء المستقبل وهم من نستأمنهم علي أرواحنا وأجسادنا وكان المشهد مروعا فالطلاب لا حول لهم ولا قوة داخل المشرحة فالعينات الآدمية متهالكة وأصبحت متحللة وفي حالة تعفن تام والأعداد الغفيرة من الطلاب لا يتسع المكان لهم الذي يوجد به4 مناضد للعينات فقط والطلاب لا يستطيعون تطبيق الجانب العملي الخاص بالتشريح بشكل صحيح ودقيق بعد اختفاء جميع أجزاء العينات البشرية وتداخلت معالمها من شدة العفونة بسبب سوء التخزين من قبل مسئول المشرحة وعدم تغيير تلك العينات منذ ما يقرب من10 سنوات. وفي البداية قال عمرو جابر بالفرقة السادسة بالكلية: نتعامل مع عينات بشرية متهالكة ومتعفنة ولا نستطيع الدراسة والفهم عليها ويكتفي المسئولون بتزويد المشرحة بجثة واحدة كل عام ولا يقومون بإخراجها لنا للدراسة إلا في أضيق الحدود ونظرا لتكالب الفرقة الدراسية بأكملها عليها والتي يصل عددها إلي200 طالب فلا يستطيع أحد الفهم والاستيعاب كما أن متحف الأجزاء البشرية البلاستينية والبلاستيكية المحنطة بالكلية لا نستطيع أن نطبق عليها ما نقوم بدراسته نظريا بسبب عدم القدرة علي ملامستها وهي تقبع كالآثار خلف الزجاج. وفجر الطالب مفاجأة, قائلا إن مستشفي قصر العيني يقوم بتقديم8 عينات آدمية كل يوم للطلبة بالقاهرة لأن الدراسة التشريحية للشرايين تحتاج لجثث حديثة الوفاة أما ما نتعلم عليه في بني سويف فهو أكثر قدما من تحنيطات القدماء المصريين. وأضافت إحدي طالبات الفرقة الأولي: نعاني الأمرين من العامل المسئول عن المشرحة أيام المراجعة التي نقوم بدخول المشرحة فيها بدون أساتذة الكلية, ليخرج لنا العينة الجيدة للمراجعة وللأسف جميع العينات عفا عليها الزمن ويخشي المعيدون والأساتذة أن نقوم بالمراجعة علي العينات الجديدة إن وجدت توفيرا لها ليمتحنونا عليها فقط وتكون النتيجة حصولنا علي درجات قليلة فكيف نتعرف علي أجزاء داخل الجسد البشري غير موجودة بالعينات الآدمية الفاسدة التي ندرس عليها طوال العام. وتستطرد احدي طالبات الفرقة الأولي أيضا قائلة: عندما يقوم الأستاذ بشرح10 تشريحات لا نجد منهما بالمشرحة سوي اثنين أو ثلاثة وهو ما سوف يؤثر علي مستقبلنا المهني لأن كليتنا قائمة علي الجانب العملي فضلا عن الزحام الشديد علي مناضد التشريح الأربعة فلا تكفي بالطبع ل200 طالب ويضطر بعض الطلاب للذهاب للمنضدة التي عليها أشباه العينات السليمة غير مكترثين بالغياب لعدم تواجدهم بالمناضد المخصصة لهم أملا في أن يجدوا ما يستفيدون منه ويقول لنا الأساتذة فيما يخص الجزء غير الموجود في العينات سأقوم بشرحه عندما تتواجد عينة آدمية سليمة. وأشارت سميرة ماهر ولمياء علي معيدتان بالكلية إلي التصرفات السلبية لبعض الطلبة حيث يقومون بقطع بعض شرايين العينات السليمة خوفا من أسئلة الامتحانات حيث إن الطلبة يعلمون أنها العينة الوحيدة لذا نخشي عليها من الفساد أيام المراجعة ولا تقوم إدارة المستشفي بإخراجها لهم إلا عند وجود الأستاذ بصحبتهم كما أشارتا إلي مشكلة أخري خاصة بالبحث العلمي داخل الكلية حيث يضطر جميع المعيدين للسفر عدة مرات في الأسبوع الواحد للقاهرة في حالة القيام بإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه حيث إن جميع الأساتذة المشرفين علي رسائلهم العلمية من القاهرة وبمجرد الانتهاء من محاضرات الطلاب بالكلية يقومون بالسفر دون أن يخصصوا وقتا لطلبة البحث وهو ما يمثل عائقا بالنسبة لطلبة البحث لذا نطالب الإدارة بمناقشة هذا الأمر مع الأساتذة المشرفين ليخصصوا جزءا من أوقاتهم لمراجعة الرسائل العلمية بالمحافظة. فيما تؤكد فتحية أحمد عثمان مديرة المستشفي أنها قامت بشراء عدة عينات بلاستينية من أمريكا لتعوض الطلبة قلة العينات البشرية التي يصعب الحصول عليها. ومن جانبها أكدت الدكتورة حنان داود أقدم مدرس بقسم التشريح بكلية الطب ببني سويف أن مصر كلها تعاني من قلة العينات الآدمية لأنه ليس من السهل الحصول عليها فهي تحتاج لإجراءات معقدة وتقتصر علي فاقدي الأهلية من الحوادث والسجون لذا نقوم بالاستعاضة بالأجزاء البشرية الاصطناعية بمتحف الكلية واذا تركنا الجثتين السليمتين للطلبة بدون ضوابط ستصبحان قديمتين بعد ساعة ونسمح للطلبة بالمراجعة علي جثث وعينات السنة المنقضية. أضافت أن هناك العديد من الأساتذة المنتدبين من القاهرة لتعليم الطلبة والمشرفين علي الرسائل العلمية يقومون بالفعل بتخصيص أجزاء من أوقاتهم للإشراف علي تلك الرسائل أثناء وجودهم ببني سويف مما يوفر سفر طلبة البحث العلمي إلي القاهرة.