عمو... هو اللقب الذي يتداوله أصدقاء المسئول الكبير علي صفحته علي الفيسبوك حيث يطل علينا يوميا مطلقا العشرات من التعليقات والحكم والنصائح, عمو هو اهم بقايا عهد مبارك والذي مازال ينمو ويترعرع في الجهاز الحكومي بعد الثورة ولم يحاول أحد اجتثاثه بعد. عمو يعمل مسئولا كبيرا في احدي الوزارات المهمة وكان واحدا من أكبر'' مداحي''و''مطبلي'' العهد الاسبق وقياداته, خاصة وهو الصديق المقرب للوزير السابق. من كثافة الفساد في هذه الوزارة تمت محاكمة عدد من مسئوليها الكبار بتهم الفساد والتربح ومازالوا خلف الأسوار, ولا مجال للشك في ان هؤلاء'' ظلموا''أو''غرر بهم''. ولأن هذا المسئول'' كبير'' ففي الغالب يردد مريدوه من الموظفين الذين يعملون تحته الاستحسان والتهنئة والإعجاب لكل ما يكتبه علي صفحته, ويا ويل اليوم الذي تدخل فيه في مبارزة فكرية معه في حضور مريديه.... سينتهي بك الحديث بكسر جهاز الكمبيوتر علي دماغك!! عمو يخرج علينا يوميا ليستشهد بنفسه وبكلماته التي لم يسمعها غيره بأنه كان من أبطال مقاومة النظام البائد وأنه من أوائل من وقفوا ضد الظلم في اوج الظلم والظلام, ولأن عمو أيضا فيلسوف فقد قام بإبتكار عدة مسميات للثوار, لا يخول اي تعليق او كلام له من يسبهم ويلعنهم وكأنهم جنود إسرائيليون, فقد اطلق عليهم كل المصطلحات وهاجمهم في كل المواقف. الفضيحة التي حدثت علي الهواء مباشرة لعمو كانت فريدة, فقد اثبتت الايام أن عمو لم يكن يوما ثورجيا بل كان دائما من جنود النظام البائد الاوفياء لصديقه الوزير, الذي أطال الجلوس في منصبه حتي خرجت الشائعات تردد عن صلات تربط بينه وبين عائلة مبارك! بالمصادفة وبعد إطلاقه لتعليقاته المستهزئة من الشباب الثوار دخل في الحوار شخص يعرفه جيدا لسنوات طويلة واشار له بأن يراجع كلامه ولهجته خاصة أن هذا الشخص قد رجع لتوه من التظاهر, فإذا ب عمو يثور ويقول أنا ثورجي ومن أبطال مقاومة النظام البائد ووووو, وإذا بصديقة يستفز ويخرج مسدسا سريع الطلقات ليرد عليه'' انت نسيت ولا إيه؟ من يوم25 يناير قلت لك ليه ما تنزل المظاهرات؟ قلت لا أنا مسئول كبير في النظام إزاي اتظاهر ضده!!! ولما قلت لك ان المتظاهرين دول فيهم أولادي واولاد اخي واصدقاؤهم وليسوا'' مندسين'' خرجت لتقول للجميع انهم شباب مأجورون ومندسون! وبعد التنحي قلت لك تنزل للتظاهر قلت لا أنا مسئول كبير في النظام الجديد إزاي أتظاهر ضده!! ثم فجر قنبلة اخري موجها كلامه ل عمو: وحتي الوزير صديقك لما كثرت عليه التهم رحت تدافع عنه دفاع المستميت وكلنا نعرف حجم الفساد في وزارته فهل كان هذا الدفاع وطنية أم صداقة!!... تلعثم عمو وسكت واعلن ان هذه الصداقة انتهت الان وأنه لا يريد ان يعرف هذا الصديق الجاحد الحسود(أنتظرت أن يقول له'' مندس''!). المشكلة ان عمو لا يتحمل النقاش وليست لديه حجة ولا منطق! يدعي يوميا بان الفساد لم يصل إليه, ومثل كل مسئولي النظام السابق, فقد توقف الفساد في الغرف المجاورة لمكاتبهم...! واستشري الفساد في المصالح والوزارات الاخري!.. عمو مثال لموظفي نظام مبارك: يقضي وقته في تلميع الوزير ثم السفريات الخارجية والورش التدريبية والندوات والمنتديات والاستقبال والتوديع, بينما يقضي رجل الشارع العادي وقته في البحث عن وظيفة لائقة, أو في العمل عدة وظائف لزيادة راتبه الشهري بضعة جنيهات, أو الكفاح لشراء انبوبة بوتاجاز, أو الجري خلف الميكروباص... مثل عمو الآلاف ممن كانو كبار المسئولين في نظام مبارك, وكانوا من'' الشرفاء القلائل'', واليوم مازالوا كبار المسئولين بعد الثورة بل أصبحوا من'' أبطالها الفعليين'', وهذا في حد ذاته دليل علي أن الأوضاع في مصر فيها حاجة غلط!!!!! لا أطالب بنفي ولا جلد ولا إزاحة كل كبار مسئولي نظام مبارك, لكن لأن هناك أعدادا متزايدة منهم أصبحوا فجأة أبطال الثورة ومناظريها!!! وبدلا من أن نردد جميعا المثل'' إذا لم تستح فافعل ماشئت'' فأتمني ان يجد لنا أحد وليكن مجلس الشعب حلا عمليا يشجع هؤلاء علي الحياء والانزواء خلف الصورة ويقول لهم:'' خلاص وقتكم خلص''.... أتركونا نستجمع قوانا لنبني هذا الوطن من جديد بدون نفاقكم وزيفكم!