رغم أن التحكيم هو أهم عنصر من عناصر كرة القدم وبدونه لا تقوم للعبة قائمة إلا أنه لا كرامة للحكام بيننا, فهم عندنا ليسوا أكثر من حيطة مايلة يوجه لها الفاشلون سهام النقد, وتتعرض لهجوم الفاسدين الذين يضربونهم بالسيوف المسمومة.. هم باختصار طوق النجاة لكل مدرب عاجز ورئيس ناد متورط ولاعب ليس عنده ما يقدمه.. كلهم يهربون من مطاردة الجماهير بإلصاق كل الخطايا بحكام لا ذنب لهم إلا أنه حكم عليهم بمجموعة من العواجيز يديرون اللجنة الرئيسية, واتحاد كرة لا يسأل فيهم ولا يحميهم ولا حتي يكفيهم مذلة السؤال, وكل الذي يفعله أنه يستغلهم في لصق إعلانات الرعاة دون أن يكون لهم نصيب فيما تدره من أموال علي طريقة الفقراء الذين يمرون علي حوانيت الفاكهة فلا يأكلون منها إلا بأعينهم! الكل الآن يتبرأ من أخطاء الحكام, والأندية كبيرها وصغيرها تحملهم ما لا طاقة لهم به, واللجنة لا ترحمهم وتبيعهم في أقرب محطة, والنقاد الذين كانوا في يوم من الأيام أساتذة وزملاء لا يرحمون بالبطيء والسريع, والجماهير تعاملهم بالقطعة حسب نتائج أنديتها, والإعلام المنتمي يري فيهم المخرج من الأزمة, والسبب الذي يبررون به العروض الهزيلة والنتائج السيئة! الحكام بشر, وكل البشر خطاءون, ولكن ماذا ننتظر من حكم يعيش علي حد الكفاف يرفع أكفه إلي السماء إذا وجد بعد المباراة صديقا أو مراقبا يقله بسيارته رحمة به من فتك الجماهير وعناء المواصلات.. ماذا نأمل في حكم يرسم علي وجهه ابتسامة مصنوعة حتي يحصل علي البدل الهزيل الذي أقره له اتحاد الكرة.. وماذا نرجو من حكم يعلم أنه لو نال غضب أي فريق جماهيري فلن ترحمه القنوات الفضائية, وستغلق كل الأبواب في وجهه.. وبأي مقياس نقدر أخطاء الحكام, وهم الذين لا معسكرات لهم, ولا محاضرات, ولا تدريبات, ولا وسائل مساعدة.. اعتمادا علي أن من له طموح فعليه أن يعتمد علي نفسه ويصرف علي علاجه وتدريباته البدنية.. فاتحاد الكرة مغلق في وجه الحكام لأنهم بلا ظهور تحميهم وبل إعلام يدافع عنهم أو حتي يعرض همومهم وأزماتهم, وعلي المتضرر الاعتزال, فنحن في زمن الفهلوة!