كنت أنظر بعين الريبة لاصرار النظام البائد علي اقامة محطة نووية في منطقة الضبعة, والغريب أنني علمت صدور تعليمات صريحة من الرئيس السابق حسني مبارك في يونية2010 بضرورة اقامة محطة نووية ضخمة في هذه البقعة الاستراتيجية. وعندما اندلعت ثورة25 يناير وتكشفت بعض أسرار صفقة الغاز مع اسرائيل وطالت الرئيس السابق الاتهامات باستيلائه علي جزء كبير من ثمن الغاز الذي أعطاه للاسرائيليين بدراهم معدودة, وكان فيه من الطامعين بتحويل ملايين الدولارات من اسرائيل رأسا الي حساباته في بنوك أوربا وأمريكا. كل هذا ومازالت لجان الكسب غير المشروع تبحث وتبحث عن أرصدة مبارك وعائلته ونسوا تماما أن فترة مابعد التنحي وحتي المحاكمة والتي بلغت نحو شهرين كفيلة بأن يرتب مبارك وعائلته حساباتهم في بنوك الخارج لتخرج من حساب لتدخل في آخر اكثر من مرة, ومن بنك لآخر حتي تضيع أي دلالة علي أن هذه المليارات لها علاقة بمبارك وأسرته. وكل هذا تم في الوقت الذي كان فيه الفريق أحمد شفيق تلميذ مبارك المخلص رئيسا للحكومة. نعود الي قضيتنا الأساسية وهي انفاق350 مليون دولار علي دراسات الجدوي والتي فازت بها شركة باورالي بارستوز الاسترالية وأعدت الشركة مناقصة أخري لاختيار الشركة المنفذة للمحطة, ثم قامت الثورة لأن الله يحب هذا الشعب, ولايريد له اضافة عنصر دمار آخر, لينضم الي قائمة المبيدات المسرطنة, التي فتكت بأكباد16 مليون مصري. الحمد لله أن الثورة قامت فعطلت طرح المشروع للتنفيذ وكلنا يعلم مدي الاضرار الشديدة لهذه المحطات وبدأت أوربا وأمريكا تستغني عنها وتبيعها لدول العالم الثالث ونحن منهم. ويكفي أن نعرف أن العلم حتي كتابة هذه السطور لم يتوصل الي طريقه آمنة للتخلص من النفايات النووية. ياناس ياهوه عندنا طاقة نظيفة ومتجددة أنعم الله بها علينا وهي الطاقة الشمسية في الصحراء الغربية والشرقية تبلغ مساحتها570 ألف كيلو, تسمح بانتاج طاقة كهربائية نظيفة وبدون نفايات خطرة تعادل قدرة100 محطة نووية. هذا الكلام الخطير يؤكده الدكتور محمد المخزنجي استاذ الفيزياء المصري العالمي, أما من رجل رشيد يجمع حوله الخبرات المصرية المتناثرة في جامعات الدنيا المتخصصة في اقامة حقول الطاقة الشمسية؟ اننا لو بعنا الطاقة الشمسية لأصبحنا أغني من الدول البترولية وأنهي بقول الشاعر: لعمري ماضاقت أرض بأهلها.. ولكن أحلام الرجال تضيق.