كشفت التقارير الدولية عن أزمة حقيقية يواجهها العالم بسبب تلوث المياه خاصة في المناطق الفقيرة حيث تسهم تلك المياه الملوثة في وفاة قرابة2.2 مليون شخص سنويا جراء الإسهال الذي تسببه المياه غير المأمونة وسوء النظافة الصحية. كما تفتك الأمراض الناجمة عن رداءة نوعية المياه بنحو1.8 مليون طفل, تحت سن الخامسة, سنويا, حسب التقرير, ومن بين تلك الأمراض الكوليرا والتيفود كما ان هناك800 مليون شخص ما زالوا يفتقرون الي المياه النظيفة. وذكرت وكالة أنباء( شينخوا) نقلا عن تقرير صادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة أن المياه الملوثة تفتك بالناس بشكل يفوق أشكال العنف قاطبة بما في ذلك الحروب. و أنه في بداية القرن الواحد والعشرين, سيواجه العالم أزمة مياه, من حيث الوفرة والنوعية, جراء اتساع رقعة المدن بسبب النمو الديموغرافي, والتصنيع, وأساليب إنتاج الغذاء, وارتفاع المستويات المعيشية وضعف إستراتيجيات استخدام المياه. كذلك ستكون للتغيرات المناخية لا سيما ارتفاع درجات الحرارة وتغير منسوب الانهار, أيضا تداعيات علي نوعية المياه. بحسب التقرير, يتسرب يوميا مليونا طن من المياه الملوثة وغيرها من السوائل إلي المياه الباطنية. وفي الدول النامية, هناك أكثر من90% من مياه الصرف الصحي و70% من النفايات الصناعية غير معالجة تسكب في المياه السطحية. وقال أكيم شتاينو, وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة: إذا أراد العالم الازدهار.. ناهيك عن البقاء علي قيد الحياة علي كوكب الأرض, الذي يحتضن6 مليارات نسمة, سترتفع إلي9 مليارات نسمة بحلول2050, فنحن بحاجة لأن نكون أكثر ذكاء في طريقة إدارة النفايات بما في ذلك مياه الصرف الصحي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة, إن هذه الوفيات عار يصم جبين البشرية وعامل يقوض جهود كثير من البلدان في سبل تحقيق تنميتها بمداها الكامل. وأشارت( شينخوا) الي ان اجتماعا وطنيا بشأن المشروعات المائية اكد ان الصين تدفع حاليا و بصورة مستقرة تنفيذ المشروع العلمي والتكنولوجي الرئيسي الخاص للمعالجة والسيطرة علي تلوث المياه ولذلك ستركز الصين علي تحقيق مجموعة من التكنولوجيات الاساسية الخاصة بالوقاية وعلاج تلوث المياه بغية تقديم دعم تكنولوجي لتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات وتحسين جودة البيئة المائية في احواض الانهار الرئيسية. ودعا بيان صدر عن اجتماع لمجلس الدولة عقد برئاسة ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الي تحسين جودة مياه الشرب في المناطق الريفية والحضرية وتحسين معالجة تلوث المياه والهواء في المنطقة, ومعالجة المخلفات الصلبة علي نحو ملائم, وتشديد الرقابة علي إدارة التربة حيث يعتبر هذا المشروع من بين16 مشروعا وطنيا رئيسيا للعلوم والتكنولوجيا ويهدف الي تقديم دعم تكنولوجي شامل للبلاد من حيث المعالجة والسيطرة علي المياه الملوثة, ويغطي المشروع البحيرات والانهار ومياه الشرب والمراقبة والسيطرة والانذار المبكر والسياسة الاستراتيجية. وتستمر مدة تنفيذه13 سنة من2008 الي2021. و في السياق ذاته كشفت وكالة تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أن نحو ستة ملايين نسمة من الشعب العراقي يشربون مياه غير صالحة للشرب. وأوضح التقرير أن واحدا من أصل خمسة عراقيين لا يمكنه الحصول علي مياه الشرب وخصوصا في المناطق الريفية وأن نصف مليون طفل يستخدمون مياه الأنهر أو الجداول في حين يستخدم غيرهم آبارا مكشوفة أو صهاريج المياه مما يؤدي إلي تفشي الأمراض الناجمة عن تلوث المياه. وأضاف أن العراق يواجه صعوبات في التوصل إلي تزويد91% من المنازل بمياه الشرب بحلول عام2015, لافتا إلي أن نصف كميات المياه تضيع هدرا بسبب تقادم البني التحتية والتسريب وسوء التوزيع. وأضاف تقرير دولي انه علي مدي العقد الماضي, ارتفع عدد سكان المناطق الحضرية الذين لا يوجد صنبور مياه في منازلهم أو في الجوار المباشر إلي ما يقدر ب114 مليون نسمة, في حين زاد عدد الذين يفتقرون إلي إمكان الانتفاع بأبسط المرافق الصحية الأساسية بمقدار134 مليون نسمة. وخلفت هذه الزيادة البالغة نسبتها20% أثرا ضارا هائلا علي صحة البشر وعلي الإنتاجية الاقتصادية: إذ أصبح الناس مرضي وغير قادرين علي العمل. وأضاف التقرير ان التحديات المرتبطة بالمياه تتجاوز مسألة الحصول علي المياه ففي كثير من البلدان, تنقطع الفتاة عن الدراسة رغما عنها لعدم توافر مرافق صحية, وتتعرض النساء للتحرش أو الاعتداء لدي نقل المياه أو استخدام المراحيض العامة وعلاوة علي ذلك, كثيرا ما لا يتاح خيار آخر أمام أشد أفراد المجتمع فقرا وضعفا سوي شراء المياه من باعة غير نظاميين وبأسعار تعلو, فيما يقدر, بنسبة تتراوح ما بين20 و100% عن الأسعار التي يدفعها جيرانهم الأكثر غني, الذين يحصلون في منازلهم علي مياه الأنابيب في المدن. إنه واقع لا يمكن تحمله; بل هو غير مقبول. وستحتل المشاكل المتعلقة بالمياه مكانا بارزا في مؤتمر الأممالمتحدة المقبل للتنمية المستدامة المزمع عقده في ريو دي جانيرو في عام2012.