يعرض مركز أرت اللواء الفني خلال شهر مايو الجاري فيلما صامتا كل خميس, يأتي هذا في ظل اختفاء المساحة المتاحة لهذه الأفلام من شاشة التليفزيون, كما أنها تكاد تختفي من ذاكرة المتلقي السينمائية رغم ما تمثله من أهمية في صناعة وتاريخ السينما. قال حمدي رضا المصور الفوتوغرافي ومدير المركز إن إهتمامنا لم يكن بالسينما الصامتة فقط ولكنه جاء ضمن محاولة لتقديم ثقافة سينمائية غريبة عنا أو تم تجاهلها, ففي الشهرين الماضيين كانت الأفلام المعروضة تتناول الثورة, وهذا الشهر للأفلام الصامتة. وأضاف ان النشاط مفتوح لكل موضوع يتعرض للثقافة السينمائية فنركز علي الأفكار التي أصبحت غير موجودة علي الساحة وهي بعيدة ولا يوجد من يهتم بها, وعرض الأفلام الصامتة هو محاولة لتنشيط الذاكرة الجماعية في هذا المجال, ويشترك معنا في تلك الأنشطة المهتمون وعدد من الشباب المثقف والواعي بتاريخ السينما. وأوضح هاني صالح المسئول عن عرض الأفلام الصامتة أن هذا العرض اعتراف بفضل هذه السينما علي السينما المعاصرة والفنون بشكل عام, ولأن هناك الكثير ممن لم تتح لهم الفرصة لمشاهدة أفلام هذه الحقبة الزمنية, فاننا نعتبرها فرصة للعودة للوراء قليلا والإستمتاع بها. ومن جانبه قال الناقد السينمائي د. أحمد رأفت أن التليفزيون لم يكن مهتما في الحقيقة بالسينما الصامتة فما كان يعرضه مجرد مشاهد في بعض السهرات لشارلي شابلي أو لوريل وهاردي, لكن الأفلام التي تناولت السينما الصامتة في الأعوام الأخيرة عرضت هنا في السينمات إلا الفيلم الأخيرartist الذي فاز بجائزة الاوسكار لأنه لم يدخل التوزيع التجاري علي مستوي العالم, وباستثناء ذلك كانت مشاهد متقطعة للسينما الصامة, لكنها لها دور كبير في تاريخ السينما وتقدم الان من منطق الدراسة أو الحنين إلي الماضي في المراكز الثقافية خاصة المراكز الثقافية التابعة للسفارات. وأوضح الناقد السينمائي ضياء حسني أن الأفلام القديمة بشكل عام تهم محبي السينما ولا تهم الجمهور العادي, لكن في مصر هناك قطاع كبير من محبي السينما معظمهم من المثقفين والشباب الذين أنشأوا صفحة علي موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك باسم محبي السينما غير الناطقة الانجليزية,يتبادلون فيما بينهم تلك الأفلام ويعرضونها كل أسبوع, فهي جزء من الثقافة المنسية مثل الشعر والمسرح الجاد محبوه فئة قليلة, ولابد من دعم لكي تعرض, لأن هناك حالات من الفن والثقافة اندثرت ولايوجد لها جمهور كبير ولولا دعمها كانت انتهت, مثل دعم المراكز الثقافية ورجال الأعمال أو دعم الدولة, فهناك قنوات أوروبية مدعومة من دولها تقوم بنشاط شهري للسينما الصامتة مصاحب بتحليل نقدي, وهذا يثبت أن تلك الفنون تجد صعوبة في العرض بالخارج أيضا سينتهي, فمسرحيات سارتر لو لم يتحرك المتلقي بنفسه للبحث عنها لقراءتها لن يجدها فهي مسرح نادر عرضه, كما أن مسرحيات شكسبير لو أن المسرح الملكي لا يدعمها لانها جزء من تراثه لما ظلت تعرض علي مسارح العالم, فالسينما الصامتة تحولت لثقافة وليست متعة.