لم يخطئ عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عندما حمل في كلمته أمام الجمعية العمومية للكاف الإعلام جزءا من المسئولية عن المجزرة التي شهدتها مدينة بورسعيد بعد لقاء الأهلي والمصري.. فهو قال الحقيقة المؤلمة التي تؤكد أن الإعلام الفضائي عندنا انحرف عن الرسالة الحقيقية والأساسية وبدلا من أن يسكب الماء علي نيران التعصب الأعمي إذا به يشعلها نارا سواء عن جهل أوعن تعمد أو بهدف المصلحة, والسبب بالطبع الإدارات في الأندية والاتحادات التي صنعت بلطجية ومأجورين تحتمي خلفهم وتستعملهم كيد باطشة ضد من يخالفهم الرأي ودفعوا لهم وراعوهم حق رعاية وكله علي حساب صاحب المحل! وهم المسئولون أنفسهم الذين تداخلوا مع الفضائيات بشكل غريب ومريب, وخلطوا بين العمل التطوعي وبين تقديم البرامج والتحليل, فأصبح في يدهم السلاح الذي يدافعون به عن جرائمهم وتجاوزاتهم, وعاشوا في أمان بعد أن علت أصواتهم بالباطل, بل أصبحت هذه الفضائيات وسيلة للتشويش علي الحقائق ونشر الأكاذيب, إضافة إلي فتح أبوابها للمتعصبين الذين أفسدوا الحياة الرياضية بكاملها! وما مذبحة بور سعيد إلا نتيجة طبيعية لحالة الفساد الشاملة التي ضربت الجسد الرياضي من القمة إلي القاع.. وما القتل الوحشي لشباب في عمر الزهور إلا نتيجة تداخل العديد من العوامل مع المؤامرة بالطبع, في مقدمتها التعصب الشديد, والإصرار علي إقامة مباريات ذات حساسية جماهيرية دون وجود أمني كامل! وما زال الأهلي يصر علي السير ضد التيار الثوري في مصر ويدير الأمور من منظور نظام انتهي عصره وولي ولن يعود مرة أخري.. فلم يعترف مسئولوه بعد بأدب الاستقالة ويحرصون علي تقديم الهبات وعقد الاجتماعات واستقبال المتبرعين دون أدني تقدير للقلوب المحروقة لأسر الشهداء الذين رفض بعضهم العودة للماضي وقبول الإعانات التي يجمعونها من هنا وهناك تحت اسم الأهلي وجماهيريته بلا خطوة حقيقية نحو الإصلاح الذي لا شك يبدأ بالقصاص.. وإذا لم يحدث هذا بأسرع ما يمكن لا شك ستستمر دماء أولادنا تسيل في المدرجات وجثثهم تحرق في الشوارع!