في سرادق العزاء وهو يبكي والده متظاهرا بحالة انهيار قال له: أخدت كام يا منتصر.. فتواري بوجهه خجلا مكتفيا بالإشارة بأصبعيه وعلامة الاثنين قائلا بصوت خفيض:2 مليون جنيه.. فما كان من محدثه إلا أن صفعه بقوة علي وجهه بعد أن عرف حجم الجريمة التي ارتكبها ونال رشوته عليها.. فرد عليه قائلا: البقية في حياتك يا أدهم.. مشهد عظيم ورائع للفنانين أحمد عز وخالد صالح في فيلم ملاكي إسكندرية.. وهو ما لا يعترفون به في فيلم ملاكي مصر الذي يقوم ببطولته مجموعة من الذين استمدوا قوتهم من رموز النظام السابق فعاثوا في المجال الرياضي فسادا.. ويريدون لكلمة الحق أن تتأخر أو تؤجل أو حتي لا تقال من الأساس! فإذا قامت الشرطة بتفتيش بيت مسئول ولو حتي خارج الحدود المصرية بعد اتهامات بتقاضي رشوة مقابل بيع حقوق البث لشركة معينة قالوا: ليس هذا وقته.. ولماذا النشر في هذا التوقيت وهو يأخذ واجب العزاء في زوجته.. وإذا طالت الاتهامات عضو مجلس إدارة بتقاضي عمولة في صفقة مشبوهة لشراء لاعب أجنبي.. عينوه في البعثات الرسمية, وأوقفوه أمام الكاميرات في اتفاقيات التوأمة, وقالوا: إنه ليس وقت فتح الملف لأن والده في فراش المرض! ولا أعرف لماذا يصرون علي أن يحشروا قضايانا الكبيرة في خنادق صغيرة يلعبون فيها علي أوتار إنسانية استمالة لهذا أو ذاك, أو تمييعا للقضية وحفاظا علي أنفسهم وضمانا لأصوات انتخابية.. هل من الطبيعي أن يكون المتهم في قضية رشوة وتقاضي عمولة في أمان لمجرد أنه يمر بظروف إنسانية.. هل هذه هي العدالة التي يجب أن يراعوها.. وهل من الشفافية والنزاهة والحيادية حماية من انحرف وفضح النادي أو الاتحاد الرياضي الذي يمثله.. فلو لعبنا علي وتر ظروف المتهمين لخلت السجون.. لما تأخذنا شفقة بمن أفسد وخرب.. وهم لم يراعوا ضمائرهم ولم يخجلوا عندما أخلوا بالشرف والأمانة ؟! [email protected]