نشأسليمان الشاب السكندري في أسرة فقيرة ومحافظة والتزم فيها الأبناء بتقاليد الأسرة من العمل الشريف والإنضباط في الحياة بشكل عام رغم كل ما عاناه أفرادها من فقر وضيق في العيش. تحايل سليمان علي وضعه المادي بشراء توك توك والعمل عليه كسائق وبدأ في عمله مستعينا بالله واجتهاده علي لقمة العيش وعاش حياته راضيا قانعا بما قسمه الله له. ولكن مثلما كان سليمان مثالا للشاب المنضبط الصالح كان صديقه كركر مثالا للشاب الفاسد المنحرف حيث كان كركر مسجلا خطرا ومثالا للشاب الذي ضل طريق الصلاح والفلاح وسلك طريق الشيطان حيث عرف طريق تعاطي المخدرات وصادق أصحاب السوابق والمسجلين بعد أن سبق اتهامه في عدد من القضايا. إرتدي كركر ثياب الواعظين رغم كل مايملكه من مكر وخبث وسوء نية تحايل بها جميعا علي صديقه الفقير الطيب سليمان الذي وثق به بعد أن تعود علي توصيله بالتوك توك أكثر من مرة لاحظهما أهالي المنطقة خلالها وبدا ذلك غريبا للجميع رغم كل المبررات التي ساقها سليمان بأن صديقه بدأ بفعل كلماته يهتدي إلي الطريق المستقيم. أغدق كركر علي صديقه بالأموال أكثر من مرة حين كان يقله من مكان إلي آخر في أرجاء مدينة الإسكندرية مما جعل سليمان يثق به أكثر وبدأ يلبي مطالبه ويأتي إليه مهرولا حتي في ساعات الليل المتأخرة. وفي إحدي الليالي تلقي سليمان إتصالا من كركر طلب منه أن يأتي إليه بالتوك توك لكي يقله إلي شقيقته لأنها في حالة مرضية حرجة وتم نقلها إلي المستشفي وهو ما دفع سليمان إلي تلبية مطلب صديقه علي الفور وبعد أن استقل الصديقان التوك توك بدا كركر متوجسا مما دفع صديقه إلي طمأنته ظنا منه بأن قلقه يرجع إلي ما تعرضت له شقيقته ولم يكن يعرف أن الشيطان الذي بداخله سيستيقظ فجأة ويدفعه للفتك بأعز أصدقائه. وفجأة وحين تأكد كركربأنهما ابتعدا كثيرا عن العمران وفي الطريق الزراعي وسط مزارع معهد البحوث التابع لكلية الزراعة بعد أن تحجج كركر أنه سيقوم بقضاء حاجته في الخلاء المظلم بعيدا عن أعين الناس وفي لمح البصر استل مطواه كانت بحوزته وسدد بها عدة طعنات إلي الشاب البريء ليسقط غارقا في دمائه. أشعل كركر سيجارة عقب إرتكاب جريمته بعد تأكده من أن صديقه يرقد بلا حراك ورفع جثته وتحرك بها وسط الأحراش لمسافة كبيرة بعيدا عن الطريق الرئيسي الذي ركن عليه التوك توك ورماها بدم بارد وخرج مسرعا إلي غنيمته واستقل التوك توك وهرب به إلي منطقته وبدأ في تغيير لونه وشكله حتي اختفت معالمه تماما وكأنه اشتراه حديثا لتوه من أحد التجار. ظن كركر أنه بتغيير شكل التوك توك سيبقي بعيدا عن أعين رجال المباحث وأنه لن يكتشف إنسان فعلته إلا أن رجاءه خاب بعد أن عثر الأهالي علي جثة صديقه متحللة وسط الزراعات وعلي الفور أبلغوا اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية الذي أمر بتشكيل فريق بحث قاده اللواء خالد فيصل مدير المباحث, بدأ الفريق عمله بفحص المسجلين خطر والمشتبه بهم بعد التوصل إلي هوية المجني عليه حيث تركزت دائرة الرشتباه حول أصدقاء ومعارف المجني عليه لتتمكن المباحث في النهاية من تحديد هوية الجاني بعد جهود مكثفة من البحث والتحري ليتقمص الرائد طارق الشناوي شخصية الزبون ويستقل التوك توك مع المتهم كركر طالبا منه توصيله إلي إحدي المناطق ليجد المتهم نفسه وسط مجموعة من رجال المباحث وبمواجهته بالتحريات انهار واعترف تفصيليا بجريمته بقصد سرقة التوك توك من صاحبه وأنه خطط لجريمته لأشهر وأكد ذلك في اعترافاته للنيابة التي أحالته إلي محكمة الجنايات وطالبت بإعدامه لتستجيب المحكمة إلي طلب النيابة وتتحقق عدالة السماء والقصاص الإلهي للشاب المسكين الذي راح ضحية الطيبة وحسن الخلق ويسدل المستشار علي عرايس رئيس المحكمة الستار علي الجريمة بحكم الإعدام شنقا علي المتهم الذي جرفه الشيطان إلي جحيم الدنيا والآخرة.