عبدالظاهر شاب في ال 25 من عمره.. تفتحت عيناه علي الدنيا وحيداً إلا شقيقته التي حملت علي عاتقها مسئولية تربيته بعد وفاة والديها منذ السنة الأولي لميلاده وأخذت تواصل الليل والنهار في عملها بمصنع الملابس لكي تنفق عليه. شعرت شقيقته أن قطار الزواج قد فاتها وأنها ستلحق بقطار العنوسة خاصة أن شقيقها عبدالظاهر قد التحق بالمدرسة وأصبح بالمرحلة الثانوية ويستطيع أن يعتمد علي نفسه.. وفي اليوم الموعود تقدم أحد الأشخاص بالمنطقة لخطبتها وتمت الخطوبة ثم الزواج. أصبح "عبدالظاهر" وحيداً بعد زواج شقيقته التي كانت في مقام والدته ووالده حتي أصبح فريسة في يد أصدقاء السوء الذين قادوه إلي عالم النشل والسرقة بعدما أقنعوه بإمكانية تحقيق الثراء السريع الذي كان يراوده منذ صغره. وجد هؤلاء النشالون ضالتهم في عبدالظاهر لقصر قامته وتوافر جميع مقومات النشال المحترف به.. علموه جميع فنون النشل كيفية اصطياد فريسته حتي أصبح لديه قدرة ومهارة فائقتان في النشل ولا يجاريه فيها أحد من أصدقائه ويستطيع اختيار فريسته والاستيلاء علي غنيمته منها دون أن يشعر به أحد خاصة في الأماكن المزدحمة بمترو الأنفاق. علي الرغم من تلك المهارة والقدرات الفائقة له في النشل لم يكن عبدالظاهر بعيداً عن أعين رجال المباحث الذين ألقوا القبض عليه عدة مرات متلبساً بجرائم نشل وسرقة حتي أنه أصبح متهماً في جرائم لم يرتكبها. وعندما علمت شقيقته أن عبدالظاهر أصبح حديث المنطقة ومنبوذاً من الجميع وأنه من كبار النشالين أصابها الذهول خاصة أنه قد ترك دراسته بعد تفوقه في المرحلة الإعدادية وحاولت مراراً وتكراراً إبعاده عن ذلك الطريق المظلم إلا أن أصدقاء السوء كانوا أقوي منها فقد كان دائم الاختلاط بهم والتواجد معهم حتي سقط متلبساً بسرقة هاتف محمول من سيدة أثناء استقلالها مترو الأنفاق ليتم الزج به خلف القضبان ويتم حبسه 6 أشهر مع الشغل والنفاذ ليجني ثمار سيره في طريق الهلاك بين زنزانته التي كثيراً ما توحشه. أثناء قيام رجال مباحث النشل بإدارة شرطة مترو بمتابعة الحالة الأمنية وضبط المخالفين والخارجين عن القانون تلاحظ لهم قيام عبدالظاهر بالاحتكاك بالركاب وقام بنشل هاتف محمول من حقيبة موظفة أثناء استقلالها المترو مستغلاً الزحام الشديد للركاب واثناء هروبه قاموا بضبطه وبحيازته التليفون وبتفتيشه عثر بحوزته علي تليفون آخر. تحرر محضر بالواقعة وبإحالته إلي النيابة اعترف المتهم باعتياده سرقة ركاب المترو مستغلاً الزحام الشديد لمروره بضائقة مالية ورغبته في الثراء السريع فقررت النيابة حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وإحالته إلي المحكمة لتقضي برئاسة المستشار شريف كامل رئيس محكمة جنح الأزبكية بحضور محمد السعدني وكيل أول نيابة بأمانة سر عيد سعيد بحبسه 6 أشهر مع الشغل والنفاذ ليتم الزج به خلف القضبان.