كليات الطب تعاني حاليا من أزمة حقيقية تتمثل في نقص الجثث التي يتم الشرح عليها للطلاب مما يهدد الحياة العملية داخل معامل التشريح بالتوقف. الكليات لا تستطيع شراء جثث من المقابر فثمنها يتجاوز 6 آلاف جنيه ويتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة والجثث الصيني "البلاستيند" يصل سعر الواحدة منها حوالي 750 آلف جنيه. الجميع يطالبون بتدخل النائب العام لانقاذ الموقف والسماح باستخدام جثث عديمي الأهلية داخل الكليات. قال الدكتور حلمي العز بطب عين شمس ان هناك أزمة حقيقية لندرة الجثث في الوقت الحالي خاصة بعد قرار النائب العام برفض استخدام الجثث وتحولنا الي استخدام الاجزاء الادمية المصنوعة من البلاستيك وهي قليلة الجدوي والآن الطلاب لا يقومون بالتشريح بأنفسهم مما يؤثر بالسلب علي العملية التعليمية. اضاف ان زيادة اعداد الطلاب مع قلة الجثث يؤدي الي انخفاض حصيلة العملية التعليمية فلدينا 1600 طالب والاجزاء المستعملة قديمة ومع الوقت تتآكل والعائد العلمي قليل ولا توجد تقريبا جثة واحدة متكاملة بالجامعات خاصة في كليات الطب الخاصة والبعض يقوم بعملية "سلف" لبعض الاجزاء مع بعضهم. اكد د. كمال سعد رئيس قسم التشريح بطب 6 أكتوبر واستاذ التشريح بعين شمس اننا نأمل من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الموافقة علي فتح التعامل مع جثث عديمة الاهلية حيث اصبحت الموافقة الان من المستحيلات ويتم الشرح علي اجزاء قديمة جداً وتستهلك العضلات ولابد من الارتقاء بطب التشريح من خلال تجديد الجثث سنويا وحاليا استعنا بعدد 2 كاميرا ومعمل كمبيوتر وبعض العينات القديمة حيث ان الجثث البلاستيند الصينية مرتفعة الثمن وهناك اجزاء فقط لدينا خاصة اننا نرفض شراء جثث من اماكن مجهولة حيث لا يتفق مع الشرع والدين. اضاف انه في طب عين شمس في الماضي كان الطلاب يشرحون بأنفسهم أما الان فيقوم بالمهمة المعيدون والجميع يعاني من أزمة طاحنة بعد قرار النائب العام وهذا له تأثير سلبي علي الطالب لأن التشريح ليس علماً يشاهد وإنما يمارس وهو مرتبط بعلم الجراحة. أوضح د. عبدالفتاح الابياري رئيس قسم التشريح بطب القاهرة اننا نحاول التغلب علي الندرة في الجثث بوسائل تعليمية مثل C.D والتعليم الالكتروني وافلام الفيديو والان يتدرب الطلاب علي اجزاء قديمة والطالب مجرد مشاهد ولكثرة عدد الطلاب نحاول تقسيمهم الي مجموعات. اكد ان الجثث البلاستيند ممكن الاستفادة منها في اجزاء صغيرة ولكن العمليات الكبيرة لا تصلح فيها والبحث عن جثث في المقابر مجرد كلام "سيما فقط" ونتمني الاستفادة من جثث عديمي الاهلية خاصة ان الجثث الصينية مشاكلها كثيرة جداً حيث لا تتم بطرق عالية الجودة ويمكن ان تتمكن منها الفطريات وعندنا معمل بلاستيند حيث يتم عمل الجثث في الكلية ويمكن استخدامها في الرئة أو المخ فقط. أما د. جمال عبداللطيف عميد كلية طب سوهاج فقال انه لا توجد مشاكل حاليا ففي المستقبل القريب سنعتمد علي الجثث البشرية اعتمادا كاملا من خلال معمل المهارات واستخدام الجثث "البلاستيند" الصينية حيث تعتبر جثثاً بشرية عمرها اطول وفي طريقنا لاستيراد جثتين الواحدة بمبلغ 750 الف جنيه وهي عبارة عن جثث طبيعية تعامل معاملة كيميائية وتعمل لمدة 15 عاما والان لدينا 4 جثث تغطي الدفعة وقد سبقتنا في ذلك جامعتا قناة السويس والاسكندرية. ناشد د. أحمد ابراهيم نصار عميد طب عين شمس المسئولين البحث عن حلول عاجلة لازمة الجثث داخل كليات الطب مؤكدا اننا ننتظر قرار النائب العام بحرية الحركة لاستخدام جثث عديمي الاهلية من مستشفي الامراض العقلية والمحكوم عليهم بالاعدام لانه لا توجد لدينا وسيلة اخري لتوفير الجثث ولا بديل لذلك. اضاف د. نصار ان استيراد الجثث العرائس الصناعية يتم باسعار خيالية فوق طاقتنا ويمكن ان تتخطي المليون جنيه ولا نستطيع توفيرها ولا توجد حلول اخري ولا يمكننا ايضا انتهاك حرمة الاموات ونتعامل حاليا مع عدد قليل من الجثث لا يتجاوز 50 جثة لاننا نتعامل في النور وهي من التي توفيت داخل المستشفيات ومعدومي الاهلية. طالب بضرورة تكاتف الجميع من علماء ورجال دين لفتح مجال للتبرعات بالجثث بعد الوفاة لتحقيق هدف علمي لخريج جراحة قادر علي التعامل مع الحالات الحرجة ونحن الان في مرحلة الخطر لاستنفاد الرصيد الموجود حاليا بالكلية.