قرر المستشار احمد طلبة المحامي العام الاول لنيابات كفر الشيخ سرعة ضبط10 متهمين من محافظات الشرقية والدقهلية والبحيرة كونوا التشكيل العصابي وراء محاولة الهجرة غير الشرعية الي دولة ايطاليا. والتي راح ضحيتها3 من الشباب لقوا مصرعهم غرقا بعد تعرض القاربين اللذين كانوا علي متنهما مع76 شابا آخرين من6 محافظات للغرق بمياه البحر المتوسط قبالة ساحل مدينة رشيد بسبب الحمولة الزائدة كما قرر اخلاء سبيل24 شخصا من الناجين من الحادث وسرعة عمل تحريات المباحث حول الواقعة والتصريح بدفن الجثث الثلاث. كان عمرو سليمان واحمد غازي ومحمد المقرحي وشريف بلال وكلاء النيابة قد باشروا التحقيقات مع المجني عليهم مساء امس الاول بإشراف من حازم العشري رئيس النيابة الكلية حيث امتدت التحقيقات حتي خيوط فجر صباح اليوم التالي. كشفت التحقيقات مع الشباب الناجين انهم وقعوا ضحية تشكيل عصابي مكون من10 افراد يتخذون اسماء حركية مثل ابواحمد وفيصل ومحمد علي ويوسف لعدم كشف هوياتهم حيث او هموهم بقدرتهم علي تسفيرهم لدولة ايطاليا مقابل الحصول علي مبالغ مالية تتراوح قيمتها بين10 الي15 الف جنيه بالاضافة الي توقيع ذويهم علي ايصالات امانة علي بياض لسداد باقي المبلغ المتفق عليه عقب وصولهم الي ايطاليا. اكدت التحقيقات قيام افراد التشكيل العصابي باستدعاء الشباب عن طريق الهواتف المحمولة والتأكيد علي سرية التحرك ثم نقلهم من محال اقامتهم بمحافظات الشرقية والغربية والدقهلية والمنوفية والبحيرة والقليوبية الي3 نقاط للتجمع بطنطا وكوم حمادة والحامول ثم نقلهم مرة اخري في سيارات نصف نقل مغطاة الي احد المنازل الذي يتوسط مزرعة في الاراضي المستصلحة وقيامهم بتعصيب اعينهم بعصابات سوداء حتي لايتمكنوا من تحديد مكان وجودهم مع التخلص من اي متعلقات شخصية لهم. دلت التحريات علي بقاء الشباب بالمنزل المجهول عنوانه لمدد تتراوح بين يوم الي3 ايام حتي حان موعد الرحلة المشئومة حيث تم نقلهم في سيارة نقل كبيرة مغطاة بغطاء كبير علي انهم بضائع الي ضفة نهر النيل برشيد بالقرب من احد مصانع الطوب الطفلي حيث قاموا في ساعة متأخرة من المساء. وفي جنح الظلام باستقلال قاربين يحمل كل منهما35 شخصا والنزول بهم الي نهر النيل عبر بوغاز رشيد للاتجاه نحو عرض البحر المتوسط حيث كان مقررا نقلهم علي متن مركب اخر كبير الي ايطاليا. كشفت اقوال الناجين من الحادث ان محرك القارب الاول اصابه عطل مفاجئ بعد دخوله لمسافة كيلومترين في عرض البحر بينما تسربت المياه الي ارضية القارب الثاني بسبب الحمولة الكبيرة وضعف جسم القارب وما هي الا لحظات حتي اوشك القارب علي الغرق فصرخ الشباب طلبا للنجدة وقفز بعضهم في عرض البحر حيث تمكن بعض الصيادين من انقاذهم بقواربهم ونقلهم الي الشاطئ حيث نجا24 شابا ولقي3 مصرعهم غرقا بينما لاذ43 آخرون با لفرار وسط زراعات النخيل بالمنطقة. كشفت تحقيقات النيابة ان القاربين المستخدمين في الرحلة المشئومة لايحملان اي تراخيص وتم تصنيعهما عن طريق احدي ورش تصنيع المراكب المنتشرة بالمنطقة امعانا في التضليل وحتي لايمكن التعرف علي مالكيهما في حال فشل المحاولة وضبط القاربين.اقوال الناجين امام النيابة كشفت عن قصص محزنة للغاية فالضحايا والناجون معظمهم من صغار السن ولاتتعدي اعمارهم20 عاما فمن يصدق ان يترك طالب بالصف الثالث الاعدادي مدرسته ويلهث مع غيره ممن اعماهم حلم السفر الي الخارج وتحقيق الثراء السريع؟ هذا ما فعله تماما محمد عبد العليم احمد مصطفي15 سنة الطالب بالصف الثالث الاعدادي واصغر ضحايا الحادث وبصوت تخنقه الدموع قال والده انه لم يكن يعلم بسفر نجله وانه فوجئ باختفائه من المنزل ليكون من ضمن ضحايا الرحلة المشئومة وانه يحتسبه عند الله. ومن محمد الي صالح محمد بيومي18 سنة فاقوس شرقية والذي اكد في اقواله للنيابة انه لم يكن يرغب في السفر لكن والده الح عليه ان يسافر مثل اقرانه خاصة وان عمه قرر السفر هو الاخر ضمن الرحلة لكن القدر كتب له النجاة وتمكن احد الصيادين من انقاذه. محمد بيومي لطفي33 عاما بإحدي مدارس فاقوس رقية فاقوس بالشرقية كشف في اقواله ان راتبه الشهري100 جنيه فقط وان لديه5 من الاطفال بمراحل تعليمية مختلفة مما جعله يعاني شظف العيش وضيق ذات اليد واوضح انه اخبر احد السماسرة عن احواله السيئة ورغبته في السفر الي الخارج لانتشال اسرته من الفقر لكنه لايستطيع دفع اي مبالغ مقدما فرأف السمسار بحاله وطلب منه التوقيع علي ايصال امانة بمبلغ50 الف جنيه وفاجأه بالاتصال وطلب حضوره للسفر مساء ويضيف انه لم يكن بحوزته سوي100 جنيه ادخرها للاتصال بزوجته وطمأنتها عند وصوله الي ايطاليا. شهد الحادث ايضا صراعا دراميا بين الحياة والموت وهو ما قاله سمير محمد العشماوي26 سنة مؤهل متوسط من فاقوس شرقية في تحقيقات النيابة حيث اكد ان القدر كتب له عمرا جديدا لكونه لايستطيع السباحة وعندما غرق القارب قفز مثل غيره في مياه البحر تلطمه الامواج وبينما يصرخ سمير طلبا للنجدة يغطس اسفل المياه ثم يطفو للحظة بعدها ساق الله اليه احد جراكن الوقود الطافية الخاصة بالقارب فتعلق به وظل طافيا علي السطح حتي تمكن احد الصيادين من انقاذه وعند خروجه الي الشاطئ سجد لله شكرا وظل يمسك الرمال بيده غير مصدق انه نجا. اما احمد محمد زكي المحلاوي36 سنة دبلوم صنايع من الصواف كوم حمادة فكشف عن انقاذه ل4 من الشباب كانوا علي وشك الغرق, واضاف انه مثل غيره وقع ايصالا للامانة علي بياض لشخص يدعي محمد هلال وكان مقررا ان تسدد اسرته لنفس السمسار مبلغ20 الف جنيه بمجرد وصوله الي ايطاليا ونفي علمه بمكان تجمع الشباب او اسماء قائدي القاربين.. بينما اوشكت تحقيقات النيابة علي الانتهاء انطلق صوت ضراخ ونحيب سيدة ظلت تبكي بحرقة وتتلوي من الحسرة لفقد ولدها محمد سعد عبد المالك كوم حمادة والذي يرجح كونه من ضمن الشباب الذين لاذوا بالفرار.