تقليع أظافر.. صعق بالكهرباء وإغتصاب و كسر وقتل, آهات واسترحام وطلبات نجدة وتكميم أفواه.. كل تلك الصور كانت تجول في مخيلتنا أثناء تلك الليلة في انتظار مقابلة الريس الذي سيقونا الي اوكار مراحات الخطف في بحيرة المنزلة. كنا نتوقف مع كل وصف للتعذيب يذكره أحدنا مدعيا الصلابة والجرأة وعدم الاكتراث بينما كانت فرائصنا ترتعد لمجرد التفكير في هذا الشعور المؤلم. زحام من الافكار وأمواج هائجة من الهواجس كانت تعصف بنا وأبقتنا مستيقظين طوال تلك الليلة التي غلب الادرينالين فيها سطوة سلطان النوم في ليلة باردة.. هواجس كان اخطرها هو تصور ان الريس قد يكون أحد افراد العصابة أو أن يكون فعلا الريس بما يعني شيخ المنصر أو بتفاؤل نتخيل صورة اطلاق النار المتبادل وتلك الوجوه التي قد تكون آخر ماقد نراه بعد ان تغمي عيوننا وتكمم افواهنا..لكن دائما كنا نتغلب علي تلك الصور بتخيل أحسن الاحوال وهو عودتنا.. لكن تغلبت حماستنا للوصول الي خبطة صحفية حتي علي تخيل حدوث مكروه وعودتنا معذبين وبجعبتنا وجبة دسمة من القصص والحكايات.. وربما كان السؤال الاهم والساخر من سيدفع الفدية إن تم اختطافنا؟! ليعيد الينا الابتسامة مرة أخري في ليلة من الانتظار انتهت بصوت الريس في السابعة صباحا ينبعث من هاتفنا أنا مستنيكم بره الفندق..لم يكد يغلق الهاتف حتي كانت اجسادنا قد تراصت داخل سيارته, لم نكترث بتفاصيل وجهه او نبرة صوته او هيئته كما كنا نعتقد اننا سنفعل لنتأكد ان الريس ليس رئيس العصابة, والحق يقال لم يكن مانعنا غير تلك الامطار التي اغرقتنا في المسافة ما بين بوابة الفندق و ابواب السيارة. الأمطار التي تحولت بعد اول خمسة كيلو مترات في طريقنا الي نوة تأرجحت بفعل رياحها اطارات سيارتنا وكدنا نختطف من قبل الموت نفسه مختصرين صور التعذيب داخل بحيرة المنزلة. كان اصرارنا علي استكمال الرحلة مفاجئا للريس الذي بادر بطلب تأجيل الزيارة لأوكار العصابات حتي تهدأ النوة, واضطر للاستمرار في السير حتي اقتربنا من الطريق الدائري الذي كان احد مسارح جرائم الاختطاف في بورسعيد, وهنا تحول الطريق الاسفلتي الي طريق رملي ضحل زاد الوحل من صعوبة السير عليه واقترب مؤشر سرعة سيارتنا من ال30 كيلو مترا في الساعة علنا نتفادي الانزلاق او فقدان السيطرة ورغم ذلك لم يستطع حتي الريس استكمال الطريق وبادرنا انا مستعد امشي يا جماعة بس هانوصل بالليل والله.. خليها بكره او يوم تاني معلهش وأمام النوة استسلمنا لاقتراح العودة وبالفعل خلال اقل من نصف ساعة كنا نضع معداتنا علي ارضية الفندق لترتطم بجانبها أمالنا في الوصول الي وكر الخطف في الملاحات. مر اليوم سريعا وتكرر المشهد مرة اخري في السابعة صباحا بمكالمة الريس.. مستنيكم قدام الفندق وفي كلاكيت لليوم السابق تراصت اجسادنا ولكن هذه المرة داخل ميكروباص وهنا بادرنا الريس وسائقه الحديث الا صحيح يا ريس انتوا بتساعدونا ليه؟! ليبتسم ويجيب سريعا: علشان محدش يقول علي ولاد بورسعيد انهم كلهم بلطجية وقتالين قتلة.. وعلشان احنا ندفع نصف عمرنا ونخلص من البلطجية اللي مش بس بيخطفوا ولادنا ولا بيقتلوهم لكن كمان بيشوهوا صورة ولاد بورسعيد. كانت تلك الكلمات كافية لنطمئن ولو قليلا للرجل, لنتفرغ الي طريقنا الذي كان صامتا حتي وصولنا الي منطقة الكمين وهنا صاح سائقنا شايفين القهوة دي يا اساتذة صاحبها اتخطف وهو قاعد فيها واتطلب فيه فدية, وعلي الكوبري ده بيطلعوا بجذوع النخل او فوق المطب الصناعي ويوقفوا الضحية مشيرا الي كوبري حادوس. لحظات ساعدنا فيها نوم النوة علي الوصول الي المرسي حيث كانت الصواريخ في انتظار تفويلها بالسولار من اجل الرحلة. الصورة علي المرسي أقرب الي الحياة علي نهر الأغواسو بالارجنتين فالاكواخ الخشبية تطفو علي سح المياه القاتمة ويخرج كل منها لسانا إما خشبيا او خرسانيا بمثابة مرسي لقارب كل منزل علقت عليه اطارات السيارات لمنع ارتطام القوارب بلسان الكوخ.. لكن تلك اللحظة التي خرج فيها ذلك الرجل الصاروخ ليطأ ارض المرسي وبالتحديد محطة السولار البدائية فصلتنا عنه موسيقي التانجو المنبعثة من نهر الاغواسو, فالسلاح الآلي الذي حمله وكأنه جاكت أو عصا يتكأ عليها والجربندينة الممتلئة عن اخرها بخزائن الذخائر جعلتنا نعتقد أننا في قلب المكسيك وأمام أحد قيادات مافيا المخدرات هناك. التفت الينا الريس وبنظرة محذرة طلب منا الابتعاد عن الرجل وعدم تركيز اعيننا عليه فقاومنا بصعوبة,واستأننا الريس في التقاط بعض الصور لكنه رفض رفضا قاطعا بنظرة أخري من عينيه أعادت بعض الرهبة الي قلوبنا, وفور نزول الرجل الي الصاروخ انتظرنا قليلا لنبدأ رحلتنا في الدخول الي وكر الاختطاف. وما إن ادار الرجل محرك الصاروخ وبدأنا نتحرك حتي اتخذنا وضعية الرقود في بطن الجسد الخشبي لنتفادي السقوط في المياه, وبعد لحظات وعلي طريقة السناجب بدأنا نطل علي استحياء برءوسنا وصوت الريس ينطلق مازحا متخافوش محدش هايقع اطلعوا, وهنا كنا علي موعد مع جول فيرن رائد روايات الخيال العلمي وبالتحديد روايته20 الف فرسخ تحت الماء, وبدا لنا الريس وكأنه الكابتننيمو. المياه الفضية ترتطم بالقارب وصوت المحرك يصم الاذان, واجسادنا علي الخشبي تتأرجح في مزيج اقرب في وصفه الي ركوب حصان خشبي يسير بسرعة جنونية علي قضبان قطار أجسادنا ترتفع وتنخفض اثر تعرض المركب لمطبات المياه وكأننا علي ظهر فرس عربي وصوت الصاروخ وهو يلطم صفحة المياه أقرب الي تكتكة عجلات القطار علي القضبان. بسؤال مفاجئ وجهه لنا أحدهم أنتوا تعرفوا تعيشوا هنا؟ أنزل خيالنا السارح فيما يحيط بنا من مشاهد سمعنا بها ولم نراها من قبل واستكمل مشيرا الي بعض البيوت داخل الأحراش المنتشرة حولنا قائلا هي دي متواهم ومع التفاتنا جميعا في حركة خاطفة ناحية كتل الغاب البعيدة صاح أحدهم بنا هاتودونا في داهية محدش يشاور ولا يبص كده, الرصاص متعرفوش هجيلنا منين وفي ناضورجية في كل حتة استأذنا الرئيس في التقاط بعض الصور لأوكار العصابات فأجاب باقتضاب بسرعة وماترفعوش ايديكم بالكاميرا فأشبعنا عطش الكاميرا بوجبة من الكادرات التي اختفي فيها البشر وراء سياج من الغاب داخل المراحات وهي البيوت وسط الأحراش والبوص داخل البحيرة كما يطلقون عليه حيث يرتاحون بداخله من عناء الصيد الذي يستغرق أوقاتا كثيرة, لكن أجبرتنا سرعتنا التي تعدت ال90 كيلومترا في الساعة علي متن الصاروخ علي العودة مرة أخري الي وضعية الجلوس داخل بطن الجسد الخشبي بعد أن غمرتنا المياه بل وكدنا نفقد الكاميرا. وأثناء انشغالنا بحماية وجوهنا من رزاز المياه الهائجة حولنا والاطمئنان علي ما حصدناه من تلك المخاطرة قاطعنا أحدهم قائلا:علي فكرة هما أكيد مراقبين الموقف من البداية لكن ما تخافوش وجود حريم معانا في اللانش مطمنهم اننا لا أمن ولا صحافة احنا أكيد ناس أغراب بتزور أقارب لهم هنا. حديثه بعث الينا ببعض الاطمئنان الا أن الموقف برمته أكد لنا أن اللي ايده في المياه.. ومن يري ليس كمن يسمع فقط وجو العصابات الذي نعيشه أثبت أن الأمر بالفعل جد خطير غير أننا سألناه هما عايشين هنا ازاي؟ فقال عايشين عادي جدا فأكلهم وشربهم بيجيبوه باللانشات من المحافظات اللي علي البحيرة سواء بورسعيد أو الدقهلية أو الشرقية أو دمياط وهما عادة ما يكونوا موجودين علي أطراف البحيرة بالقرب من الطريق الدائري وما بيدوسوش جوه المياه الا ساعة البلطجة علي الغلابة بالداخل ولكي يسهل عليهم التنقل من البحيرة الي خارجها والعكس سواء وقت احضار الفريسة التي اختطفوها من برة أو احضار ما يلزمهم من معاش وسلاح وغيره وحتي يمكنهم الهرب بسرعة اذا ما أتت لهم قوة امنية وغيرها ودا قليلا ما يحدث وسرعان ما يعودوا بعد أن يذهب الزائرون من أوكارهم واستكمل دول عايشين حياتهم بشكل طبيعي دا حتي النور جايبين له ماكينات توليد كهرباء منها اضاءة وتليفزيون وغيره ومنها انه نوع من أنواع التعذيب للضحايا من المختطفين بصعقهم في مناطق حساسة بأجسادهم لاطلاق صراخ يسمعونه الي أهلهم خلال الاتصالات التليفونية معهم للتفاوض علي دفع المبلغ المطلوب كنوع من الضغط عليهم للاستجابة بسرعة لمطالبهم حيث غالبا ما يكون ذلك في اتصال مع النساء سواء الأم أو الزوجة. سرت قشعريرة في أجسادنا زادت من احساسنا ببرودة الجو المتقلب حولنا بذكره لمصطلح انواع التعذيب فسألنا بشيء من الدعابة ايه هي بقية الأنواع وبيستخدموها ازاي وامتي علشان نكون مستعدين بس؟ فضحك الجميع وحاول مرافقونا طمأنتنا حيث إننا تحت حمايتهم ومجرد مسنا بسوء لا يمكن أن يحدث وباشارة الي السلاح حيث قام أحدهم بشكل مفاجيء لنا باخراج طبنجة من تحت ملابسه قائلا عيب يا أساتذة ولا حد يقدر يقرب لكم احنا ولاد بلد ودي مسألة كرامة وأنتوا ضيوفنا لغاية ما تخلصوا مهمتكم هنا وترجعوا بالسلامة دا احنا لو نلاقي حكومة صح بتشتغل بما يرضي الله لمصلحة الناس كنا نحاربهم ونقضي عليهم في أقل وقت ممكن لكنهم بيتعاملوا مع من يريد المساعدة بأذي وبطريقة تخليه يفكر ألف مرة ويقول وأنا مالي مليون مرة قبل ما يفكر يساعدهم لأن هيكون نصيبه تلفيق التهم من بلطجة وحيازة مخدرات وسلاح وغيره. لا نخفي أن بداية حديثه سربت الينا بعض الاطمئنان لكن اشارته بالسلاح وبقية الكلام كان باعثا لنوع جديد من الخوف يحذرنا من درجة خطورة ما نحن مقبلون عليه خاصة مع منظر البيوت والعشش وسط الغاب والبوص في الجزر من حولنا والتي تعيدك لمشاهد سينما الأبيض والأسود وعصابات أفلام وحش الشاشة فريد شوقي بينما هو علي قارب ليس بحداثة الصاروخ الذي نركبه متحفزا لملاقاة أفراد العصابة والافراج عن الرهينة بعد قتال يدوي رهيب لا يخلو من أصوات الرصاص.. هنا كنا قد وصلنا لمراحاتهم وبدأنا ننزل من الصاروخ لندخل ونأخذ واجب الضيافة قبل أن نواصل سماع حكايات الاختطاف والفدية والتعذيب من مضيفينا وغيرها مما كنا نعتبره أفلاما سينمائية غير موجودة علي أرض واقعنا حتي بدأنا نرتاح بالفعل ونجد أكواب الشاي الساخنة في طريقها لأيدينا الباردة وأجسادنا المرتعشة بعد رحلة الملاحات المثيرة ودار الحديث علي أصوات طهو الطعام بجانبنا فأدركنا أن هناك بالفعل مجتمعا ببيوت وحياة وليس مجرد أوكارا للمجرمين والخاطفين وبدأ أحد مرافقينا كلامه قائلا: قولنا الثورة قامت والمهزلة هتروح لكن دا محصلش والمجرمين اللي الحكومة بتبقي نازلة لهم حملات بيكونوا عارفين وقاعدين يتفرجوا علي الكباري ويراقبوا الوضع وبيراسلوا بعض بالتليفونات المحمولة بعد ما بيكونوا نقلوا أشياءهم لأماكن أخري بناء علي تنبيه واشارة من بعض أفراد القوة أو العاملين في المديرية بما سيحدث بعدها بيكون اذاهم أشد علي الناس الغلابة في المراحات اللي بيطلعوها وينزلوا منها الماشية وكل ما تقع عليه أيديهم بالقوة أمام أعين أصحابها علشان كدة لازم نكون مأمنين نفسنا كويس.. أيوة عندنا سلاح واذا ماكانش كده هاضيع وأموت أنا وأولادي لأن المجرمين دول مش هايسيبوني لكن السؤال أنا بجيب السلاح دا منين ومين اللي بيبيعهولي ومين اللي سمح ان دا يحصل في البلد وبعدين احنا بنبات هنا كتير علشان اكل عيشنا وبنفضل طول الليل صاحيين نحمي مراحاتنا من وجودهم حوالينا لأنهم بيضربوا صايب علطول يعني ضرب موت مش تهويش ولا صوت ومعاهم مدافع جرانوف وضرب النار بيبقي زي فرح العمدة والناس بتشوف دا وعارفة لكن هاتعمل ايه بلغ من هنا للصبح مين هيسمعك ومين هايحميك؟. بدهشة ارتسمت علي وجوهنا لم نجب فالتقط آخر طرف الحديث مستكملا جميع أنواع السلاح موجودة في مصر دا فيه سلاح شيشاني وأرميني وبلاوي زرقاء كتير ولو أنتو عايزين تنضفوا البلد بجد لازم تبدأوا بالحدود اللي بيدخل منها كل شييء علشان قبل ما تسد الحنفية من تحت لازم تدور علي المحبس من فوق وبعدها اذا الشرطة اتفقت مع الصيادين في البحيرة واتعاملت معاهم كويس الدنيا هنا هتنضف ونكون احسن ونعيش حياتنا مرتاحين لان البلطجية هنا عددهم محدود نحو15 واحدا فقط ومالهمش غير اماكن معروفة وواضحة بس فين اللي يلمهم بجد واحنا نساعدهم علي كده؟ للاسف الشرطة في القري والاماكن البعيدة ملهاش امان والبلطجية والحرامية معاهم السلاح واللانشات اللي هما أصلا سارقينها في حين اننا نتكلف الماكينة الصاروخ نحو40 ألف جنيه والقارب2000 جنيه وبرضه مش زي اللي عندهم. حكي شقيقه احد المجرمين الهارب من احكام بالسجن25 عاما قام بخطف شخص وحصل من اهله الاغنياء علي فدية600 الف جنيه والدنيا كلها عارفة وبعد القبض عليه بأيام وجدناه يسير بخيلاء بين الناس وغيره وغيره وبعد كل حملة نقول خلاص هنرتاح من المجرمين المعروفين للكثيرين هنا ولو حتي شوية لكن ايام ونلاقيهم بيشيلوا أسلحتهم علي أكتافهم كأنهم شايلين قصافات أظافرهم بين الناس ولو بلغنا سيتم اعتقالنا لأن الحكومة علي وضعها القديم ولو مش مصدقين تعالوا اتفرجوا وبيتعاملوا من بعيد من غير ما يشوفوا حاجة سواء وزير الداخلية أو مدير الأمن أو حتي أعضاء مجلس الشعب احنا عايزين لجنة حقوق انسان بجد تيجي وتشوف حياة الناس المعرضة طوال الوقت للخطر هنا بدل ما بييجوا يزوروا المكاتب ويشربوا القهوة ويمشوا وعلشان تعرفوا خطورتهم فلولا ما حدث في ماتش الاهلي الشهير لكنا نفذنا الخطة التي كان قد تم وضعها بالاتفاق مع مدير الأمن السابق وكنا هنبقي قدامها ندل أفرادها بشكل سريع ويتم القبض عليهم جميعا لأن في اماكن محدش بيدل عليها ومفيش غير الأهالي اللي يعرفوها. سألنا هل هي عصابة واحدة أم عصابات؟ وهل الزعيم واحد أم أن هناك أكثر من زعيم؟ وجاءتنا الاجابة مفاجئة فقالوا جميعا في نفس الوقت تقريبا عصابات لكن كلها بيحركها زعيم واحد شبه معروف بين الناس ومن رجاله من يكونوا موجودين بين الناس التي تقوم بالوساطة معهم لتقليل مبالغ دفع الفدية كما أنه قد يتم بيع الضحية أكثر من مرة بين التشكيلات العصابية لضمان الحصول علي أكثر من مبلغ من الأهالي الاثرياء ووصل الأمر الي أنهم قاموا ذات مرة بقتل الضحية اثناء تمثيلية صراع بين عصابتين إحداهما يسلم للثانية وهكذا حتي يكون درسا قاسيا لاهالي المخطوفين فيما بعد فيستجيبوا سريعا لتوسلات ابنهم أثناء تعذيبه. عن التعذيب ووسائله كانت قصص وروايات حكاها الجميع فيما بينهم وكأنهم يسردوا فيلما من أفلام سينما لم نكن نتوقع وجودها واقعيا في بلادنا فبدأ احد مرافقينا قائلا كل ما تتخيلوه أو لا تتخيلوه من طرق ووسائل التعذيب التي تتمحور حول الاهانة يحدث للمخطوفين, فبداية من اطفاء السجائر في أجساد الضحايا وحتي القتل مرورا بالاغتصاب وخلع الأظافر يتفننون في ممارسة أبشع أنواع التعذيب التي كنا نتخيل أنها تحدث في سجون الصهاينة فقط لدرجة أنه عندما حاول تاجر من دمياط طلبوا منه فدية لاطلاق سراح ابنه تقليل المبلغ من500 ألف جنيه الي300 ألف جنيه أخبروه بأنهم موافقون وسوف يقطعون ذراعا ورجلا منه مقابل تخفيض المبلغ وقبلها كان تاجر كبير قد رفض دفع فدية لابنه فأرسلوه له بالشورت بعد خلع أظافره. .. هنا نهض أحدهم فجأة قائلا:يلا علشان ما ياخدناش الوقت في الكلام نروح ناخد جولة علي الطبيعة من بعيد لأوكارهم, ولم ننتظر حتي يكمل حديثه وكنا في قلب الصاروخ نجوب بحيرة المنزلة ونستبق الوقت لالتقاط اقرب الكادرات لأوكار العصابات ومخازن الغنائم التي ادهشتنا بوجود مواش وابقار بها, ولم نكد نكمل حديثنا حتي ظهر في الافق أحد الصواريخ التي جعلتنا نلوذ بالفرار دون حتي ان نفكر في العودة للمرسي, فقد أمر الريس بالتوجه مباشرة الي بورسعيد ليلقي بنا علي الشاطئ وهناك نستقل تاكسي الي الفندق وبجعبتنا حصاد الخطف في الملاحات.