استطاع النجم الاسمر احمد زكي خلال رحلته الفنية والتي استمرت علي مدي32 عاما ان يحجز له مكانا بارزا بين نجوم السينما المصرية علي طول تاريخها وحتي الان وليس حتي رحيله في السابع والعشرين من مارس منذ7 سنوات ولعل وصوله لهذه المكانة الفنية المميزة عبر هذا المشوار وراءه عدة اسباب مهمة وفريدة في ذلك الوقت اولها انه انفرد ببراعته في تجسيد الشخصيات الكادحة البسيطة والمصرية الصميمة وظهر تألقه هذا في انه قدم في كل مرة وجها اكثر صدقا للشاب المصري في كل الظروف التي يمر بها أهلته ان يقود مدرسة جديدة من مدارس الواقعية في السينما المصرية بعيدا عن الواقعية في الزمان والمكان والقصة التي يتناولها الفيلم السينمائي ونعني بها واقعية الاداء والتعبير الحقيقي والواقعي عن الشخصية التي يجسدها بكل معاناتها واحلامها فهو هنا ينتقل من شخصية الي اخري ببراعة نادرة حتي وان لم تكن هناك قواسم مشتركة بين الشخصيات فهو المجند المغرر به في البريء والذي يثور في النهاية علي الاوامر ويكتشف بعد فوات الاوان ان مالقنوه من دروس كانت زائفة وبعيدة عن الحقيقة وهو منتصر الاقصري في الهروب والفتي الصعيدي الذي يحارب الجميع بأصرار عجيب لينتقم لشرفه بعد اغواء زوجته وابنة عمه وهو ايضا الشاب الذي يتفنن في اقتناص الفرص ويعيش حياته بلاضوابط ثم هو البيه البواب وسواق الهانم والموظف المطحون الذي لايهمه سوي تنفيذ اللوائح والقوانين العقيمة المعقدة في4 في مهمة رسمية ولقد بلغ هذا التفاني في اقناع المشاهد بانه هو الشخصية التي يؤديها في( ناصر56) ثم ايام السادات حيث أكدت الشخصيات التي احاطت بالزعيمين الراحلين انه حينما جسد ناصر كان هو جمال عبد الناصر في كل حركاته وسكناته وحينما دخل في شخصية السادات كان هو انور السادات بعينه وأيضا لاننسي تجسيده لشخصية ضابط أمن الدولة هشام في زوجة رجل مهم فقد جعل المشاهد يندمج بكل حواسه مع شخصية الضابط الذي يفسر حب الوطن علي هواه الشخصي ويتفاني في تنفيذ التعليمات الامنية حتي ولو كانت خاطئة. ايضا كان اهم مايميز المشوار السينمائي للنجم الاسمر انه حتي لايفسد اندماجه في الشخصية وبالتالي يفقد المشاهد متعته في متابعة ادائه الواقعي كان يرفض دائما الاستعانة بدوبلير أو بديل وصمم دائما علي اداء المشاهد الخطرة في مختلف افلامه بنفسه وظل هذا الاصرار يلازمه في كل افلامه ال52 بداية من بدور وحتي اخر افلامه التي اكمل تصويرها معالي الوزير لقد كانت هذه المميزات الفنية المهمة التي تمتع بها احمد زكي كفيلة بأن يصبح نجم النجوم في الثمانينيات والتسعينيات وان يغير مواصفات النجم الاول او الجان برامير الذي كانت اهم مواصفاته الوسامة والعيون الخضراء والقامة الفارعة لتصبح هذه المؤهلات محصورة في صدق الاداء والقدرة علي اقناع الجماهير بأنه يتابع الشخصية التي يحكي عنها الفيلم وليس الممثل الجميل الذي يقوم بالدور ويجسده. ولم يكن مشوار احمد زكي مفروشا بالورود ولكنه كان دائما مليئا بالتحديات التي استطاع ان يقهرها الواحد تلو الاخر ففي بداية المشوار وبعد حصوله علي دبلوم المدارس الصناعية من مسقط رأسه في الزقازيق يستطيع ورغم كل التحذيرات والمحظورات التي احاطت به ان يفوق كل زملائه من ابناء العاصمة ويتخرج هو الاول علي دفعته بامتياز ثم بعد ان قام بأول ادواره السينمائية عام1974 وكان دورا صغيرا في فيلم بدور مع محمود ياسين ونجلاء فتحي رشحه اداؤه المميز لهذا الدور علي صغره للقيام ببطولة فيلم الكرنك امام السندريللا وبالفعل بدأ في الاستعداد لاداء الشخصية الدكتور اسماعيل ولكن و لظروف وملابسات كثر الكلام حولها في ذلك الوقت تم سحب الدور منه وإسناده لنور الشريف. اصابته هذه الحركة كما كان يسميها بعد ان افاق منها وواصل مشواره بأزمة نفسية حادة كادت تفقده صوابه واصر خلالها علي ان يطلق الفن وطريقه بغير رجعة لولا الاصرار الذي ظل يميز مشواره حتي مات ثم التفاف اصدقائه والمقتنعين بموهبته وفنه حوله ولم تمض علي هذه الازمة الا شهور قليلة حتي تأتيه الفرصة مع فيلم ابناء الصمت الذي كان نقطة الانطلاق الحقيقية نحو النجومية التي لم يستطع احد ان يبعده عنها حتي الان أفلامه لعب أحمد زكي خلال سنوات نجوميته بطولة52 فيلما هي ابناء الصمت صانع النجوم شفيقة ومتولي, العمر لحظة, وراء الشمس, اسكندورية ليه الباطنية طائر علي الطريق عيون لا تنام موعد علي العشاء الاقدار الدامية العوامة70 الاحتياط واجب درب الهوي المدمن الليلة الموعودة الراقصة والطبال التخشيبة البرنس النمر الاسود سعد اليتيم شادر السمك البداية الحب فوق هضبة الهرم البرئ اربعة في مهمة رسمية البيه البواب احلام هند وكاميليا زوجة رجل مهم الدرجة الثالثة ولاد الايه البيضة والحجر الامبراطور كابوريا امرأة واحدة لا تكفي الهروب الراعي والنساء المخطوفة ضد الحكومة الباشا مستركاراتيه سواق الهانم الراجل الثالث ناصر56 استاكوزا نزوة البطل حسن اللول هيستريا ارض الخوف اضحك الصورة تطلع حلوة ايام السادات معالي الوزير حليم ابو الدهب اضافة إلي الفيلم التليفزيوني انا لا أكذب لكني اتجمل عن قصة احسان عبدالقدوس امام اثار الحكيم وصلاح ذو الفقار وزهرة العلي وكانت بداية هذا المشوار كما قلنا هو الدور الصغير في فيلم بدور. وكما هو واضح من اسماء الافلام فقد تعامل احمد زكي مع كل النجوم في عالم الاخراج وكان المفتاح السحري له معهم ما قاله عنه الراحل عاطف الطيب انه كان يعطني كل ما اريد من احاسيس ومشاعر امام الكاميرا دون ان اطلب المسرح كان البداية وحتي تكتمل الجولة في مشوار النجم الأسمر لابد وان نقول ان بدايته كانت مسرحية علي مسرح قصر ثقافة الزقازيق ثم خلال مشوار الاحتراف شارك في بطولة4 مسرحيات كان اولها هاللو شلبي ثم المشاغبين امام الزعيم عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي ورغم ان دوره لم يكن بحجم هولاء الا انه اعلن بادائه عن مولد نجم كبير ثم بدأ هذاالاعلان نفسه يأخذ شكلا اخر في العيال كبرت ثم حمادة ومها. وقد برزت خلال هذه المسرحيات بوضوح موهبته في تقليد النجوم وكان ابرزها براعته في تقليد صوت واداء النجم الراحل محمود المليجي الذي قلده ببراعة حتي تمت الاستعانة بصوته لانهاء بعض المشاهد التي كان يصورها المليجي في فيلم ايوب ومات قبل اتمامها. هو والتليفزيون كانت اول مشاركته التليفزيونية بطولة مسلسل الايام الذي جسدفيه شخصية عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وهو الدور الذي ادخله في مقارنة مع اداء النجم محمود ياسين الذي جسد الشخصية في السينما وكانت المقارنة لصالح زكي ثم يرشحه الراحل صلاح جاهين مع سعاد حسني ليقوم ببطولة مسلسل هو وهي والذي حقق عند اذاعته اول مرةاعلي نسبة مشاهدة ومازال يحافظ علي هذه الصدارة في كل مرة يعاد فيها. ثم يقوم ببطولة نهر الملح ومن اجل ولدي ثم الا الدمعة الحزينة وان كانت هذه الاعمال لم تحقق نجاح الايام وهو وهي لكنه فيها كان نجما كالعادة واخيرا كانت هذه جولة قصيرة في مشوار طويل لنجم سيظل نجما لعقود طويلة.