هذه الأغنية تم تسجيلها وإذاعتها في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وهي من مختارات الإذاعة وهي عبارة عن( دويتو) أغنية ثنائية بين المطربة نجاة الصغيرة والمطرب عبد الرؤوف اسماعيل وكثير من أبناء هذا الجيل لا يعرفونه لأنه هاجر واستوطن في الكويت واحترف الغناء والتلحين وكثيرا ممن استمعوا إلي هذا( الدويتو) كانوا يعتقدون انه أغنية ثنائية بين نجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ لقرب الشبه في صوت وأداء عبد الرؤوف اسماعيل وصوت عبد الحليم حافظ وهذه النوعية من الغناء وما تحمله من معان وأحاسيس تبقي ولا يصيبها القدم وتعيش بما تحمله من معان لأن كل انسان يحب كل شيء وطنه الأول أمه ووالده والبيت الذي تمت فيه تربيته وعندما يترعرع يحب زملاءه في المدرسة أو الحارة والشارع وجيرانه وعندما يصبح صبيا يشعر بوطنه الكبير ويصبح مواطنا له انتماء ويحلم لنفسه ولوطنه أحلاما وردية ويحاول ويكافح من أجل هذه الأحلام وقد قال وغني محمد عبد الوهاب( حب الوطن فرض علي) والانتماء والمواطنة تمنع المواطن من ارتكاب أي أعمال تسيء للوطن والمواطنين لأنه منتم ويحب وطنه وهذه النوعية من الأغاني المدروسة لها تأثير قوي وكبير بين الصبايا والشباب لاننا في هذه الفترة فقدنا جزءا كبيرا من الانتماء وحب الوطن قبل المصالح الفئوية والشخصية وهذا دور مهم يجب أن يعود إلي جهاز الاذاعة والتليفزيون وتعود المختارات وانتاجها بعيدا عن الأغاني الاستهلاكية والتي لا تحمل أي مضمون اجتماعي أو وطني أو حتي عاطفي. وهناك نوعية من الأغاني تقوم بالتعبير عن حالة الوطن والمواطنين فمثلا انفجر عبد الوهاب وقال( كنت في صمتك مرغم) معني هذا أن الناس كانوا غير قادرين وممنوعين من التعبير عن طلباتهم واحتياجتهم وفي قول آخر( آخي جاوز الظالمون المدي) وهذا تعبير عن السخط والظلم ويجب عدم السكوت علي ذلك. هذه ثورة موسيقية وغنائية في فترة سابقة وأنا وغيري نبحث عن أغاني ثورتنا الحديثة ولعل المانع يكون خيرا ونحن في انتظار كبار المؤلفين والملحنين والمطربات والمطربين بتقديم مايليق بهذه الثورة حتي لا نتهمهم بعدم الانتماء الوطني. وهذا الموضوع يحتاج لأقوال كثيرة مني ومن غيري ولكني سأخرج منه وأكتب عن خبر غريب وعجيب نشرته جريدتنا المحترمة( الأهرام المسائي) في يوم الثلاثاء2012/3/6 في الصفحة الأولي( علقة حريمي) ساخنة لمحافظ الشرقية. والمضمون أن بعض السيدات المعلمات لهن مطلب فئوي وأخذن موعدا لمقابلة المحافظ وانتظرن علي بابه عدة ساعات( ثماني ساعات) هكذا يقول الخبر ولم يتمكن من المقابلة وعلمن أن المحافظ سيخرج من مكان آخر فحاصرنه ولحقن به وانهلن عليه سبا وضربا فيا عزيزي القاريء هل تضحك أم تغضب أم تتعجب من هذا التصرف ولم يتم تكذيب هذا الخبر وهل ستصبح الطلبات الفئوية والمطالبة بها بهذا العنف وهل يعلم هؤلاء المتظاهرون أن محافظ الإقليم هو كرئيس جمهورية الإقليم وهل سنري مستقبلا الحريم أو النسوة وهن يهاجمن ويضربن رئيس الجمهورية لأنه لم يحقق مطالبهن ياريت ليست هذه الحرية التي نعرفها ونريدها واكتفي بذلك. والله ولي التوفيق