كلمات رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا في في افتتاح القمة العربية في سرت عندي قد تكون أهم من كلمات كثير من القادة العرب. الزعماء الاتراك تعودوا ان يزنوا كلماتهم قبل ان تخرج من أفواههم. الزعماء العرب يطلقون كلمات كالطلقات لكن لا وزن لها. تركيا طرف بالغ الاهمية في المنطقة.. اهتمامها بالانفتاح علي العالم الاسلامي والعربي له دلالات لها علاقة بالمصالح التركية. الاتراك يوجهون رسائل الي الاتحاد الاوروبي بأنهم قادرون بحكم التاريخ والجغرافيا علي ان يحلوا معضلات الغرب مع العالم الاسلامي. تنشيط الدور التركي لم يأت من فراغ. تركيا ترغب في ان تتمتع بكامل عضوية الاتحاد الاوروبي.. هناك عوائق تحول بينها وبين العضوية الكاملة.. هناك اعتراضات من بعض الاعضاء.. هم يرون انها لا تنتمي الي الحضارة المسيحية الغربية الاوروبية.. قالها بشكل واضح الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان. اردوغان وصف اعتبار اسرائيل القدس عاصمة موحدة لها بالجنون. كلمات قوية يحمل مضمونها ان تركيا رغم علمانيتها ما زالت بلدا اسلاميا ولن تسكت علي ضم القدس. لقد سبق لاردوغان ان لقن الاسرائيليين درسا في الدبلوماسية حينما اساءت تل أبيب التعامل مع السفير التركي لدي اسرائيل. الاتراك قوة اقليمية مهمة. تركيا عضو في حلف الاطلنطي انقرة لديها قوة عسكرية لا يستهان بها. هي لا تهدد باستخدامها.. لكنها تلعب أوراقها بمهارة شديدة هي ترسخ مكانتها الاقليمية لصالحها وليس لصالح أي طرف آخر. اضطر بان كي مون الي تهدئة الزعماء المجتمعين في قمة سرت بليبيا. اسرائيل لن ترتدع إلا بدخول أطراف أخري علي ملف القدس قد يكون الاهتمام التركي خيرا وبركة للعرب حتي ولو كان هدفة المصالح التركية. المصالح تتلاقي وقد يكون من صالح العرب المزيد من التنسيق مع الطرف التركي في اللحظة الراهنة. [email protected]