تعهد مجلس الشوري في أولي جلساته بعد الثورة بأن يكون وفيا لمبادئ ثورة25 يناير وحارسا علي أهدافها من أجل بناء مجتمع الحرية والعدالة وتحقيق كرامة الانسان. جاء ذلك في كلمة الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري والذي تم انتخابه في جلسة إجراءات أمس باغلبية175 صوتا بعد وجود اصوات باطلة ولم يترشح احد لمنافسته. وقال اننا سنواصل الجهود للثورة حتي تحقق كل اهدافها في اجتثاث جذور الفساد ومطاردة فلول النظام البائد والمحاكمة الناجزة العادلة لرموزه وكل الفاسدين فيه والقصاص من قتلة الثوار. وقال فهمي أتوجه باسمكم جميعا الي الله تعالي وأدعوه أن يتغمد شهداء الثورة الابرار بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. كما أتوجه باسمكم بخالص العزاء لأسر الشهداء وذويهم, داعيا المولي عز وجل أن ينزل عليهم السكينة وصبر المؤمنين. وأتوجه الي مصابي الثورة بخالص التحية ضارعا الي الله تبارك وتعالي أن يتم عليهم الشفاء والعافية وأن يثيبهم خير الجزاء علي ماقدموا للوطن من تضحيات في مواجهة قوي البطش والطغيان. ونؤكد لهؤلاء وأولئك أن القصاص لهم ورعاية أسرهم وأشخاصهم هو علي رأس أولويتنا وبمشيئة الله وفضله لن تضيع تضحياتهم هباء وإنما ستظل هذه الثورة مستمرة حتي تتحقق مطالبها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وقال اوجه تحية لقواتنا المسلحة الباسلة وللمجلس الاعلي للقوات المسلحة التي انحازت للثورة ولجماهير شعبنا في مواجهة بطش وإرهاب النظام البائد.. وكانت كالعهد بها دائما سيفا ودرعا يحمي الوطن ويذود عن شعبه ويصون استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه. وتحية أيضا لرجال الشرطة المصرية علي جهودهم الدائبة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في ربوع الوطن واستعادة الثقة بين الشعب وجهاز الأمن بوصفه الحارس الأمين علي مصالح الوطن ومقدراته. واضاف إن من حسن الطالع أن يجيء اجتماعنا اليوم متزامنا مع ذكري يوم هام في تاريخ مصرنا الغالية يوم صدور تصريح28 فبراير سنة1922 الذي تضمن أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وشرعت هذه الدولة وقتئذ في إقامة الدولة الحديثة بوضع دستور هو الاول فيها دستور1923 وبين جنبات مجلسكم اجتمعت لجنة الثلاثين لوضع ذلك الدستور. قال وها هو الزمان تدور دورته ونجتمع اليوم بعد ثورة25 يناير الثورة الشعبية العظيمة التي أذهلت العالم وشهد لها بنبل مقصدها وسمو مسلكها وسلمية وسائلها التي شارك فيها الملايين من أبناء مصر الشرفاء الذين ثاروا علي الظلم والفساد ومازالوا يصرون بثورتهم علي اقتلاع جذور وأعوان النظام البائد وعلي المضي قدما نحو البناء والاستقرار والأمن والنماء. واضاف أحمد الله تبارك وتعالي أن وفق شعب مصر العظيم بانتصار ثورته المجيدة وإندحار دولة الفساد والبغي ثمرة كفاح امتد عقودا طويلة عاني خلالها شعب مصر ومجاهدوها من عسف السلطة وبطش نظام غرق في الفساد وبدد ثروات البلاد وزور إرادة الامة وفرط في حقوق سيادتها واستقلال قرارها. واليوم يشهد مجلسكم الموقر لحظة فارقة في تاريخ المؤسسة التشريعية بانعقاد أولي جلساته ومصر تدخل عهدا جديدا صاغته إرادة الجماهير ودفعت من دم زهرة أبنائها ثمنا غاليا في سبيله من أجل بناء مجتمع الحرية والعدالة والكرامة. وأوضح ان انعقاد هذه الدورة يأتي غداة انتخابات طالت غرفتي البرلمان علي أسس جديدة من النزاهة والشفافية لم نعهدها في اي انتخابات تشريعية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. وفي ظل مشاركة جماهيرية متميزة فجاءت معبرة عن نبض الجماهير ومجسدة لتطلعاتها في بناء غد مشرق بالحرية والديمقراطية والعدل غد تحشد فيه الطاقات وتعبأ من خلاله جميع الامكانات لبناء وطن قوي عزيز يجدد روح الامة يوثق عراها بقيمها وتراثها وأسس شرائعها وينطلق بها في إطار التوافق والوحدة نحو بناء مصر الناهضة القوية العزيزة مكرسا لاسس المساواة بين كل المصريين داعما لتكافؤ الفرص بين الجميع معززا لقيم المواطنة والانتماء. وقال أتوجه بالشكر الي السادة المستشارين الاجلاء رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات وكان يسعدنا تشريفهم لولا ارتباطهم بعمل قضائي عاجل والي السادة الاجلاء القضاة الذين اشرفوا علي العملية الانتخابية.. بكل الحيدة والنزاهة والتجرد.. كما أتوجه بخالص الثناء والتقدير لافراد وضباط القوات المسلحة ولرجال الامن المصري علي دورهم المتميز في تأمين العملية الانتخابية وتنظيم مسارها حتي أتت علي النحو المشرف الذي كان محل تقدير وإشادة للجميع. واضاف: نعاهد شعبنا أن نكون أوفياء لمباديء ثورة25 يناير المجيدة حراسا علي أهدافها حريصين علي حشد الجهود من خلال توافق وطني واسع ومانملكة من قواسم سياسية وفكرية مشتركة لبناء مصر الحديثة ولتحقيق الاماني التي ضحي من أجلها شهداء الثورة بأرواحهم ودمائهم الزكية الطاهرة. وقال إننا بصدد دورة برلمانية جديدة تكتسب أهميتها من كونها نقطة إنطلاق جديدة للمؤسسة التشريعية بمجلسيها ونحن علي أعتاب عهد جديد صاغته إرادة الجماهير ودفعت من دم أبنائها ثمنا غاليا من أجل بناء مجتمع الحرية والعدالة وتحقيق كرامة الانسان الذي كرمه الله ولقد كرمنا بني آدم.. عهد إقامة قاعدة صلبة لنهضة اقتصادية وعلمية واجتماعية شاملة تكفل العدالة الاجتماعية لكل المصريين وتؤمن لهم العيش الكريم وتتصدي لمشكلة البطالة.. وتوفر المسكن المناسب لكل مواطن.. تعزز جهود إصلاح التعليم وتتيح خدمات صحية متكاملة لكل أبناء الوطن وتحارب الاحتكار واستغلال النفوذ والتلاعب بالاسعار والاسواق وتنقي منظومة التشريعات من قوانين معيبة شجعت قبل ذلك علي الفساد والافساد والظلم والاستبداد وسوء استخدام السلطة وتغول السلطة التنفيذية علي السلطة التشريعية والقضائية. وأكد اننا سنواصل ثورتنا حتي تتحقق كل اهدافها في اجتثاث جذور الفساد.. ومطاردة فلول النظام البائد والمحاكمة الناجزة العادلة لرموزه وكل الفاسدين فيه والقصاص من قتلة الثوار وبناء دولة العدالة وسيادة القانون الدولة المصرية الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة التي تحقق طموحات وآمال الشعب المصري وتحظي بإحترام العالم من خلال منظومة علاقات دولية متوازية تقوم علي تحقيق المصالح المشتركة وإعلاء قيم السلام العادل والشامل لكل شعوب العالم. وأتوجه بخالص التهنئة للسادة أعضاء مجلس الشعب وللاستاذ الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس المجلس وللاخوين وكيلي المجلس الاستاذ أشرف ثابت والاستاذ محمد عبدالعليم داود علي ثقة الاعضاء. ونجدد العهد مع شعبنا.. أن نواصل الجهد.. في منظومة متكاملة مع مجلس الشعب في سبيل الارتقاء بأدائنا التشريعي وفاء لامال وتطلعات شعبنا وتكريسا لقيم وأهداف ثورتنا المجيدة. وقال إنني اذ اشكر لكم ثقتكم الغالية بانتخابي رئيسا للمجلس.. أعاهدكم أن أكون علي مسافة واحدة من الجميع لاتمييز بين أغلبية ومعارضة ومستقلين داعما للديمقراطية الممارسة ملتزما بعدالة الاداء.. حريصا علي القيم البرلمانية الرفيعة.. بما يتناسب مع جسامة المسئولية ومتطلبات المرحلة وآفاق الطموحات وفي إطار من إحترام الدستور والقانون واللائحة. وكما أتوجه بالتحية والتأييد للشعب السوري الشقيق في ثورته ضد النظام الظالم الذي يمارس كل أنواع البطش والقتل لابناء هذا الشعب العظيم. ونحن علي يقين من أن إرادة الشعب السوري ستنتصر بإذن الله لينال حريته ويقتص من الحكام الظالمين.