الحديث عن جسر جوي لنقل الأخوة الأقباط لزيارة القدس هو في ظني يحمل الكثير من المبالغة التي يجب الحذر منها ومن الترويج لظاهرة تبدو عارضة ولا تحظي بأي دعم مادي أو معنوي من الكنيسة الملتزمة تماما بقرار البابا شنودة بعدم دخول المدينة المقدسة إلا مع المسلمين. ولكن هذا لا يعني ايضا تجاهل حقيقة ما يجري في مطار القاهرة هذه الايام حيث زادت الرحلات وأعداد الأخوة الأقباط المسافرين لقضاء عيد الميلاد المجيد الي أضعاف الأرقام المتعارف عليها خلال السنوات الماضية والي الدرجة التي دفعت بشركة الطيران لتسيير رحلات أضافية بما يفوق عدد الرحلات الأصلية. والأمر الذي يزيد الاهتمام بالقضية هو ما صدر ولأول مرة عن الكنائس القبطية بكل من بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا والنمسا واليونان والمجر وألمانيا, تطبيق قرار المجمع المقدس, بعدم سفر أي قبطي للتقديس من القدس, طبقا لقرار البابا شنودة الثالث, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. اننا ندرك بطبيعة الحال انشغال الكنيسة بترتيب الاوضاع بعد رحيل البابا شنودة مما قد يفتح المجال لاجتهادات فردية من هنا أو هناك تدفع لتجاوز قرار البابا ووصيته التي ينبغي الحرص عليها أكثر من أي وقت مضي خاصة في ضوء التطورات والأحداث السريعة والمتلاحقة والتي تستدعي أقصي درجات اليقظة والحذر. وما نقوله ونتحدث عنه هو في النهاية التزام ديني واخلاقي نحن علي ثقة من اهتمام الكنيسة ورجالها بهذا الأمر لما فيه من ابعاد لا تخفي علي أحد وان كانت تمثل الآن درسا في الوفاء لذكري البابا شنودة. وكل ما نرجوه ان تتناول وسائل الاعلام المصرية القضية بعيدا عما اعتادت عليه من اثارة وتضخيم كما يحدث في القضايا الأخري.