الدعاية الانتخابية أهم عناصر التواصل والتعرف بين الناخب والمرشح, ويعول عليها كثير من المرشحين, في حين يري الآخرون أن الأساليب القديمة في الدعاية انتفت فائدتها الآن بعد ظهور الميديا الحديثة. وبين هذا وذاك يرصد الأهرام المسائي اختلاف الدعايا في الانتخابات التشريعية خاصة بعد ثورة25 يناير. يقول المهندس مدحت العربي صاحب وكالة إعلان خاصة أن أسعار اللافتات الإعلانية تقدر حسب مساحتها والمعروف أنها تتنوع ما بين قماش أو الفليكس أو البنر فمثلا في انتخابات مجلس الشعب موسم2010 الماضي كانت تتراوح أسعار المتر من(20) إلي(35) جنيها وكان النائب يطلب مائة لافتة قماش للتعليق في الشوارع الداخلية بالدائرة, بالإضافة إلي يفط أخري مضيئة فليكس في الشوارع الكبيرة والميادين الهامة بالدائرة, وكانت اللافتات الفليكس بالإضافة تصل أسعارها من(100) إلي(200) جنيه. أما البنر فيتراوح المتر من(50) إلي(70) جنيها, ويضاف لها صورة المرشح الملونة, وكان في العادة يطلب انصار المرشح كل علي حسب مقدرته من(50) لافتة إلي(60) أو مقاسات مختلفة, فاليافطة متر في ثلاثة تتكلف من(150) إلي(210) جنيهات, بالإضافة إلي أعمدة واستاندات واليافطة بلا أعمدة مقاس3 أمتار في4 أمتار تصل من(500) إلي(700) جنيه, وكان متوسط تكلفة المرشح في أي دائرة انتخابية للدعاية لنفسه تصل من(150) ألفا إلي(200) ألف تقريبا. وأوضح العربي أن أسعار دعاية المرشحين الآن اختلفت, فالداخل للانتخابات بات يقدم خطوة ويتراجع عشرات الخطوات, فمن كان يصرف كثيرا أو يطلب(100) لافتة يطلب في انتخابات2011(20) لافتة فقط لأنه يخشي الصرف الكثير ويسقط في آخر الموسم. أما قديما كان المرشح يعلم بنسبة(80%) إلي(90%) انه ناجح خاصة أعضاء الحزب الوطني من التجار مثلا يساندونه تجار أيضا لهم معه مصالح وتربيطات مشتركة. فكانوا يثقون أن ما يصرفونه حتما سيعود عليهم بل سيزيد ويحققون فائدة كبيرة من وراء مرشحهم, وسيقدر لهم ذلك أما رجال الأعمال المنافسون من نفس الدائرة أمامه المرشح كان يصرف الأموال ليري الناس قدراته وإمكاناته أمام مرشح الحزب الوطني, وكل هذا كان يضاعف من اللافتات ويعد رواجا كبيرا وموسما كبيرا, بالإضافة لصرفه علي اقامة سرادقات والاتيان ببعض المطربين الشعبيين لزيادة التأييد والشعبية. أما الآن بالنسبة لدعاية انتخابات2011, وعلي الرغم من أن الأسعار لم تزد, إلا أن الكمية المطلوبة هي التي قلت فقط, وأشهر مرشح والأقوي في الدعاية تتكلف دعايته لنفسه فقط حوالي(100) ألف جنيه, وأكثر أساليب الدعاية الآن هي اللافتات البنر وتبدأ من(30) إلي(60) جنيها للمتر حسب الخامة لان أكثر المرشحين يحرصون علي ظهور صورهم علي البنر علي عكس القماش. أما القماش فنشعر أنه انقرض بالرغم من أن المتر وصل إلي حوالي(20) جنيها فقط. وعلي سبيل المثال لافتات الدعاية للتطعيم ضد شلل الأطفال مجاملة لسوزان مبارك, كانوا يتنافسون لوضع صورهم بجوار صورة قرينة الرئيس المخلوع, أين هؤلاء الآن, وأين من كانوا يؤجرون سيارة نصف نقل ويطلبون منا عمل صندوق من الخشب وعليه بنر عليه صورة المرشحين ويطلبون سيارة تلف من الصباح حتي المساء وتقدر تكلفة هذه الحملة ب(500) جنيه, وكل ذلك غير موجود الآن, واقتصرت حملات التطعيم الآن علي أئمة المساجد يوم الجمعة فقط, واختفت اللافتات وكل هذا ترك تأثيرا سلبيا اقتصاديا علي سوق الدعاية واللافتات, وكانت المناسبات مثل عيد الأم واختيار الأم المثالية وحفلات الزفاف الجماعي سوقا رائجا, ولكن نحن الآن مقبلون علي انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة وكلتاهما سوق رائجة في هذه المناسبات, كل ذلك لا أثر له الآن وكنا نعيش عصرا رائجا للدعاية. وهذا بخلاف الملصقات حيث كان المرشح في أي حملة مشابهة قديما يصرف حوالي(20) ألف جنيه في مناسبة كعيد الأم أو ما شابه, ويقول الدكتور عبدالرحمن عثمان, المشرف علي حزب التضامن العربي الحر تحت التأسيس, والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ومدير التوجيه الفني بالإدارة المركزية لمنطقة جنوبالقاهرة الأزهرية بخصوص الدعاية الانتخابية الخاصة بالمرشحين لمجلس الشعب تختلف الدعاية عن السابق للأسباب الآتية: مرشحو الحزب الوطني كان لهم بعض البلطجية يقومون بعمل الدعاية عن طريق بعض العائلات المستفيدة من أعضاء مجلس الشعب السابقين المنتمين إلي الحزب الوطني نظرا للمكاسب المادية الذين يتحصلون عليها لمساندتهم أعضاء المجلس, أما الآن فكل عضو من أعضاء مجلس الشعب يخرج مع مؤيديه ومحبيه إلي الشارع لعمل مؤتمرات وندوات ببعض الأندية أو مراكز الشباب أو المناطق والشوارع الرئيسية. وأوضح عثمان أن بعض القنوات الفضائية وفرت جزءا كبيرا من الانفاق في الدعاية واللافتات لقطاع كبير من المرشحين البرلمانيين أو المحتملين للرئاسة, وتختلف الدعاية الانتخابية في صعيد مصر عن القاهرة والوجه البحري, حيث إن الصعيد يقوم العضو المرشح بالذهاب إلي العائلات والعمد في القري لاكتساب دعم المشايخ في هذه المدن والقري, وهناك تكون التكلفة أعلي من القاهرة لطبيعة المجاملات من الكبار للمرشح, وقد حضرت ندوة بمدينة ملوي بمحافظة المنيا, فوجدت الدعاية في هذه المرة تختلف عن السابق, والمرشحون في هذه الدورة من أكبر العائلات ولهم ثقل سياسي. فأغلب الحاضرين هم النخب الثقافية والاجتماعية ومن يبحثون عن برامج جادة وبدون لافتات تذكر, بعكس السابق كان من يحضر من البلطجية والمستنفعين من رجال الحزب الوطني والذين كانوا يتكلفون في تغطية السرادقات والشوارع بمئات اللافتات الكبيرة ويصرفون آلاف الجنيهات. ويقول صلاح يوسف, المرشح فئات مستقل عن الدائرة السادسة عابدين والموسكي وقصر النيل استخدم كل الوسائل الممكنة وأفضل دعاية التي بها تواصل مع الناس المترجلة حينما اتحدث مع من أعرفه وهنا يحدث عملية انتشار من خلال مسيرات ودائما نحرص علي عدم سماع ذكر مقولة فلان مر ولم يسلم علي والمرور علي الناس تقدير لهم وهذا أفضل لتوطيد العلاقة, والميديا الجديدة بعد ثورة25 يناير أصبحت تلعب دورا كبيرا الآن, فرسائل المحمول بعبارات قصيرة عن برنامجي الانتخابي تتكلف حوالي(800) جنيه وهي تعادل ثمن لوحة بنر وأيضا التواصل عبر الفيس بوك له دور كبير ويوفر العديد من الأموال. والانتخابات الحالية ستفرز من لديه برنامج حقيقي ينفع الناس ومن يبحث عن الشهرة فقط.