العراق واحدة من الدول القليلة في العالم التي يثير اسمها لبسا نحويا لطيفا, يحبه العراقيون, فعادة ما تستخدم كل أشكال التأنيث مع الدول باعتبار أن كلمة' الدولة' مؤنثة, لكن في حالة العراق تبدو المسألة مختلفة, فعلي الرغم من أنها أيضا دولة, إلا أن وقع الاسم جعل من الممكن أن تستخدم صفات' التذكير' , وفي عهد الرئيس السابق صدام حسين تم الضغط بشدة علي تلك المسألة في الكتابة والأغاني والخطب السياسية, علي طريقة' الأشاوس' و'الماجدات', ولابأس في ذلك علي الإطلاق, ولابأس أيضا من أن يعود كل ذلك, طالما ستعود الدولة العراقية إلي استقرارها وتوازنها, الذي سيمثل قوة لها, وقوة للآخرين. المشكلة التي شهدها الجوار العراقي في الفترة الماضية, هي أن سلوك عراق صدام حسين, قد خلق شعورا بالتهديد لدي كل الدول المحيطة به, مثل إيران والكويت وسوريا والسعودية, وحتي الأردن وتركيا, وهناك من المؤشرات المحددة مايؤكد أن كثيرا من تلك الدول قد عمل فعليا علي تسهيل قيام القوات الأمريكية بإسقاط النظام العراقي عام2003, ربما باستثناء تركيا التي تحسبت للمستقبل, ولم تسمح لإحدي الفرق الأمريكية القوية بالتحرك من شمال العراق, وكانقديرات الجميع تقريبا تصب في خانة أن انهيارا شاملا لن يحدث, ماعدا تقديرات مصر, أو الرئيس مبارك تحديدا, بالمناسبة. القصة بعد ذلك مثيرة, فبعد انهيار الوضع الداخلي, سادت نظرية تقرر أن دول الجوار الجغرافي للعراق تريده دولة ضعيفة, لكن مستقرة, فلايوجد من يمكن أن يحتمل انتقال مشاكل العراق إليه أيضا, لذا تدخل الجميع فيه, والآن يتقدم إياد علاوي الفائز في الانتخابات العراقية, لدول الجوار بالشكر علي عدم تدخلها في الانتخابات الأخيرة, والآن تحتفل مناطق السنة بفوز أحد العراقيين بصرف النظر عن مذهبه, لأنه عراقي مدني, ولاأقول قومي أو وطني, والآن يحتج نوري المالكي علي نتائج الانتخابات العراقية, لكنه يتقدم بطعنا وفقا للدستور, ولايقوم بشئ آخر. إن تطورا كبيرا يجري داخل العراق, ويمكن أن يقود إلي استقراره سياسيا, ثم استقراره أمنيا, ثم هدوئه اجتماعيا, ليعود العراق, سواء كان بصيغة المذكر أو المؤنث, إلي نفسه, ولن يطالبه أحد الآن بأن يكون' بوابة شرقية' أو شمالية شرقية, أو غيرها, فالمهم فقط أن يستقر, فأبناؤه لايستحقون ذلك التشالذي جري لهم خلال السنوات السبع الماضية, ولديهم من الموارد مايمكنهم من العودة إلي الحياة الطبيعية بأسرع مما يتصور, وهناك رجلان فقط داخله يمكن أن يقودا شعبه في هذا الاتجاه, مع كل الشكر لدول الجوار لو اهتمت بشعبها هي أو' هو' لو كانريد. [email protected]