سأبدأ من حيث انتهي مسئولو النادي الأهلي في تصريحاتهم الأخيرة وما أكثرها هذه الأيام والسبب معروف طبعا حيث قالوا: عضو الجمعية العمومية يعي تماما مصلحة ناديه فهو يعرف الفارق بين صاحب المصالح والأهواء الشخصية, وبين من يخاف علي مصلحة ناديه.. والرهان علي ثقافة ووعي الجمعية الحريصة علي استقرار ناديها.. وهو كلام جميل لو تعدي حيز القول إلي الفعل والتنفيذ, ولكن ما هي مصلحة أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي العريق- وهم من صفوة هذا المجتمع ويديرون العديد من هيئات الدولة المختلفة- في أن يمكث مجلس إدارة بدون حد أقصي, وهم الذين ثاروا في وجه نظام جلس علي قلوبنا30 عاما وكان يريد أن يزيد ويورث.. وما هي المصلحة في أن تبقي مجموعة تدير النادي مدي الحياة بعد أن أرسي الراحل صالح سليم مبادئ تسير بها السفينة دون أن يهزها إلا انحراف الإدارة بالدفة في بعض القضايا والصفقات.. وهل عجز الأهلي الذي يمثله كل طوائف المجتمع بكوادرها وخبراتها وثقافتها أن يقدم للجمعية العمومية مجلس إدارة قادرا علي أن يتولي المسئولية.. أم أنهم يريدون أن يصوروا للناس مثل النظام المخلوع أنهم إذا رحلوا سيسقط الأهلي, وستفتح الأجندات الخارجية, وستعم الفوضي ؟! إن أعضاء الأهلي الذين ثاروا في وجه الظلم والفساد في بر مصر لا يمكن أن يكون لهم موقف متناقض من ناديهم, وينتصروا للحكم طويل الأجل, إلا إذا كانت القلة التي سيكتمل بها اجتماع الجمعية العمومية الطارئة اليوم مكلفة بأن تنتصر لأعضاء المجلس الحالي الذي يحول بند الثماني سنوات دون استمرارهم بعد الدورة الحالية, وهو اتجاه بالتأكيد لا يعبر عن رأي الجمعية العمومية بكامل هيئتها! وإذا كنت أقر بأن الجمعية العمومية العادية هي الجهة المشرعة وصاحبة الحق الأصيل في تقرير مصير ناديها فيما يخصه وحده من شئون داخلية, إلا أن صدور موافقة من2000 عضو علي إلغاء شرط الثماني سنوات يعني إلغاء حقوق الجمعيات العمومية لكل الأندية المصرية وإلا أقررنا بحق كل جمعية عمومية في أن تضع لنفسها لائحة تفصيل.. فإما تقول الجمعيات العمومية رأيها مجتمعة.. أو اللجوء لقانون جديد, وهو بالتأكيد لن يخرج عما حدده لرئيس الجمهورية في عهد الحرية التي لا يريدونها!